بهجة زينة شهر رمضان المبارك تبدد عتمة كورونا
القبة نيوز- إيمان المومني- بددت زينة شهر رمضان المبارك عتمة ظروف كورونا وفقا لمواطنين ومتخصصين، أكدوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن تلك الزينة تعد واحدة من الأجواء والطقوس الاحتفالية التي تزرع السعادة والفرح في القلوب والنفوس، وتميز الشهر بألوان وأضواء وبهجة تكسر رتابة ما حل بالناس نفسيا ومعنويا واقتصاديا جراء تداعيات الجائحة.
مدير عام مؤسسة شابات لتمكين المرأة سياسيا، منال كشت، قالت: "جاء شهر رمضان الفضيل لهذا العام، كما العام المنصرم، بظروف صعبة، موضحة: فقد أصابنا جميعا الإرهاق الاقتصادي والصحي والاجتماعي والنفسي".
وتابعت: "فقررت عبر زينة شهر رمضان الكريم أن أضيف بعض التغيير لحياتنا، خصوصا أن أطفالي يدرسون عن بعد -كالجميع من أقرانهم-، ما أبعدهم عن رفاقهم، مع مكوث لساعات طويلة في المنزل، خوفا من الخروج والتقاط العدوى لا قدر الله".
وأضافت: "ولأن الوضع الاقتصادي لم يعد مريحا، قمت بالسؤال عن أفضل الأماكن، وأقلها كلفة لشراء تلك الزينة، فتوجهت وأطفالي إلى سوق في سط البلد لهذه الغاية، وسعدنا جدا لرؤية الكثير من العائلات بصحبة أطفالهم يتنقلون من مكان لآخر لشراء احتياجاتهم الرمضانية من الزينة".
ولفتت كشت إلى أنها "المرة الأولى التي اصطحب فيها أطفالي لشراء الزينة، وكنت سعيدة جدا لرؤية حماسهم وهم ينتقون الأشياء ويساعدوني في تعليقها في أرجاء المنزل ببهجة كبيرة، فبيوتنا أكثر ما تكون هذه الأيام بحاجة للفرح الذي غاب عنا بفعل تغير كل ظروف حياتنا بسبب الجائحة، لهذا وجب علينا أن نصنع الفرح لأنفسنا بأنفسنا".
وفي السياق ذاته، قال أحمد الخزاعلة، موظف قطاع عام، إنه وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية في ظل كورونا، إلا أنه قام بتزيين منزل العائلة حتى قبل قدوم الشهر الفضيل، لما يعطيه ذلك من فرح وبخاصة عند الأطفال، حيث يشكل لهم حافزا للصيام، ولاستحضار المعاني الجليلة له.
وأشار إلى حرصه على شراء الزينة المناسبة لهذا الشهر من الفوانيس والأهلّة، التي تمتد إلى تزيين شوارع الحي وبعض المباني المجاورة، وبمعظمها أشكال تجذب بجمالها من يشاهدها وبخاصة ليلا بعد فترة الإفطار، وفقا له.
من جانبها، قالت استاذة العمل الاجتماعي في جامعة اليرموك، آيات نشوان: هناك وقع مختلف لزينة الشهر الكريم، وخاصة في وقت الجائحة، فمع زيادة ساعات الحظر، ازدادت بالطبع ساعات الجلوس في المنزل، ما يعني تواجد أفراد الأسرة معا لساعات أطول، حيث يفرحون ببهجة الزينة التي تكسر "روتين" اليوم العادي.
وأضافت: شهد المجتمع تغييراً ملحوظاً في التعامل مع زينة رمضان المبارك، وانتقلت هذه الزينة بعد أن كانت في معظمها على "البلكونات" والشبابيك والواجهات الخارجية، إلى داخل أركان المنازل، الأمر الذي يعبر عن رغبة الناس بإضفاء التجديد والتغيير في ظل الرتابة غير المعتادة التي فرضتها الجائحة على أفراد المجتمع.
وبينت نشوان أن التزيين الداخلي للمنازل قد يترافق مع مؤشرات إيجابية، تظهر إلى حد ما الألفة التي عادت لأفراد الأسرة بعد أن قلت بسبب نمط الحياة المتسارع.
ولفتت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "الفيس بوك" أظهرت العديد من المظاهر الاحتفالية وتزيين البيوت من الداخل بطريقة غير مسبوقة.
وتابعت: قد يكون التفسير الاجتماعي أن الأفراد والجماعات يبحثون عن أبسط الأمور التي قد تكسر جمود أيام الحظر، وليس أجمل من شهر رمضان المبارك للتعبير عن هذه المشاعر بمظاهر احتفالية خارجة عن المعتاد، مقارنة بأعوام ما قبل الجائحة.
وأكدت نشوان أن زينة هذا الشهر تبقى حاضرة بقوة رغم كل الحزن الذي يلف العديد من العائلات التي فقدت عزيزاً بسبب الجائحة، أو لم تعد تجتمع على مائدة واحدة لتناول الإفطار، مفسرة أنه وفي ظل كل ذلك، فإن زينة رمضان المبارك، تنير قلوب الناس قبل بيوتهم، كمظهر احتفالي عام.
من جانبه، قال المصور سامي الزعبي: قبل جائحة كورونا كنا نستمتع أكثر في الزينة التي نشاهدها في شوارع الأردن، وخاصة العاصمة عمان، ما يدخل إلى قلوبنا الفرحة والبهجة، وخاصة في وسط البلد.
وأضاف: أنه اعتاد على التقاط الصور لزينة رمضان المبارك ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يلقى الكثير من الإعجاب بين المتابعين، الذين يرون فيها جمالا من وحي الشهر الفضيل.
إسلام القيسي، وهو أحد تجار النثريات والزينة في وسط البلد، أشار إلى إقبال الناس على شراء النثريات والزينة الخاصة بالشهر الكريم، ولا سيما الفوانيس والأهلّة، وذلك على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي تأثرت لدى الكثيرين بسبب ظروف الجائحة، على حد تعبيره.
--(بتر)