الشارقة للتراث ينظم محاضرة افتراضية بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني
* الدكتور عبد العزيز المسلم: زايد أحيا التراث الثقافي شعراً ورياضة وبيئة
القبة نيوز - نظم معهد الشارقة للتراث محاضرة افتراضية عبر منصة "زوم"، بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني، الذي يصادف في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، من كل عام، وجاءت المحاضرة بعنوان "زايد القائد والإنسان، جهود رائدة في خدمة الإنسانية والعمل الخيري"، شارك فيها الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والإعلامي الدكتور محمد القدسي، والمؤرخ الدكتور سيف البدواوي، وأدار المحاضرة الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث.
أرسى الكثير من الأسس التي لا يمكن أن تتغير أو تتبدل
قال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث:" إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس وباني دولة الإمارات، أحيا التراث الثقافي شعراً ورياضة وبيئة، وأحيا رياضة وسباقات الهجن التي كانت مندثرة لحد كبير، كما أحيا الكثير من الألعاب الشعبية، وأحيا أمة الشعر، إذ أصبحت الإمارات وجهة الشعر العربي الفصيح والنبطي أو الشعبي، وأعاد للشعر النبطي مكانته".
ولفت إلى أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، اهتم بضرورة الالتزام بالزي الشعبي لطلبة المدارس في نهايات السبعينات من القرن الماضي، واستذكر كيف كنا في اليوم الوطني، ويوم جلوس الشيخ زايد، نذهب إلى أماكن تحددها وزارة الثقافة لنلقي قصائد للوطن، حيث الاحتفالات والمواسم التي أحيت هذا الجزء من الثقافة الشعبية التي تأخذنا إلى الثقافة العربية بشكل عام.
وأوضح أن المغفور له بإذن الله هو الذي أحيا شجرة الغاف ووضع لها مكانتها، بكل بساطة ووضوح، حيث أن للشيخ زايد يد بكل ما يمس التراث الثقافي في الإمارات، فقد شجع الباحثين بلا حدود، واليوم فإن الدارس لتراث الإمارات يمكن أن يتأكد بأن ذلك الغرس الذي نراه اليوم هو نتيجة طبيعية لما تم غرسه في أيام زايد، فقد أرسى الكثير من الأسس التي لا يمكن أن تتغير أو تتبدل، لأنها ثابتة في الأرض والوجدان والثقافة.
المجالس الشعرية
لفت الدكتور المسلم إلى أن من بين الإسهامات القيمة لزايد في الشعر والاهتمام بالتراث الثقافي، كانت المجالس الشعرية، فهي أساساً لها أهمية كبرة في توثيق الذاكرة الشعبية الإماراتية، فالمحتوى الشعري الذي أضيف للثقافة الإماراتية منذ تولي الشيخ زايد إلى الآن يحتاج في دول أخرى إلى قرن من الزمان، وهو محتوى ضخم جداً، وقد كان المغفور له رجلاً معطاءً، فالدعم والعطاء الواسع كان يشمل الجميع، كل الشعراء كان لهم مكافآت ومرتبات، لذلك أقبل الناس على الشعر، وتوجهوا إلى مجالس الشعراء، فزاد المحتوى الشعري بشكل كبير جدا، والإمارات أصبحت قبلة لمن يريد أن يكتب الشعر.
عيال زايد
شرح الدكتور المسلم مصطلح "عيال زايد" وكيف انتشر بكل محبة في أرجاء الوطن، إذ كان المغفور له يتعامل مع الجميع كأبنائه، وكان منذ البدايات يتدخل في كيفية رسم وصقل الشخصية الإماراتية، التي تتسم بصفات مميزة حرص على ترسيخها داخل كل فرد، فالإماراتي بالنسبة له طيب كريم معطاء وشاعر وصاحب أخلاق عالية، وركز على العادات الجيدة كي تبقى، وكانت رسالته التأثير في الشخصية الإماراتية، ولذلك عندما يقول الناس "عيال زايد"، فإن في ذلك فخر حقيقي لأنهم أصبحوا كلهم أبناءه.
٢٦ مليار درهم
ومن جانبه، قال الإعلامي الدكتور محمد القدسي، الذي صاحب الشيخ زايد وشهد العديد من مواقفه الإنسانية والخيرية:" لقد حصل المغفور له الشيخ زايد على ١٦ جائزة بيئية، فجهوده في عالم البيئة والزراعة عديدة، وحققت نقلات نوعية في المشهد البيئي والزراعي بدءاً من العين على مدار عشرين سنة، وصولاً إلى إمارة أبو ظبي عموماً والعاصمة والصحراء، وكل مكان". لافتاً إلى أن أكثر من ٢٨٠ مليون شجرة من الغاف والسمر والكينا، جملة ما زرعه الشيخ زايد. وعندما علم بأن شجر الكينا يمتص المياه بكثرة، أمر بنزع كل أشجار الكينا عن كل الطرق وفي الدولة.
وبين أنه كان ينطلق في أعماله الإنسانية من ٣ محاور، هي: الإنسان، والحس الديني والأخلاقي، والحس الوطني، لافتاً إلى أن العمل الإنساني متأصل ومتجذر في الإمارات.
وأشار إلى أن مجموع ما قدمه المغفور له طوال حياته من مساعدات وأعمال ومشاريع تجاوز ٢٦ مليار درهم، وصلت إلى ٥٩ دولة في العالم. وبلغت قيمة المساعدات والمشاريع الخيرية والإنسانية التي قدمتها الإمارات منذ ميلاد الدولة حتى نهاية العام الماضي ٩٠ مليار درهم.
١٤ طالباً من ذوي الاحتياجات الخاصة
وأشار إلى أنه في العام ١٩٧٦ عمل المغفور له الشيخ زايد على تعيين ١٤طالباً من ذوي الاحتياجات يعملون في الزراعة، وكانت مدة العمل اليومي لكل واحد منهم ٤ ساعات في النهار، في حين بلغت أجرة كل واحد منهم ضعف أجرة الآخرين.
وتابع: من المواقف المهمة أيضاً على سبيل المثال لا للحصر، أنه في العام ١٩٧٦ تم العمل على بناء ٤٥٠٠ وحدة سكنية في ٨٤ عمارة هدية لشعب الإسماعيلية في مصر الذين دمرت بيوتهم في الحروب.
إن الإمارات تعني زايد، وزايد يعني الإمارات
وبدوره، قال المؤرخ الدكتور سيف البدواوي:" إن الكلام كثير عن زايد الخير والعطاء، واستعرض دوره وجهوده منذ ما قبل الاتحاد وأثناء الاجتماعات الأولى وكيف كان يتدخل لحل أي مشكلة قد تكون عائقاً أمام الوحدة".
وأضاف:" إن الإمارات تعني زايد، وزايد يعني الإمارات، فأينما ذكرت الإمارات يحضر زايد، وأينما ذكر زايد تحضر الإمارات بكل قوة ووضوح. وتطرق البدواوي إلى الذين كتبوا عن زايد عن قرب، من الكتاب والمؤلفين الأجانب".
القبة نيوز - نظم معهد الشارقة للتراث محاضرة افتراضية عبر منصة "زوم"، بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني، الذي يصادف في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، من كل عام، وجاءت المحاضرة بعنوان "زايد القائد والإنسان، جهود رائدة في خدمة الإنسانية والعمل الخيري"، شارك فيها الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والإعلامي الدكتور محمد القدسي، والمؤرخ الدكتور سيف البدواوي، وأدار المحاضرة الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث.
أرسى الكثير من الأسس التي لا يمكن أن تتغير أو تتبدل
قال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث:" إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس وباني دولة الإمارات، أحيا التراث الثقافي شعراً ورياضة وبيئة، وأحيا رياضة وسباقات الهجن التي كانت مندثرة لحد كبير، كما أحيا الكثير من الألعاب الشعبية، وأحيا أمة الشعر، إذ أصبحت الإمارات وجهة الشعر العربي الفصيح والنبطي أو الشعبي، وأعاد للشعر النبطي مكانته".
ولفت إلى أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، اهتم بضرورة الالتزام بالزي الشعبي لطلبة المدارس في نهايات السبعينات من القرن الماضي، واستذكر كيف كنا في اليوم الوطني، ويوم جلوس الشيخ زايد، نذهب إلى أماكن تحددها وزارة الثقافة لنلقي قصائد للوطن، حيث الاحتفالات والمواسم التي أحيت هذا الجزء من الثقافة الشعبية التي تأخذنا إلى الثقافة العربية بشكل عام.
وأوضح أن المغفور له بإذن الله هو الذي أحيا شجرة الغاف ووضع لها مكانتها، بكل بساطة ووضوح، حيث أن للشيخ زايد يد بكل ما يمس التراث الثقافي في الإمارات، فقد شجع الباحثين بلا حدود، واليوم فإن الدارس لتراث الإمارات يمكن أن يتأكد بأن ذلك الغرس الذي نراه اليوم هو نتيجة طبيعية لما تم غرسه في أيام زايد، فقد أرسى الكثير من الأسس التي لا يمكن أن تتغير أو تتبدل، لأنها ثابتة في الأرض والوجدان والثقافة.
المجالس الشعرية
لفت الدكتور المسلم إلى أن من بين الإسهامات القيمة لزايد في الشعر والاهتمام بالتراث الثقافي، كانت المجالس الشعرية، فهي أساساً لها أهمية كبرة في توثيق الذاكرة الشعبية الإماراتية، فالمحتوى الشعري الذي أضيف للثقافة الإماراتية منذ تولي الشيخ زايد إلى الآن يحتاج في دول أخرى إلى قرن من الزمان، وهو محتوى ضخم جداً، وقد كان المغفور له رجلاً معطاءً، فالدعم والعطاء الواسع كان يشمل الجميع، كل الشعراء كان لهم مكافآت ومرتبات، لذلك أقبل الناس على الشعر، وتوجهوا إلى مجالس الشعراء، فزاد المحتوى الشعري بشكل كبير جدا، والإمارات أصبحت قبلة لمن يريد أن يكتب الشعر.
عيال زايد
شرح الدكتور المسلم مصطلح "عيال زايد" وكيف انتشر بكل محبة في أرجاء الوطن، إذ كان المغفور له يتعامل مع الجميع كأبنائه، وكان منذ البدايات يتدخل في كيفية رسم وصقل الشخصية الإماراتية، التي تتسم بصفات مميزة حرص على ترسيخها داخل كل فرد، فالإماراتي بالنسبة له طيب كريم معطاء وشاعر وصاحب أخلاق عالية، وركز على العادات الجيدة كي تبقى، وكانت رسالته التأثير في الشخصية الإماراتية، ولذلك عندما يقول الناس "عيال زايد"، فإن في ذلك فخر حقيقي لأنهم أصبحوا كلهم أبناءه.
٢٦ مليار درهم
ومن جانبه، قال الإعلامي الدكتور محمد القدسي، الذي صاحب الشيخ زايد وشهد العديد من مواقفه الإنسانية والخيرية:" لقد حصل المغفور له الشيخ زايد على ١٦ جائزة بيئية، فجهوده في عالم البيئة والزراعة عديدة، وحققت نقلات نوعية في المشهد البيئي والزراعي بدءاً من العين على مدار عشرين سنة، وصولاً إلى إمارة أبو ظبي عموماً والعاصمة والصحراء، وكل مكان". لافتاً إلى أن أكثر من ٢٨٠ مليون شجرة من الغاف والسمر والكينا، جملة ما زرعه الشيخ زايد. وعندما علم بأن شجر الكينا يمتص المياه بكثرة، أمر بنزع كل أشجار الكينا عن كل الطرق وفي الدولة.
وبين أنه كان ينطلق في أعماله الإنسانية من ٣ محاور، هي: الإنسان، والحس الديني والأخلاقي، والحس الوطني، لافتاً إلى أن العمل الإنساني متأصل ومتجذر في الإمارات.
وأشار إلى أن مجموع ما قدمه المغفور له طوال حياته من مساعدات وأعمال ومشاريع تجاوز ٢٦ مليار درهم، وصلت إلى ٥٩ دولة في العالم. وبلغت قيمة المساعدات والمشاريع الخيرية والإنسانية التي قدمتها الإمارات منذ ميلاد الدولة حتى نهاية العام الماضي ٩٠ مليار درهم.
١٤ طالباً من ذوي الاحتياجات الخاصة
وأشار إلى أنه في العام ١٩٧٦ عمل المغفور له الشيخ زايد على تعيين ١٤طالباً من ذوي الاحتياجات يعملون في الزراعة، وكانت مدة العمل اليومي لكل واحد منهم ٤ ساعات في النهار، في حين بلغت أجرة كل واحد منهم ضعف أجرة الآخرين.
وتابع: من المواقف المهمة أيضاً على سبيل المثال لا للحصر، أنه في العام ١٩٧٦ تم العمل على بناء ٤٥٠٠ وحدة سكنية في ٨٤ عمارة هدية لشعب الإسماعيلية في مصر الذين دمرت بيوتهم في الحروب.
إن الإمارات تعني زايد، وزايد يعني الإمارات
وبدوره، قال المؤرخ الدكتور سيف البدواوي:" إن الكلام كثير عن زايد الخير والعطاء، واستعرض دوره وجهوده منذ ما قبل الاتحاد وأثناء الاجتماعات الأولى وكيف كان يتدخل لحل أي مشكلة قد تكون عائقاً أمام الوحدة".
وأضاف:" إن الإمارات تعني زايد، وزايد يعني الإمارات، فأينما ذكرت الإمارات يحضر زايد، وأينما ذكر زايد تحضر الإمارات بكل قوة ووضوح. وتطرق البدواوي إلى الذين كتبوا عن زايد عن قرب، من الكتاب والمؤلفين الأجانب".