وزير المالية يرد على ملاحظات الأعيان بشأن الموازنة
القبة نيوز- قال وزير المالية محمد العسعس، إن الموازَنَةَ العامَّةَ تَعْكِسُ سِيَاسَاتِ وَاجْرَاءَاتِ الحُكومَةِ ضِمْنَ إِطارٍ زَمَنيٍّ يَمْتَدُّ لِثَلاثِ سَنَوَاتٍ، وَهِيَ سَنَةُ الموازَنَةِ وَسَنَتَيْنِ تَأْشِيرِيّتِين.
واشار في رده على ملاحظات الأعيان بشأن مشروعي قانوني الموازنة العامة والوحدات الحكومات لسنة 2021 إلى أن إعداد موازَنَةِ 2021 جاء لِتَتَوافَقَ مَعَ مَا يَتَطَلَّبُهُ الوَضْعُ الرّاهِنُ لِلْإِقْتِصَادِ الوَطَنيِّ اَلَّذِي يُعَانِي مِنْ انْكِماشٍ غَيْرِ مَعْهودٍ فِي النُّموِّ لْإِقْتِصَادِيِّ، وارْتِفاعِ مُعَدَّلِ البِطالَةِ لِمُسْتَوَى غَيْرِ مَسْبُوقٍ، اَلْأَمْرُ اَلَّذِي اسْتَدْعَى ِزِيَادَةَ الانفاقِ الحُكوميِّ فِي سَبيلِ تَحْفيزِ النَّشاطِ الِاقْتِصاديِّ.
وقال العسعس إن الموازنة تَهْدِفُ بِشَكْلٍ أَساسيٍّ إِلَى تَهْيِئَةِ الظُّرُوفِ للنُّهوضِ بِالْاقْتِصَادِ الوَطَنيِّ وانْتِشالِهِ مِنْ حالَةِ الْانْكِمَاشِ الرّاهِنَةِ، تَمْهِيدًا لِلْعَوْدَةِ إِلَى مُعَدَّلاتِ النُّموِّ المُرْتَفِعَةِ، وَالاسْتِجَابَةِ لِلْأَوْلَوِيَّاتِ اَلاقْتِصَادِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ المُلِحَّةِ، والْمُساهَمَةِ فِي مُعالَجَةِ تَحَدّي البطالَةِ، كُلُّ ذَلِكَ وفْقًا لِسياساتٍ وَبَرامِجَ وَإِجْرَاءَاتٍ حُكوميَّةٍ مُحَدَّدَةٍ وَواضِحَةٍ.
واضاف أنه ورغم أَهَمّيَّةِ إِعادَةِ النَّظَرِ في هَيْكَلِ الِايْرَادَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ الإِقْرارِ بِاسْتِحَالَةِ خَفْضِ الضَّرائِبِ غَيْرِ المُباشِرَةِ، وَبِنَفْسِ الوَقْتِ زيادَةِ الإنفاقِ عَلَى الخدمَاتِ، وَتَحْسينِ رَواتِبِ العَامِلِينَ وَالمُتَقَاعِدِينَ، وَرَفْعِ الانفاقِ الرَّأْسِماليِّ لتَحْسِينِ البِنْيَةِ التَّحْتيَّةِ، والْمُطالَبَةِ بِخَفْضِ العَجْزِ والدَّينِ حِفَاظًا عَلَى الاسْتِقْرَارِ الماليِّ، دُونَ تَحْقيقِ مُعَدَّلاتِ نُموٍّ مُرْتَفِعَةٍ وَبِأَضْعافِ مُتَوَسِّطِ نِسَبِ النُّموِّ فِي العَقْدِ الْمَاضِي، وزيادَةِ الْإِيرَادَاتِ الحُكوميَّةِ.
وتاليا نص رد وزير المالية:
يَطيبُ لِي فِي بِدايَةِ كَلِمَتَيْ هَذِهِ أَنْ أَتَقَدَّمَ بِالشُّكْرِ والتَّقْديرِ لِمَعالي رَئيسِ اللَّجْنَةِ الماليَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ وَلِجَمِيعِ أَعْضاءِ اللَّجْنَةِ الموَقَّرَةِ عَلَى تَقْريرِها اَلَّذِي يَتَضَمَّنُ تَحْلِيلًا مُرَكَّزًا وَوافيًا لِلْأَوْضَاعِ الماليَّةِ وَالاقْتِصَادِيَّةِ الرّاهِنَةِ، وَيَشْتَمِلُ عَلَى تَوْصياتٍ بَنَّاءَةٍ لِمُخْتَلِفِ القَضَايَا وَالمَوْضُوعَاتِ اَلَّتِي تَتَصَدَّرُ اِهْتِماماتِنا الوَطَنيَّةَ، وَالَّتِي مِنْ شَأْنِها أَنْ تُساهِمَ فِي تَعْزيزِ مَنَعَةِ اقْتِصادِنا الوَطَنيِّ والْوُصولِ إِلَى مَرْحَلَةِ التَّعَافِي وَتَجاوُزِ هَذِهِ المَرْحَلَةِ الدَّقِيقَةِ والْحاسِمَةِ اَلَّتِي نَمُرُّ بِهَا، مُسْتَنيرينَ بِتَوْجيهاتِ قيادَتِنا الهاشِميَّةِ الفَذَّةِ.
كَمَا لَا يَفوتَني أنْ أغْتَنِمَ هَذِهِ المُناسَبَةَ لِأَتَقَدَّمَ بِخالِصِ الشُّكْرِ وَعَظيمِ الْإِمْتِنَانِ إِلى جَميعِ السّادَةِ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ، عَلَى آرَائِهِمْ وَمُداخَلاتِهِمْ حَوْلَ مَشْرُوعَي قَانُونِ الموازَنَةِ العامَّةِ وَقانونِ موازَناتِ الوحداتِ اَلْحُكوميَّةِ لِعَامِ 2021، وَالَّتِي جَاءَتْ عَلَى مُسْتَوًى عَالٍ مِنْ المَوْضوعيَّةِ والْوُضوحِ، فَضْلًا عَنْ ثَرَائِهَا النّابِعِ مِنْ خِبْرَةٍ واسعةٍ ومَعرِفةٍ عَمِيقَةٍ. وَسَتَحْظَى دُونَ شَكٍّ بِكُلِّ اهْتِمامٍ مِنْ جانِبِ الحُكومَةِ لِتَنْفِيذِ مَا أَمْكَنَ مِنْهَا .
دَوْلَةُ الرَّئيسِ
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ،،،
إِنَّ الحُكومَةَ تَتَّفِقُ تَمَامًا مَعَ تَقْريرِ اللَّجْنَةِ الماليَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ حَوْلَ أَهَمّيَّةِ وَضْعِ خُطَطٍ اقْتِصاديَّةٍ مُتَكامِلَةٍ لِلتَّعَافِي الِاقْتِصاديِّ لِلأعْوَامِ الخَمْسَةِ القادِمَةِ وَفْقَ نَهْجٍ اقْتِصاديٍّ واضِحِ الرُّؤْيَا والْمَعالِمِ.
فَكَمَا تَعْلَمونَ جَمِيعًا بِأَنَّ مَشْروعَي قَانُونِي الموازَنَةِ العامَّةِ وموازَناتِ الوحداتِ اَلْحُكوميَّةِ اَلَّذِي بَيْنَ يَدَيكُمْ قَدْ تَمَّ إِعْدادُهُ فِي خِضَمِّ التَّطَوُّراتِ الاقتِصاديَّةِ والصِّحّيَّةِ الهامَّةِ اَلَّتِي شَهِدَهَا العالَمُ.
فقد جَاءَتْ هَذِهِ المُوَازَنَةُ فِي ظُروفٍ هِيَ الأَكْثَرُ إِسْتِثْنَائِيَّةً، وَفِي حالَةِ عَدَمِ يَقينٍ ألقتْ بِظِلَالِهَا عَلَى الاقتِصادِ العالَميِّ، حيثُ تَعَرَّضَ العالَمُ لتَغْيِيرَاتٍ جذْريَّةٍ مُتَسارِعَةٍ، وَوَاجَهَ آفاقًا غامِضَةً، وَعَدَمَ وُضوحٍ فِي الرُّؤْيَة، مَعَ وَضْعٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ لِأَدَاءِ الاقتِصَادِ العالَميِّ فِي ضوءِ التَّداعياتِ النّاجِمَةِ عَنْ جائِحَةِ كُورُونَا، ومَا زَالَتْ الاقْتِصَادَاتُ العَالمِيّةُ تُعَانِي مِنْ وَطْأَةِ الانْكِمَاشِ والتَّراجُعِ الاقتِصاديِّ، وَهَوَتْ مُعَدَّلاتُ النُّموِّ إِلَى مُسْتَوَياتٍ قياسيَّةٍ غَيْرِ مَعْهودَةٍ .
وقد كَانَ الارْدَنُ قَبْلَ الجائِحَةِ يُعَانِي مِنْ أَوْضاعٍ اقْتِصاديَّةٍ وَماليَّةٍ صَعْبَةٍ وَمُعَقَّدَةٍ، واخْتِلالاتٍ هَيْكَليَّةٍ مُزْمِنَةٍ وَبيئَةٍ إِقْليميَّةٍ مُضْطَرِبَةٍ، أَدَّتْ إلى تَحْجيمِ النُّموّ، وارْتَفَاعِ البطالَةُ، وَهَيمَنَةِ فاتورَةُ الرَّواتِبِ وَالتَّقَاعُدِ وَخِدْمَةُ الدَّينِ عَلَى الموازَنَةِ، وَتَراجَعَ الإِنْفاقُ الرَّأْسِماليُّ مِمَّا أَثَّرَ سَلْبًا عَلَى البُنْيَةِ التَّحْتيَّةِ، وَاتَّسَعَ عجزُ الموازنةِ والدَّيْنِ العامِّ.
وَكَسائِرِ دوَلِ العالَمِ، تَأَثّرَ الأُردُن بِتَداعِيَاتِ جَائحةِ الكُورونَا التي كَانَ لَهَا أَثَرًا سَلْبِيًّا عَميقاً عَلَى اقْتِصادِنا الوَطَنيّ، الذِي سَجَّلَ ولأولِ مَرَّةٍ مُنْذُ عُقودٍ انْكِماشًا فِي النّاتِجِ المَحَلّي الاجماليّ الحَقيقيّ. وارْتَفَعَتِ البطالَةُ إلى مُستوياتٍ مُقْلِقةٍ وغيرِ مسبوقةٍ، وتَقَلَّصَتِ الْإِيرَادَاتُ العامَّة، وتَراجَعَ حَجْمُ التِّجارَةِ الخارِجيَّةِ الأُرْدُنيَّةِ، وَانخَفَضَتْ حَوالاتُ الأُرْدُنيينَ العَامِلِينَ فِي الخَارِجِ.
وَعلى الرَّغْمِ من ذلك، فَقَدْ اسْتَمَرَّتْ الحُكومَةُ بِالوَفَاءِ بِالْتِزَامَاتِهَا الدّاخِليَّةِ والْخارِجيَّةِ، وَنجحت في تَفَادِي اتِّخاذِ قَراراتٍ صَعْبَةٍ وَمُؤْلِمَةٍ على مستوى الإيراداتِ والنفقاتِ قَامَتْ بِهَا بَعْضُ الدّوَلِ.
وقَدْ انْعَكَسَ ذلكَ إيْجَابًا على ثِقَةِ المُؤَسَّساتِ الدَّوْليَّةِ والدُّوَلِ المانِحَةِ والأَسْواقِ العالَميَّةِ بِالْإِقْتِصَادِ الارْدَنيِّ. وَأَجْمَعَتْ وِكالاتُ التَّصْنيفِ الِائْتِمَانِيِّ عَلَى تَثْبيتِ تَصْنيفِها الِائْتِمَانِيِّ السّياديِّ لِلْأُرْدُنِّ، فِي حِين شَهِدَتْ فِيه العَديدُ مِنْ دوَلِ العالَمِ انْخِفاضاتٍ مُتَتاليَةً عَلَى تَصْنيفاتِها الِائْتِمانيَّةِ. مِمَّا أتَّاحَ لِلْحُكُومَةِ الوُصولَ لِلْأَسْوَاقِ العالَميَّةِ. وجَاءَ إصدارُ الارْدَنِ لِسَنَدَاتِ اليُورُو بوند بِقِيمَةِ مِلْيار وسبعمئة وخمسين مليون دُولَارٍ في حزيران الماضي، ليَعْكِسَ الثِّقَةَ الكَبيرَةَ بِالْإِقْتِصَادِ الارْدَنيِّ وَبِالتِزامِ الحُكومَةِ فِي تَنْفيذِ الإِصْلاحاتِ اَلْإِقْتِصَادِيَّةِ. وتَمَكَّنَتْ الحُكومَةُ مِنْ تَخْفيضِ نِسْبَةِ الفائِدَةِ عَلَى الإِكْتِتَابِ إِلَى أَدْنَى المُسْتَوَيَاتِ تَارِيخِيًّا عَلَى إِصْداراتٍ اليوروبونْدْ غَيْرِ اَلْمَكْفولَةِ.
وَقد جاءَ الْإِتْفَاقُ مَعَ صُنْدوقِ النَّقْدِ الدَّوْليِّ حَوْلَ البَرْنامَجِ الوَطَنيِّ لِلِإصْلَاحِ الماليِّ والِاقْتِصاديِّ كَأَوَّلِ بَرْنامَجٍ يوافِقُ عَلَيْه الصُّنْدوقُ عَالَمِيًّا مُنْذُ انْتِشارِ جائِحَةِ فَيْروسِ كُورُونَا، لِيُؤَكِّدَ الدَّعْمَ الدَّوْليَّ لِلْأُرْدُنِّ، وَثِقَتَهُ بِالسِّيَاسَاتِ الحُكوميَّةِ الماليَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ، والْمِصْداقيَّةِ العاليَةِ فِي الوَفاءِ بالْإِلْتِزَامَاتِ الدّاخِليَّةِ والْخارِجيَّةِ.
وَقد تَمَّ إعدَادُ هذا البَرنَامَجِ بِخِبراتٍ أُردُنيِةٍ دُونَ إشتراطاتٍ أو إِمْلاءاتٍ، وَتَمَّ وَضْعُ أَهْدافِهِ لِيُتَرْجِمَ عَزْمَ الحُكومَةِ وسَعْيَها نَحْوَ تَعْزيزِ النُّموِّ الْإِقْتِصَادِيِّ وَخَلْقِ الوَظائِفِ، وَفِي الوَقْتِ ذاتِهِ يَهْدِفُ إلى تَحْقيقِ اسْتِدامَةِ الماليَّةِ العامَّةِ وَإِزالَةِ التَّشَوُّهاتِ فِيهَا، وَتَحْقيقِ كَفاءَةٍ أَكْبَرَ فِي إِنْفاقِ الْمَالِ العامِّ، ضِمْنَ رُؤْيَةٍ واضِحَةٍ تُفْضي إِلَى وَضْعِ العَجْزِ والدَّيْنِ العامِّ عَلَى مُنْحَنى هُبوطٍ تَدْريجيٍّ دُونَ الإِضْرارِ بِفُرَصِ النُّموِّ وَخَلْقِ الوَظائِفِ.
وَقَدْ تَمَخَّضَتْ المُراجَعَةُ الأولَى اَلَّتِي قَامَ بِهَا صُنْدوقُ النَّقْدِ الدَّوْليّ لِبَرْنَامَجِ تَسْهيلِ الصُّنْدوقِ المُمْتَدِّ عَنْ التَّأْكيدِ عَلَى جُودَةِ وفَعاليَّةِ الإِجْراءاتِ الصِّحّيَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ اَلَّتِي اتَّخَذَتْهَا الحُكومَةُ .
كما انْتَهَتْ المُراجَعَةُ إِلَى قِيَامِ بَعْثَةِ الصُّنْدوقِ بتَخْفيضِ تَوَقُّعاتِها لِلإِنكِمَاشِ الِاقتِصاديِّ مِن سالب 5% الى سالب 3% فِي عَامِ 2020. علماً بأنَّ تَقْديراتِ صُنْدوقِ النَّقْدِ الدَّوْليِّ أشارتْ إلى أَنَّ الإِقْتِصَادَ العالَميَّ سينْكمشُ بِنَحْوِ 4.4% فِي عَامِ 2020، وأَنْ تُسَجِّلَ اقْتِصاداتُ الوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ الِامْرِيكِيَّةِ وَدوَلِ الإتحادِ الأوروبي والمملكةِ المتحدة ودوَلِ الشَّرْقِ الاوْسَطَ وَآسْيَا الوُسْطَى انْكِماشًا بِنَحْوِ 4.3% و8.3% و 9.8% و 4.1% عَلَى التَّرْتيبِ.
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ تَوَجُّهِ الحُكومَةِ لِعَدَمِ رَفْعِ العِبْءِ الضَّريبيِّ، وَتَحْسينِ الإِيْرَادَاتِ المَحَلّيَّةِ عَبْرَ تَعْزيزِ التَّحْصِيلِ الضَّريبيِّ، مِنْ جِهَةٍ ، وَضَبْطِ الإنفاقِ الجَارِي، مِنْ جِهَةٍ أُخرى، فَإِنَّ العَجْزَ الأَوَّليَّ سَيَتَراجَعُ مِنْ نَحْوِ 5.7% مِنْ النّاتِجِ فِي عَامِ 2020 إِلَى نَحْوِ 3.7% فِي عَامِ 2021، بِمَا يُفْضي إِلَى تَعْزيزِ اسْتِدامَةِ الماليَّةِ العامَّةِ وَزيادَةِ الْإِعْتِمَادِ عَلَى الذّاتِ، حَيْثُ سَتَرْتَفِعُ نِسْبَةُ تَغْطيَةِ الِايْرَادَاتِ المَحَلّيَّةِ لِلنَّفَقَاتِ الجاريَةِ، اَلْأَمْرُ اَلَّذِي سَيُمَكِّنُ الحُكومَةَ مِنْ تَرْكيزِ الْإِقْتِرَاضِ المُسْتَقْبَليِّ نَحْوَ الإِنْفاقِ التَّنْمَويِّ.
دَوْلَةُ الرَّئيسِ
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،،
وَفيما يَتَعَلَّقُ بمُلاحَظَةِ اللَّجْنَةِ الكَريمَةِ بِأَنَّ مَشْروعَ موازَنَةِ 2021 لَا يَعْكِسُ التَّخْطيطَ لِلتَّعَافِي لِمَرْحَلَةِ مَا بَعْدَ الكُورُونَا.
فَأَرْجُو الإِشارَةَ إلى أَنَّ الموازَنَةَ العامَّةَ تَعْكِسُ سِيَاسَاتِ وَاجْرَاءَاتِ الحُكومَةِ ضِمْنَ إِطارٍ زَمَنيٍّ يَمْتَدُّ لِثَلاثِ سَنَوَاتٍ، وَهِيَ سَنَةُ الموازَنَةِ وَسَنَتَيْنِ تَأْشِيرِيّتِين، وَقَدْ تَمَّ إعدادُ موازَنَةِ 2021 لِتَتَوافَقَ مَعَ مَا يَتَطَلَّبُهُ الوَضْعُ الرّاهِنُ لِلْإِقْتِصَادِ الوَطَنيِّ اَلَّذِي يُعَانِي مِنْ انْكِماشٍ غَيْرِ مَعْهودٍ فِي النُّموِّ الاقْتِصَادِيِّ، وارْتِفاعِ مُعَدَّلِ البِطالَةِ لِمُسْتَوَى غَيْرِ مَسْبُوقٍ، اَلْأَمْرُ اَلَّذِي اسْتَدْعَى زيَادَةَ الانفاقِ الحُكوميِّ فِي سَبيلِ تَحْفيزِ النَّشاطِ الِاقْتِصاديِّ.
وَلِأَنَّ الحُكومَةَ مُدْرِكَةٌ تَمَاماً بِأَنَّ موازَنَةَ عَامٍ واحِدٍ لَا تَكْفِي لِلْحَدِّ مِنْ آثَارِ جَميعِ التَّحَدّياتِ الِاقْتِصاديَّةِ اَلَّتِي عَصَفَتْ بالأُرْدِنِّ مَا قَبْلَ الجائِحَةِ وَمَا بَعْدَهَا، فَقَدْ تَوَجَّهَتْ الحُكومَةُ فِي هَذِهِ الموازَنَةِ، وَضِمْنَ الإِطارِ مُتَوَسِّطِ المَدَى، إلى زيادَةِ الإِنْفاقِ الرَّأْسِماليِّ بِنِسْبَةِ 24% وَهِيَ الأكْبَرُ مُنْذُ عَامِ 2014 لِتَوْفِيرِ مُقَوِّماتِ تَحْفيزِ الِاقْتِصادِ . إضافةً إلى إِعادَةِ صَرْفِ الزّيادَةِ عَلَى علاواتِ الجِهازيْنِ المَدَنيِّ والْعَسْكَريِّ وَهِيَ أَوَّلُ زيادَةٍ تُقِرُّهَا الحُكومَةُ مُنْذُ عَامِ 2012 . كَمَا تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الموازَنَةُ زيادَةَ مُخَصَّصاتِ صُنْدوقِ اَلْمَعونَةِ الوَطَنيَّةِ بِقِيمَةٍ هِيَ الأَكْبَرُ مُنْذُ تَأْسيسِهِ فِي عَامِ 1986، وإنفاقَ كُلِّ مَا يَتَطَلَّبُهُ الحِفَاظُ عَلَى حَياةِ المواطِنِ الأُرْدُنيِّ فِي ظِلِّ المَخاطِرِ الصِّحّيَّةِ السّائِدَة، دُونَ رَفْعِ اَلضَّرائِب والرُّسومِ الحاليَّةِ، أَوْ فَرْضِ رُسومٍ وَضَرائِبَ جَديدَةٍ. إضَافَةً إلى تَهْيِئَةِ البيئَةِ الِاقْتِصاديَّةِ والِاسْتِثْماريَّةِ والْبُنْيَةِ التَّحْتيَّةِ اللّازِمَةِ لِنَشَاطِ القِطاعِ الخاصِّ، وَتَوْفيرِ بيئَةٍ تَنافُسيَّةٍ عادِلَةٍ لِقِطاعِ الأَعْمالِ مِنْ خِلالِ تَطْبيقِ القَوانينِ والتَّشْريعاتِ بِمُؤَسَّسيَّةٍ دُونَ انْتِقائيَّةٍ.
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ تَقْديرَ الِايْرَادَاتِ والنَّفَقاتِ لِثَلاثِ سَنَوَاتٍ فِي ظِلِّ هَذِهِ الظُّروفِ يَنْطَوِي عَلَى مَصاعِبَ وَمُتَغَيِّراتٍ مَحْفوفَةٍ بالمَخَاطِرِ، فَقَدْ جَاءَتْ هَذِهِ الموازَنَةُ واقِعيَّةً فِي تَقْديرِها لِلْمُؤَشِّرَاتِ الإقْتِصاديَّةِ وَالِايْرَادَاتِ والنَّفَقاتِ، مُرتَكِزَةً إلى التحوّطِ مع فَرْضيَّةِ تَطَوّرِ التَداعياتِ الناجِمَةِ عنِ الوَبَاءِ، وَآخذةً بعينِ الإعْتِبَارِ وَاقِعِيّةِ التَّحَدِّياتِ الّتي يُوَاجِهُهَا اقتِصَادُنا الوَطَنِيّ.
وَعَلَيْه، فَإنْ موازَنَةَ عام 2021 تَهْدِفُ بِشَكْلٍ أَساسيٍّ إِلَى تَهْيِئَةِ الظُّرُوفِ للنُّهوضِ بِالْإِقْتِصَادِ الوَطَنيِّ وانْتِشالِهِ مِنْ حالَةِ الْإِنْكِمَاشِ الرّاهِنَةِ، تَمْهِيدًا لِلْعَوْدَةِ إِلَى مُعَدَّلاتِ النُّموِّ المُرْتَفِعَةِ، وَالْإِسْتِجَابَةِ لِلْأَوْلَوِيَّاتِ اَلْإِقْتِصَادِيَّةِ وَالْإِجْتِمَاعِيَّةِ المُلِحَّةِ، والْمُساهَمَةِ فِي مُعالَجَةِ تَحَدّي البطالَةِ. كُلُّ ذَلِكَ وفْقًا لِسياساتٍ وَبَرامِجَ وَإِجْرَاءَاتٍ حُكوميَّةٍ مُحَدَّدَةٍ وَواضِحَةٍ.
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنَّ هَذِهِ الموازَنَةَ لَنْ تَكونَ هِيَ الحَلُّ الوَحيدُ لِكُلِّ المَشاكِلِ والتَّحَدّياتِ اَلَّتِي نَمُرُّ بِهَا، فَضْلًا عَنْ أَنْ تَتَضَمَّنَ كُلَّ مَا نَسْعَى لتَحْقيقِهِ أَوْ نَرْجُو الوُصولَ اَليه، وَإِنَّمَا هِيَ أَداةٌ رَئيسيَّةٌ وَهَامَّةٌ لِلتَّهْيِئَةِ لِتَحْقِيقِ أَهْدافِنا.
وَفِي سِيَاقِ تَوْصيَةِ لَجْنَتِكُمْ الموَقَّرَةِ لِلْحُكُومَةِ بِاتِّخاذِ الإِجْراءاتِ الهَادِفَةِ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ حَجْمِ البطالَةِ. فَتُؤَكِّدُ الحُكومَةُ لِذَواتِكُمْ عَلَى أَنَّ البطالَةَ مَصْدَرُ قَلَقِ الحُكومَةِ الأوّلِ، والْمُشْكِلَةُ اَلَّتِي تُؤَرِّقُنا جَمِيعَاً، لِما لَهَا مِنْ تَبِعاتٍ اقْتِصاديَّةٍ واجْتِماعيَّةٍ وَأَمْنيَّةٍ. وَتُؤَكِّدُ الحُكُومَةُ فِي هَذَا الخُصُوص، عَلَى أنهُ لَا بَديلَ عَنْ تَحْسينِ الواقِعِ المَعيشيِّ لِلْمُوَاطِنِ وَتَوْجيهِ نِسَبِ البطالَةِ نَحْوَ الِانْخِفاضِ، اَلْأمْرُ اَلَّذِي يَتَطَلَّبُ زيادَةَ مُعَدَّلاتِ النُّموِّ فِي القِطَاعَاتِ ذَاتِ اَلْإِمْكاناتِ العاليَةِ لِخَلْقِ الوَظائِفِ، حيثُ لَنْ تَسْتَطيعَ الحُكومَةُ اسْتيعابَ طُموحاتِ الشَّبابِ الباحِثِ عَنْ عَمَلٍ عَبْرَ تَوْفيرِ وَظائِفَ حُكوميَّةٍ، فِي ظِلِّ مَحْدوديَّةِ القُدْرَةِ عَلَى تَوْفيرِ مَا يَكْفِي مِنْ الوَظائِفِ الحُكوميَّةِ مع سَيْطَرةِ فاتورَةِ الرَّواتِبِ عَلَى إِجْماليِّ النَّفَقاتِ، وَمَا سَيَنْتِجُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ تَبِعاتٍ وَخيمَةٍ على الْإِسْتِقْرَارِ الماليِّ. وَسَتَسْعَى الحُكومَةُ لِتَوْفِيرِ الاِطارِ والْبيئَةِ المُناسِبَةِ حَتَّى يَتَمَكَّنَ القِطاعُ الخاصُّ مِنْ اسْتِعادَةِ التَّنافُسيَّةِ، وَبِالتَّالِي زَخْمُ النُّموِّ الغَنيِّ بِالْوَظَائِف.
دَوْلَةُ الرَّئيسِ
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ،،،،
وَحَيْثُ أَنَّ الحُكومَةَ مُتَّفِقَةٌ تَمَاماً مَعَ لَجْنَتِكُمْ الموَقَّرَةِ فِي تَوْصياتِها المُتَعَلِّقَةِ بالاصِلاحِ الضَّريبيِّ وَمُعالَجَةِ الِاخْتِلَالَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ، وَزيادَةِ فاعِليَّةِ التَّحْصِيلِ الضَّريبيِّ، والْحَدِّ مِنْ التَّهَرُّبِ والتَّجَنُّبِ الضَّريبيِّ والْجُمْرُكيِّ، وإعدادِ مَشْروعِ نِظامٍ خاصٍّ لِلْأَسْعَارِ التَّحْوِيلِيَّةِ لِلْغَايَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ، فَإِنَّهَا تُؤَكِّدُ بِأَنَّ موازَنَةَ عَامِ 2021 تَتَمَيَّزُ عَنْ المُوَازَنَاتِ السّابِقَةِ بِأَنَّ رَكيزَتَها الأَساسيَّةَ تَتَمَثَّلُ بِتَنْفِيذِ الإِصْلاحاتِ الضَّرِيبِيَّةِ، وَزِيادةِ الْإِيرَادَاتِ الحُكوميَّةِ بِطُرُقٍ مُسْتَدامَةٍ، دُونَ إِضافَةِ أَيِّ أعْبَاءٍ عَلَى كاهِلِ المواطِنِ، وَتُكافِئُ المُكَلَّفَ المُلْتَزِمَ بِوَاجِبَاتِهِ، المُنْتَمِي لِبَلَدِهِ، وَتَقِفُ سَدًّا مَنِيعاً فِي وَجْهِ المُتَهَرِّبِ مِنْ أَداءِ مَا عَلَيْهُ مِنْ حُقوقٍ تُجاهَ وَطَنِهِ وَأَبْناءِ شَعْبِهِ. وَسَتَحْرِصُ الحُكومَةُ عَلَى سَدِّ الثَّغَراتِ فِي إِجْراءاتِ النِّظامِ الضَّريبيِّ وَالَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا البَعْضُ فِي التَّهَرُّبِ أَوْ اَلْتَجَنُّبِ الضَّريبيِّ، حَيْثُ تَمَّ إِعْدادُ مَشْروعِ نِظامٍ خاصٍّ لِلْأَسْعَارِ التَّحْوِيلِيَّةِ لِلْغَايَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ.
وَفِي هَذَا الصَّدَد، فَإِنَّ الحُكومَةَ تُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّ الضَّرائِبَ غَيْرِ المُباشِرَةِ كَضَرِيبَةِ المَبِيعَاتِ غَيْرُ عادِلَةٍ، لِأَنَّهَا لَا تُفَرِّقُ بَيْنَ الغَنيِّ والْفَقيرِ، وَتُؤَدِّي إِلَى تَعْميقِ التَّفاوُتِ فِي تَوْزيعِ الدُّخولِ بَيْنَ الأفرادِ. فِي حِينِ أَنَّ النِّظامَ الضَّريبيَّ العادِلَ يُراعي قُدْرَةَ المُكَلَّفِينَ عَلَى الدَّفْعِ، تَحْقِيقًا لِمَبْدَأِ اَلْتَصاعُديَّةِ .
وفِي ضوءِ ذَلِكَ، فَإنّ تَعَدَّدَ النُّظُمِ الضَّرِيبِيَّةِ أدَّى إِلَى تشَوِّهِ مَنْظومَةِ الِايْرَادَاتِ العامَّةِ، حيثُ شَكّلت الضَّرائِبُ غَيْرُ المُباشِرَةِ مِثْلَ ضَريبَةِ المَبِيعَاتِ نَحْوَ 70% مِنْ إجمالي الِايْرَادَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ في الأُردنِّ، فِي حِينِ لَمْ تَرْقَ الضَّرائِبَ المُباشِرَةَ لِتَسُدَّ حاجَةَ الخَزينَةِ.
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ إِيمَانِ الحُكومَةِ بِأَهَمّيَّةِ إِعادَةِ النَّظَرِ فِي هَيْكَلِ الِايْرَادَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ الإِقْرارِ بِاسْتِحَالَةِ خَفْضِ الضَّرائِبِ غَيْرِ المُباشِرَةِ، وَبِنَفْسِ الوَقْتِ زيادَةِ الإنفاقِ عَلَى الخدمَاتِ، وَتَحْسينِ رَواتِبِ العَامِلِينَ وَالمُتَقَاعِدِينَ، وَرَفْعِ الانفاقِ الرَّأْسِماليِّ لِتَحْسِينِ البِنْيَةِ التَّحْتيَّةِ، والْمُطالَبَةِ بِخَفْضِ العَجْزِ والدَّينِ حِفَاظًا عَلَى الْإِسْتِقْرَارِ الماليِّ، دُونَ تَحْقيقِ مُعَدَّلاتِ نُموٍّ مُرْتَفِعَةٍ وَبِأَضْعافِ مُتَوَسِّطِ نِسَبِ النُّموِّ فِي العَقْدِ الْمَاضِي، وزيادَةِ الْإِيرَادَاتِ الحُكوميَّةِ.
وَلَنْ نَتَمَكَّنَ مِنْ تَحْقيقِ ذَلِكَ دُونَ إِحْداثِ تَغْييرٍ جَذْريٍّ فِي هَيْكَليَّةِ الِاقْتِصادِ. فَلَنْ يَنْموَ الِاقْتِصادُ دُونَ تَخْفيضِ تَكاليفِ الِانْتَاجِ. كَمَا لَنْ يَنْموَ الِاقْتِصادُ مَعَ الِاسْتِمْرارِ بِاجْرَاءَاتٍ حِمَائِيَّةٍ لِصَالِحِ أَقَلّيَّةٍ اقْتِصاديَّةٍ عَلَى حِسابِ اقْتِصادٍ بِأَكْمَلِهِ. وَلَنْ يَنْموَ الِاقْتِصادُ دُونَ إِجْراءِ تَغْييرٍ جَذْريٍّ فِي سُهولَةِ المُعامَلاتِ الحُكوميَّةِ تُجاهَ القِطاعِ الخاصِّ .
كَمَا لَا بُدَّ مِنْ التَّأْكيدِ عَلَى أَنَّ الِاقْتِصادَ لَنْ يَنْموَ دُونَ اسْتِمْرارِ الحِفاظِ عَلَى الِاسْتِقْرارِ الماليِّ وَالنَّقْدِيِّ لِلْأُرْدُنِّ .
وَفِي هَذَا السِّيَاقِ، فَإِنَّ الحُكومَةَ تَسْعَى بِكُلِّ طاقَتِها لِتَنْفِيذِ بَرامِجِ الإِصْلاحِ الضَّريبيِّ، وَالَّتِي مِنْ جُمْلَةِ أَهْدافِها تَعْزيزُ مُساهَمَةِ الضَّرائِبِ المُباشِرَةِ فِي إِجْماليِّ الِايْرَادَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ والْعامَّةِ، سَواءٌ مِنْ خِلالِ تَعْزيزِ الْإِلْتِزَامِ الطَّوْعيِّ لِلْمُكَلِّفِينَ، أَوْ مِنْ خِلالِ مُكافَحَةِ التَّهَرُّبِ الضَّريبيِّ وَمُعالَجَةِ اَلْتَجَنُّبِ الضَّريبيِّ بِمَا يُمَكِّنُ مِنْ تَوْسيعِ القاعِدَةِ الضَّرِيبِيَّةِ مِنْ المُكَلَّفِينَ غَيْرِ المُلْتَزِمِينَ، بَعِيداً عَنْ فَرْضِ أَيِّ ضَرائِبَ أَوْ رُسومٍ جَديدَةٍ، أَوْ زيادَةٍ فِي اَلضَّرائِبِ والرُّسومِ السّائِدَةِ، تَحْقِيقاً لِلْعَدَالَةِ فِي تَوْزيعِ العِبْءِ الضَّريبيِّ، مِمَّا يُؤَدّي إِلَى إِيجَادِ بيئَةٍ تَنافُسيَّةٍ عادِلَةٍ لِقِطاعِ الأَعْمالِ، وَجاذِبَةٍ لِلْإِسْتِثْمَارِ، وَمُحَفِّزَةٍ لِلنُّمُوِّ.
دَوْلَةُ الرَّئيسِ
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ،،،،
وَبِخُصُوصِ تَوْصيَةِ لَجْنَتِكُمْ الموَقَّرَةِ بِضَرُورَةِ تَعْديلِ قَانُونِ تَنْظيمِ الموازَنَةِ العامَّةِ لِإِدْخَالِ مَفاهيمَ جَديدَةٍ، واتِّباعِ اَلْمَنْهَجيّاتِ الحَديثَةِ فِي إعدادِ الموازَنَةِ مِثْلَ الموازَنَةِ الموَجَّهَةِ بِالنَّتَائِجِ، فَأَرْجُو التَّأْكيدَ هُنَا بِأَنَّ الحُكومَةَ قَدْ انْتَهَتْ مِنْ إعدادِ مُسَوَّدَةِ قَانُونِ تَنْظيمِ الموازَنَةِ العامَّةِ وَموازَناتِ الوحداتِ الحُكوميَّةِ، مُسْتَهْدَفَةً بِذَلِكَ إِيجَادِ تَشْريعٍ يُساهِمُ فِي تَحْقيقِ الأَهْدافِ المُتَعَلِّقَةِ بِتَحْقيقِ الِاسْتِقْرارِ الِاقْتِصاديِّ والْماليِّ، وَتَحْسينِ آليَّةِ تَخْصيصِ المَوارِدِ الماليَّةِ المُتاحَةِ، وَتَحْسينِ كَفاءَةِ وَفَعاليَّةِ الإِنْفاقِ، وَالَّذِي مِنْ شَأْنِهِ أنْ يُعَزِّزَ دَوْرَ الموازَنَةِ العامَّةِ كأداَةِ تَخْطيطٍ وَرقابَةٍ عَلَى الْمَالِ العامِّ . كَمَا يَهْدِفُ هَذَا الْقَانُونُ إِلَى تَفْعيلِ أُطُرِ الموازَنَةِ الموَجَّهَةِ بِالنَّتَائِجِ. وَلِلْوُصُولِ إِلَى تَحْقيقِ الغايَةِ المَنْشودَةِ مِنْ ذَلِكَ، فَلَا بُدَّ مِنْ إِيجَادِ فُسْحَةٍ ماليَّةٍ فِي الموازَنَةِ.
مُنَوِّهًا إِلَى أَنَّ الحُكومَةَ قَدْ أَرْسَلَتْ مَشْروعَ الْقَانُونِ المَذْكورِ إِلَى مَجْلِسِ النّوّابِ الموْقِرِّ لِلنَّظَرِ فِيه وَإِقْرارِهِ. وَتَأْمَلُ الحُكومَةُ أَنْ يَتِمَّ إِعْطاؤُهُ صِفَةَ الْإِسْتِعْجَالِ لِتَتَمَكَّنَ مِنْ وَضْعِهِ حَيِّزَ التَّنْفيذِ بِالسُّرْعَةِ المُمْكِنَةِ .
دَوْلَةُ الرَّئيسِ
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،،
وَإِذْ تَتَّفِقُ الحُكومَةُ مَعَ مَا أَشَارَتْ إِلَيْهُ لَجْنَتُكُمْ الموَقَّرَةُ مِنْ أَهَمّيَّةِ عَدَمِ تَجاوُزِ المُخَصَّصَاتِ المَرْصُودَةِ لِلْإِنْفَاقِ، وَأَنْ يَتِمَّ إِصْدارُ مُلْحَقِ موازَنَة، فِي حَالِ عَدَمِ كِفايَةِ المُخَصَّصَاتِ، والْعَمَلِ عَلَى إِصْدارِ بَياناتٍ شَهْريَّةٍ تُبَيِّنُ مَدَى انْحِرافِ الأداءِ الفِعْليِّ عَنْ تَقْديراتِ الموازَنَةِ للإيرادات والنَّفَقاتِ، لَتُؤَكِّدُ عَلَى التِزامِها المُطْلَقِ بِأَحْكَامِ قَانُونِ الموازَنَةِ العامَّةِ لعام 2021 وَالَّتِي نَصَّتْ عَلَى أنّهُ "لَا يَجُوزُ الالتزام بِأَيِّ مَبْلَغٍ يَزيدُ عَلَى المُخَصَّصَاتِ الوارِدَةِ فِي هَذَا الْقَانُونِ".
وَكَذَلِكَ "لَا يَجُوزُ عَقْدُ أَيِّ نَفَقَةٍ أَوْ صَرْفِ أَيِّ سُلْفَةٍ لَيْسَتْ لَهَا مُخَصَّصاتٌ فِي هَذَا الْقَانُونِ، وَإِذَا اقْتَضَتْ المَصْلَحَةُ العامَّةُ صَرْفَ نَفَقاتٍ إِضافيَّةٍ فَيَتَوَجَّبُ إِصْدارُ قَانُونٍ مُلْحَقٍ بِهَذَا الْقَانُونِ قَبْلَ الصَّرْفِ" .
مُشِيراً هُنَا إِلَى أَنَّ الحُكومَةَ، وَفِي ضوءِ تَطَوُّراتِ الظُّروفِ السّائِدَةِ، وَفِي حَالِ اقْتَضَتْ المَصْلَحَةُ العامَّةُ إِصْدارَ مُلْحَقِ موازَنَة، وَتَوَفَّرَتْ الأَسْبابُ الموجِبَةُ لِذَلِكَ، سَتُبادِرُ إِلَى اتخاذ القَرارِ المُناسِبِ والسَّيْرِ فِي الِاجْرَاءَاتِ اللّازِمَةِ وَفْقَ مَا يَقْتَضِيه الْقَانُونُ اَلْنافِذُ .
مُؤَكِّدًا كَذَلِكَ عَلَى أَنَّ الحُكومَةَ سَتَقُومُ بِعَمَلِ مُراجَعاتٍ رُّبْعيَّةٍ لِلْإِيرَادَاتِ والنَّفَقاتِ العامَّةِ، فَضْلًا عَنْ الِاصْدَارَاتِ الشَّهْريَّةِ لِبَياناتِ الماليَّةِ العامَّةِ، ليُصارَ إِلَى اتِّخاذِ القَراراتِ اللّازِمَةِ فِي حِينِهِ وَعَبْرَ الأُطُرِ التَّشْريعيَّةِ النّاظِمَةِ لَهَا.
وَإِذْ تُشارِكُ الحُكومَةُ لَجْنَتَكُمْ الموَقَّرَةَ الرَّأْيَ حَوْلَ إِزالَةِ التَّشَوُّهاتِ فِي النَّفَقاتِ الرَّأْسِماليَّةِ وَتَوْجِيهِهَا الى مَشاريعَ تَنْمَويَّةٍ، فَقَدْ تَضَمَّنَتْ موازَنَةُ عَامِ 2021 إِعادَةَ تَصْنيفِ بُنودِ الانفاقِ الرَّأْسِماليِّ ذُو الطَّبيعَةِ الجاريَةِ وَنَقْلِها إِلَى الانفاقِ الجَارِي بِمَا يَتَلَاءَمُ مَعَ طَبيعَتِها الجاريَةِ، بِحَيْثُ تَقْتَصِرُ الموازَنَةُ الرَّأْسِماليَّةُ عَلَى النَّفَقاتِ المُرْتَبِطَةِ بِالْجَانِبِ التَّنْمَويِّ.
دَوْلَةُ الرَّئيسِ
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،،
وَإِذْ تُقَدِّرُ الحُكومَةُ عَالِيًا تَوْصيَةَ اللَّجْنَةِ الكَريمَةِ بِضَرُورَةِ وَضْعِ خُطَّةٍ شامِلَةٍ لِمُعَالَجَةِ اَلْهَدْرِ فِي الْمَالِ العامِّ النّاجِمِ عنْ تَنْفِيذِ مَشاريعَ رَأْسِماليَّةٍ قَبْلَ جاهِزيَّةِ الدِّراساتِ الفَنّيَّةِ، وَتَعَدُّدِ الجِهاتِ المُرْتَبِطَةِ بِالْعَمَلِ الواحِدِ مِمَّا يُبَعْثِرُ الجُهودَ، وَعَدَمُ الْقِيَامِ بِالْمُراجَعَةِ الدَّوْريَّةِ لِإجْرَاءَاتِ العَمَلِ فِي الأجَهزَةِ الحُكوميَّةِ، إِضافَةً إِلَى اَلْهَدْرِ النّاجِمِ عَنْ اَلِاعْفَاءَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ اَلَّتِي لَمْ يَثْبُتْ جَدْوَاهَا، وَتَكْلِفَةُ اسْتِمْلَاكَاتِ الأراضي والْعَقاراتِ دُونَ الالتزام بِالْقِيمَةِ العادِلَةِ لَهَا.
فَإِنَّ الحُكومَةَ تُؤَكِّدُ لِمَجْلِسِكُمِ الكَريمِ عَلَى تَوافُقِها التّامِّ مَعَ هذِهِ التَّوْصيَةِ، لِأَنَّنَا لَا نَمْلِكُ تَرَفَ الْمَالِ أَوِ الوَقْتِ لِاسْتِمْرَارِ أَنْماطِ اَلْهَدْرِ المُشارِ إليها فِي التَّوْصيَةِ. كما َتُعَبِّرُ الحُكومَةُ عَنْ تَصْمِيمِها عَلَى مُعالَجَةِ كافَّةِ أشكالِ الْهَدْرِ، وَخَاصَّةً المُتَعَلِّقَ مِنْهَا بِالْمُسَبِّبِ الرَّئيسِ لِاخْتِلالِ الموازَنَةِ العامَّةِ وَتَراجُعِ الِايْرَادَاتِ الحُكوميَّةِ، وَهِيَ الِاعْفَاءَاتُ الضَّرِيبِيَّةُ وَاَلْجُمْرُكيَّةُ غَيْرُ المُجْديَةِ وَالَّتِي تَمَّ مَنْحُها لِقِطاعاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَشَرِكاتٍ وأفرادٍ خِلالَ السَّنَوَاتِ السّابِقَةِ دُونَ أَنْ تَعودَ بِفَائِدَةٍ حَقيقيَّةٍ عَلَى الاقتصاد وَالمُوَاطِنِينَ، والَّتِي مَا انْفَكَّتْ تُغَذّي عَجْزَ الموازَنَةِ، وَتَحرِمُ الخَزينَةَ مِنْ مَوَارِدِهَا المُسْتَحَقَّةِ، وَتَقِفُ عَائِقًا دُونَ تَقْديمِ الخِدْمَاتِ المُثْلَى اَلَّتِي يَسْتَحِقُّهَا المُواطِن.
وَقَدْ أَدَّى التَّراجُعُ فِي الْإِيرَادَاتِ المَحَلّيَّةِ بِفِعْلِ تَراجُعِ النُّموِّ الِاقْتِصاديِّ مِنْ جِهَةٍ، واخْتِلالِ هَيْكَلِ الِايْرَادَاتِ المَحَلّيَّةِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى فِي ظِلِّ ثَباتِ النَّفَقاتِ الجاريَةِ، إلى تَراجُعُ حِصَّةِ الانفاقِ الرَّأْسِماليِّ مِنْ إِجْماليِّ النَّفَقاتِ العامَّةِ، وَأَدَّى إلى فَرْضِ ضُغوطٍ كَبيرَةٍ عَلَى الموازَنَةِ لِتَوْفِيرِ مُخَصَّصاتِ خِدْمَةِ الدَّيْنِ العامِّ وَالَّتِي مِنْ المُتَوَقَّعِ أَنْ تَصِلَ قيمَتُها إِلَى نَحْوِ مِلْيارٍ وَأَرْبَعِمِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ مِلْيونَ دِينَارٍ، اَلْأَمْرُ اَلَّذِي يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى مُخَصَّصاتِ بَعْضِ القِطَاعَاتِ الهامَّةِ مِثْلَ الصِّحَّةِ وَالتَّعْلِيمِ وَشَبَكَةِ الحِمايَةِ الِاجْتِماعيَّةِ وَيَحولُ دُونَ التَّوَسُّعِ فِيهَا بِمَا يَفي الحاجَةَ. مِمَّا يَسْتَوْجِبُ إِجْراءَ مُراجَعَةٍ شامِلَةٍ لِهَذِهِ الِاعْفَاءَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ وَاَلْجُمْرُكيَّةِ ، لِيَتِمَّ الِابْقَاءُ عَلَى مَا هوَ مُجْدٍ مِنْهَا وَلَهُ انْعَكْاسَاتٌ إيجابيَّةٌ عَلَى الِاقْتِصادِ، والتَّوَقُّفُ عَنْ مَنَحِ اعْفَاءَاتٍ دُونَ وَجْهِ حَقٍّ، وَدُونَ تَحْقيقِ فائِدَةٍ اقْتِصاديَّةٍ تَفوقُ كُلْفَةَ الإِعْفَاءَاتِ الماليَّةِ، وَتَسْتَنْزِفُ مَبالِغَ كَبيرَةً مِنْ الخَزينَةِ تَتَجاوَزُ قيمَتُها العَجْزَ الأَوَّليَّ فِي الموازَنَةِ، وَتُحمِّلُ المواطِنَ عِبْءَ هَذِهِ الِاعْفَاءَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ وَاَلْجُمْرُكيَّةِ غَيْرِ المُجْديَةِ .
وَلَا بُدَّ مِنْ تَحْويلِ هَذِهِ الِاعْفَاءَاتِ إلى حَوافِزَ تَنْعَكِسُ إِيجَابًا وَبِشَكْلٍ مُباشِرٍ عَلَى الِاقْتِصادِ وَتُسَاهِمُ فِي التَّصَدّي لِمُشْكِلَتِي البِطالَةِ والْفَقْرِ، حَيْثُ تَضَمَّنَتْ موازَنَةُ عَامِ 2021 ولأَوّلِ مَرَّةٍ رَصْدَ مُخَصَّصاتٍ ماليَّةٍ لِتَحْفِيزِ الِاسْتِثْمارِ، إضَافَةً إلى رَصْدِ مُخَصَّصاتٍ ماليَّةٍ لِدَعْمِ العَامِلِينَ فِي القِطَاعَاتِ المُتَضَرِّرَةِ.
وَلَنْ تَقومَ هَذِهِ الحُكومَةُ بِرَفْعِ الضَّرائِبِ أوْ الرُّسومِ خَوْفًا مِنْ صُعوبَةِ إِجْراءِ جِراحَةٍ هَيْكَليَّةٍ لِوَقْفِ نَزيفِ الِاعْفَاءَاتِ والتَّهَرُّبِ والتَّجَنُّبِ الضَّريبيِّ. بَلْ سَتَخوضُ بِهَذِهِ الجِراحَةِ مَهْما صَعُبَتْ ، وَلَنْ تَقومَ هَذِهِ الحُكومَةُ بِتَوْريثِ التَّحَدّياتِ الهَيْكَليَّةِ لِمَنْ يَأْتي بَعْدَهَا دُونَ مُجابَهَتِها.
دَوْلَةُ الرَّئيسِ
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،،
تؤَكِّدُ الحُكومَةُ الِانْسِجَامَ التّامَّ مَعَ تَوْصيَةِ لَجْنَتِكُمْ الموَقَّرَةِ حَوْلَ أهَميَةِ دَعْمِ القِطاعِ الصِّحّيِّ الحُكوميِّ وَتَوْفيرِ المَطاعيمِ ضِدَّ فَيْروسِ كُورُونَا، وَتَمْكينِ وِزارَةِ الصِّحَّةِ مِنْ شِراءِ خِدْماتِ المَزيدِ مِنْ أَطِبّاءِ الِاخْتِصاصِ، والْوُصولِ إِلَى التَّأْمِينِ الصِّحّيِّ الشّامِلِ لِكَافَّةِ المُوَاطِنِينَ.
حَيْثُ أخذَت الحُكومَةُ بِعَيْنِ الاعتبار فِي موازَنَةِ 2021 تَوْفيرَ الاحتياجات اللّازِمَةِ لِتَأْمِينِ الرِّعايَةِ الصِّحّيَّةِ لِلْمُوَاطِنِينَ فِي ظِلِّ الظُّروفِ الِاسْتِثْنائيَّةِ المُحيطَةِ بِنَا. كَمَا قَامَت الحُكومَةُ بِاسْتِثْنَاءِ وَزارَةِ الصِّحَّةِ مِنْ قَرارِها المُتَضَمِّنِ وَقْفَ التَّعْييناتِ فِي عَامِ 2021، حَيْثُ قَامَتْ الوِزارَةُ بِتَعْيِينِ الأطِبّاءِ وَالمُمَرِّضِينَ وَفَنِّيِّي المُخْتَبَرَاتِ لِتَلْبِيَةِ احْتِيَاجَاتِهَا فِي ظِلِّ المُسْتَجِدّاتِ الصِّحّيَّةِ وَتَداعياتِها. إِضافَةً إِلَى قِيَامِهَا بِشِرَاءِ خِدْماتِ أطْبَاءِ الاختصاص فِي مُخْتَلَفِ التَّخَصُّصَاتِ الصِّحّيَّةِ والطِّبّيَّةِ، وَفْقًا لِنِظامِ المُشْتَرَياتِ الحُكوميِّ، لِلْعَمَلِ فِي مُخْتَلِفِ المُسْتَشْفَيَاتِ الحُكوميَّةِ التّابِعَةِ لَهَا. كَمَا سَتَعْمَلُ الحُكومَةُ عَلَى وَضْعِ خُطَّةٍ لِلتَّأْمِينِ الصِّحّيِّ الشّامِلِ، وَإِجْراءِ التَّعْديلاتِ التَّشْريعيَّةِ اللّازِمَةِ لِوَضْعِ هَذَا المِلَفِّ حَيِّزَ التَّنْفيذِ خِلالَ المَرْحَلَةِ المُقْبِلَةِ .
وَبِخُصُوصِ المَطاعيمِ ضِدَّ فَيْروسِ كُورُونَا، فَإنّ الحُكومَةَ تَعْمَلُ وفْقَ خُطَّةٍ تَفْصيليَّةٍ وَجَدْوَلٍ زَمَنيٍّ لِلْحُصُولِ عَلَى المَطاعيمِ مِنْ مَصادِرَ مُتَنَوِّعَةٍ. وَسَتَعمَلُ عَلَى تَوْفيرِ المَطاعيمِ لِأَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ المُوَاطِنِينَ، وِفقاً لآليةٍ تَتّسِمُ بالشّفَافِيّةِ وَالحَاكِميّةِ. وَتَرْجُو الحُكومةُ فِي المُقَابِلِ أَنْ يُقْبِلَ المُوَاطِنُونَ عَلَى تَلَقّي المَطْعومِ دُونَ تَرَدُّدٍ أَوْ تَأْخيرٍ، فَاَلْتَطْعيمُ ضِدَّ فَيْروسِ كُورُونَا هوَ الضّامِنُ الأكْبَرُ لِتَعْزِيزِ التَّعَافِي السَّريعِ واسْتِمْرارِ النَّشاطِ الِاقْتِصاديِّ.
دَوْلَةُ الرَّئيسِ
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،،
وَأَمَّا بِخُصُوصِ مَا أَشَارَتْ إليه اللَّجْنَةُ الماليَّةُ والاقتصادية فِي مَجْلِسِكُمْ الكَريمِ حَوْلَ أهَميَةِ تَفْعيلِ قَانُونِ الشَّراكَةِ بَيْنَ القِطَاعَيْنِ العامِّ والْخاصِّ، وَإقَامَةِ المَشَارِيعِ التَّنْمَويَّةِ الكُبْرَى بِالشَّرَاكَةِ مَعَ القِطاعِ الخاصِّ، فَأَوَدُّ أَنْ أُؤَكِّدَ هُنَا عَلَى أَنَّ الحُكومَةَ جادَّةٌ فِي توَجِّهِها بِهَذَا الخُصُوصِ، وَتُعَوِّلُ بِشَكْلٍ كَبيرٍ عَلَى مَشاريعِ الشَّراكَةِ بَيْنَ القِطَاعَيْنِ العامِّ والْخاصِّ. حَيْثُ تَمَّ فِي بِدايَةِ عَامِ 2020 إِقْرارُ قَانُونِ الشَّراكَةِ بَيْنَ القِطَاعَيْنِ العامِّ والْخاصِّ، لِتَحْفِيزِ وَتَمْكينِ القِطاعِ الخاصِّ مِنْ المُشارَكَةِ بِقوَّةٍ فِي تَنْفيذِ المَشَارِيعِ الرَّأْسِماليَّةِ. كَمَا تَسْعَى الحُكومَةُ لِتَوْفِيرِ التَّسْهيلاتِ اللّازِمَةِ والْبيئَةِ المُناسِبَةِ مِنْ تَشْريعاتٍ وَسياساتٍ وَإجْرَاءَاتٍ لِتَمْكِينِ القِطاعِ الخاصِّ مِنْ الْقِيَامِ بِدَوْرِهِ المِحْوَريِّ وَاَلْهامِّ فِي دَفْعِ عَمَليَّةِ التَّنْمِيَةِ. وَتَعْمَلُ الحكومةُ حاليًّا عَلَى إِعْدادِ قائِمَةٍ بِاَلْمَشاريعِ ذَاتِ الأوْلويَّةِ فِي مُخْتَلِفِ القِطَاعَاتِ الِاقْتِصاديَّةِ، وَإجْرَاءِ تَقْييمٍ شامِلٍ للالتزامات والْآثارِ الماليَّةِ لِهَذِهِ المَشَارِيعِ.
وَقَدْ تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الموازَنَةُ وَلِلْعَامِ الثَّانِي عَلَى التَّوَالِي رَصْدَ مُخَصَّصاتٍ ماليَّةً لِمَشاريعِ الشَّراكَةِ بَيْنَ القِطَاعَيْنِ العامِّ والْخاصِّ، بِمَا يُفْضي إلى تَعْزيزِ الثِّقَةِ بَيْنَ الحُكومَةِ والْقِطاعِ الخاصِّ، والتَّأْكيدِ عَلَى الشَّراكَةِ الِاسْتِراتيجيَّةِ فِي عَمَليَّةِ التَّنْمِيَةِ .
وَفِيمَا يَتَعَلَّقُ بالتَّوْصيَةِ بِإِنْجازِ مَشْروعِ قَانُونِ الإِدارَةِ المَحَلّيَّةِ. فَكَمَا يَعْلَمُ مَجْلِسَكُمْ الكَريم، فَقَدْ قَامَتْ الحُكومَةُ مُؤَخَّراً بِسَحْبِ مشروعِ قَانُونِ الإدارَةِ المَحَلّيَّةِ مِنْ مَجْلِسِ النّوّابِ لِمُعَالَجَةِ الثَّغَراتِ، وَمَنْعِ الازدواجية وَاَلْتَعارُضِ فِي الصَّلاحيّاتِ بَيْنَ مَجالِسِ المُحَافَظَاتِ والْمَجالِسِ البَلَدِيَّةِ، ليُصارَ إلى إرسالِهِ فَوْرَ الِانْتِهاءِ مِنْهُ إِلَى مَجْلِسِ النّوّابِ، والسَّيْرِ بالإجراءات الدُّسْتوريَّةِ لِإِقْرَارِهِ .
دَوْلَةُ الرَّئيسِ
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،،
أَرْجُو أَنْ أُؤَكِّدَ لِمَجْلِسِكُمْ الكَريمِ بِأَنَّ جَميعَ التَّوْصِيَاتِ الوارِدَةِ فِي تَقْريرِ اللَّجْنَةِ الماليَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ، وَمُلاحَظاتِ وَتَوْصياتِ السّادَةِ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ سَتَحْظَى بِاهْتِمامِ وَتَقْديرِ الحُكومَةِ، وَسَتَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِها لِتَنْفِيذِ مَا أَمْكَنَ مِنْهَا، وَسَتَبْقَى الحُكومَةُ عَلَى تَواصُلٍ مَعَ مَجْلِسِكُمْ الكَريمِ، تَجْسِيدًا لِلشَّرَاكَةِ الكامِلَةِ، وَلِتَحْقِيقِ المَصْلَحَةِ العامَّةِ، وَمواجِهَةِ اَلتَّحَدّياتِ بِكَافَّةِ أَشْكَالِهَا.
وَسَتَقُومُ الحُكومَةُ بِمُخاطَبَةِ جَميعِ الوِزَارَاتِ والدَّوائِرِ وَالوحداتِ الحُكوميَّةِ المَعْنيَّةِ بِاَلْتَوْصياتِ الوارِدَةِ فِي التَّقْريرِ ليُصارَ إلى إعدادِ تَقْريرٍ شامِلٍ وَمُفَصَّلٍ حَوْلَ مَا سَيَتِمُّ اتِّخاذُهُ مِنْ إجْرَاءَاتٍ تُجاهَ هَذِهِ التَّوْصِيَاتِ وَتَزْويدِ مَجْلِسِكُمْ المُوقَّرِ واللَّجْنَةِ الماليَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ بِنُسْخَةٍ مِنْ هَذَا التَّقْريرِ .
وَقَبْلَ الخِتَامِ، أَرْجُو أنْ أَنْتَهِزَ هَذِهِ الفُرْصَةَ لِأُقَدِّمَ عَظيمَ الشُّكْرِ والامتنان لِحُماةِ الوَطَنِ الأَبْرارِ مِنْ أَبْنَاءِنَا فِي القوّاتِ المُسَلَّحَةِ والْأَجْهِزَةِ الأَمْنيَّةِ، اَلَّذِينَ يَذودونَ عَنْ حِيَاضِ وَطَنِهِمْ الْغَالِيَ بِأَرْوَاحِهِمْ وَمُهَجِهِمْ، وَيُقَدِّمونَها رَخيصَةً فِي سَبيلِ رِفْعَتِهِ واسْتِقْرارِهِ. وَسَتَحْظَى، كَمَا هوَ العَهْدُ دَائِماً، بِكُلِّ التَّقْديرِ والدَّعْمِ المُتَواصِلِ لِتَمْكينِها مِنْ أَداءِ مَهامِّها وَواجِباتِها بِكُلِّ كَفاءَةٍ واقْتِدارٍ، وَالَّذِي فاخرْنا العالَم بِمُسْتَوَاهَا اَلْاحْتِرافيِّ فِي مُوَاجَهَةِ هَذَا الوَبَاءِ.
كما أُقَدِّمُ أَصْدَقَ آيَاتِ الشُّكْرِ والامتنان لِجَيْشِنا الأَبْيَضِ عَلَى مَا قَدَّمَهُ مِنْ جُهودٍ وَتَضْحِيَاتٍ فِي سَبيلِ الحِفاظِ عَلَى أَرْواحِ أبْنَاءِ الوَطَنِ العَزِيزِ خِلالَ الجائِحَةِ. فَلَهُمْ مِنَّا الشُّكْرَ والوفاءَ والدَّعْمَ الكامِلَ.
وَفِي الخِتَامِ، أَوَدُّ أَنْ أُكَرِّرَ شُكْرِي وَتَقْدِيرِي لِمَجْلِسِكُمْ المُوَقّر، عَلَى كُلِّ مَا أَبْدَيتَمُوهُ مِنْ تَعاوُنٍ وَحِرْصٍ شَدِيدَيْنِ عَلَى تَقَدُّمِ وازْدِهارِ وَطَنِنَا الْغَالِي، وَتَحْصينِ مَنَعَةِ اقْتِصادِنا الوَطَنيِّ تُجاهَ الظُّروفِ الِاسْتِثْنائيَّةِ والتَّداعياتِ النّاجِمَةِ عَنْهَا. سَائِلًا العَليَّ القَديرَ أَنْ يُوَفِّقَنا جَمِيعاً فِي خِدْمَةِ وَطَنِنَا اَلْحَبيبِ فِي ظِلِّ رَاعِي مَسيرَةِ البِناءِ والِازْدِهارِ جَلالَةَ مَليكْنا الْمُفَدَّى عبدُاللهِ الثَّانِي ابْنِ الحُسَيْنِ المُعْظَمِ حَفِظَهُ اللَّهُ وَرَعاه.
يَطيبُ لِي فِي بِدايَةِ كَلِمَتَيْ هَذِهِ أَنْ أَتَقَدَّمَ بِالشُّكْرِ والتَّقْديرِ لِمَعالي رَئيسِ اللَّجْنَةِ الماليَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ وَلِجَمِيعِ أَعْضاءِ اللَّجْنَةِ الموَقَّرَةِ عَلَى تَقْريرِها اَلَّذِي يَتَضَمَّنُ تَحْلِيلًا مُرَكَّزًا وَوافيًا لِلْأَوْضَاعِ الماليَّةِ وَالاقْتِصَادِيَّةِ الرّاهِنَةِ، وَيَشْتَمِلُ عَلَى تَوْصياتٍ بَنَّاءَةٍ لِمُخْتَلِفِ القَضَايَا وَالمَوْضُوعَاتِ اَلَّتِي تَتَصَدَّرُ اِهْتِماماتِنا الوَطَنيَّةَ، وَالَّتِي مِنْ شَأْنِها أَنْ تُساهِمَ فِي تَعْزيزِ مَنَعَةِ اقْتِصادِنا الوَطَنيِّ والْوُصولِ إِلَى مَرْحَلَةِ التَّعَافِي وَتَجاوُزِ هَذِهِ المَرْحَلَةِ الدَّقِيقَةِ والْحاسِمَةِ اَلَّتِي نَمُرُّ بِهَا، مُسْتَنيرينَ بِتَوْجيهاتِ قيادَتِنا الهاشِميَّةِ الفَذَّةِ.
كَمَا لَا يَفوتَني أنْ أغْتَنِمَ هَذِهِ المُناسَبَةَ لِأَتَقَدَّمَ بِخالِصِ الشُّكْرِ وَعَظيمِ الْإِمْتِنَانِ إِلى جَميعِ السّادَةِ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ، عَلَى آرَائِهِمْ وَمُداخَلاتِهِمْ حَوْلَ مَشْرُوعَي قَانُونِ الموازَنَةِ العامَّةِ وَقانونِ موازَناتِ الوحداتِ اَلْحُكوميَّةِ لِعَامِ 2021، وَالَّتِي جَاءَتْ عَلَى مُسْتَوًى عَالٍ مِنْ المَوْضوعيَّةِ والْوُضوحِ، فَضْلًا عَنْ ثَرَائِهَا النّابِعِ مِنْ خِبْرَةٍ واسعةٍ ومَعرِفةٍ عَمِيقَةٍ. وَسَتَحْظَى دُونَ شَكٍّ بِكُلِّ اهْتِمامٍ مِنْ جانِبِ الحُكومَةِ لِتَنْفِيذِ مَا أَمْكَنَ مِنْهَا .
دَوْلَةُ الرَّئيسِحضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ،،،إِنَّ الحُكومَةَ تَتَّفِقُ تَمَامًا مَعَ تَقْريرِ اللَّجْنَةِ الماليَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ حَوْلَ أَهَمّيَّةِ وَضْعِ خُطَطٍ اقْتِصاديَّةٍ مُتَكامِلَةٍ لِلتَّعَافِي الِاقْتِصاديِّ لِلأعْوَامِ الخَمْسَةِ القادِمَةِ وَفْقَ نَهْجٍ اقْتِصاديٍّ واضِحِ الرُّؤْيَا والْمَعالِمِ.
فَكَمَا تَعْلَمونَ جَمِيعًا بِأَنَّ مَشْروعَي قَانُونِي الموازَنَةِ العامَّةِ وموازَناتِ الوحداتِ اَلْحُكوميَّةِ اَلَّذِي بَيْنَ يَدَيكُمْ قَدْ تَمَّ إِعْدادُهُ فِي خِضَمِّ التَّطَوُّراتِ الاقتِصاديَّةِ والصِّحّيَّةِ الهامَّةِ اَلَّتِي شَهِدَهَا العالَمُ.
فقد جَاءَتْ هَذِهِ المُوَازَنَةُ فِي ظُروفٍ هِيَ الأَكْثَرُ إِسْتِثْنَائِيَّةً، وَفِي حالَةِ عَدَمِ يَقينٍ ألقتْ بِظِلَالِهَا عَلَى الاقتِصادِ العالَميِّ، حيثُ تَعَرَّضَ العالَمُ لتَغْيِيرَاتٍ جذْريَّةٍ مُتَسارِعَةٍ، وَوَاجَهَ آفاقًا غامِضَةً، وَعَدَمَ وُضوحٍ فِي الرُّؤْيَة، مَعَ وَضْعٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ لِأَدَاءِ الاقتِصَادِ العالَميِّ فِي ضوءِ التَّداعياتِ النّاجِمَةِ عَنْ جائِحَةِ كُورُونَا، ومَا زَالَتْ الاقْتِصَادَاتُ العَالمِيّةُ تُعَانِي مِنْ وَطْأَةِ الانْكِمَاشِ والتَّراجُعِ الاقتِصاديِّ، وَهَوَتْ مُعَدَّلاتُ النُّموِّ إِلَى مُسْتَوَياتٍ قياسيَّةٍ غَيْرِ مَعْهودَةٍ .
وقد كَانَ الارْدَنُ قَبْلَ الجائِحَةِ يُعَانِي مِنْ أَوْضاعٍ اقْتِصاديَّةٍ وَماليَّةٍ صَعْبَةٍ وَمُعَقَّدَةٍ، واخْتِلالاتٍ هَيْكَليَّةٍ مُزْمِنَةٍ وَبيئَةٍ إِقْليميَّةٍ مُضْطَرِبَةٍ، أَدَّتْ إلى تَحْجيمِ النُّموّ، وارْتَفَاعِ البطالَةُ، وَهَيمَنَةِ فاتورَةُ الرَّواتِبِ وَالتَّقَاعُدِ وَخِدْمَةُ الدَّينِ عَلَى الموازَنَةِ، وَتَراجَعَ الإِنْفاقُ الرَّأْسِماليُّ مِمَّا أَثَّرَ سَلْبًا عَلَى البُنْيَةِ التَّحْتيَّةِ، وَاتَّسَعَ عجزُ الموازنةِ والدَّيْنِ العامِّ.
وَكَسائِرِ دوَلِ العالَمِ، تَأَثّرَ الأُردُن بِتَداعِيَاتِ جَائحةِ الكُورونَا التي كَانَ لَهَا أَثَرًا سَلْبِيًّا عَميقاً عَلَى اقْتِصادِنا الوَطَنيّ، الذِي سَجَّلَ ولأولِ مَرَّةٍ مُنْذُ عُقودٍ انْكِماشًا فِي النّاتِجِ المَحَلّي الاجماليّ الحَقيقيّ. وارْتَفَعَتِ البطالَةُ إلى مُستوياتٍ مُقْلِقةٍ وغيرِ مسبوقةٍ، وتَقَلَّصَتِ الْإِيرَادَاتُ العامَّة، وتَراجَعَ حَجْمُ التِّجارَةِ الخارِجيَّةِ الأُرْدُنيَّةِ، وَانخَفَضَتْ حَوالاتُ الأُرْدُنيينَ العَامِلِينَ فِي الخَارِجِ.
وَعلى الرَّغْمِ من ذلك، فَقَدْ اسْتَمَرَّتْ الحُكومَةُ بِالوَفَاءِ بِالْتِزَامَاتِهَا الدّاخِليَّةِ والْخارِجيَّةِ، وَنجحت في تَفَادِي اتِّخاذِ قَراراتٍ صَعْبَةٍ وَمُؤْلِمَةٍ على مستوى الإيراداتِ والنفقاتِ قَامَتْ بِهَا بَعْضُ الدّوَلِ.
وقَدْ انْعَكَسَ ذلكَ إيْجَابًا على ثِقَةِ المُؤَسَّساتِ الدَّوْليَّةِ والدُّوَلِ المانِحَةِ والأَسْواقِ العالَميَّةِ بِالْإِقْتِصَادِ الارْدَنيِّ. وَأَجْمَعَتْ وِكالاتُ التَّصْنيفِ الِائْتِمَانِيِّ عَلَى تَثْبيتِ تَصْنيفِها الِائْتِمَانِيِّ السّياديِّ لِلْأُرْدُنِّ، فِي حِين شَهِدَتْ فِيه العَديدُ مِنْ دوَلِ العالَمِ انْخِفاضاتٍ مُتَتاليَةً عَلَى تَصْنيفاتِها الِائْتِمانيَّةِ. مِمَّا أتَّاحَ لِلْحُكُومَةِ الوُصولَ لِلْأَسْوَاقِ العالَميَّةِ. وجَاءَ إصدارُ الارْدَنِ لِسَنَدَاتِ اليُورُو بوند بِقِيمَةِ مِلْيار وسبعمئة وخمسين مليون دُولَارٍ في حزيران الماضي، ليَعْكِسَ الثِّقَةَ الكَبيرَةَ بِالْإِقْتِصَادِ الارْدَنيِّ وَبِالتِزامِ الحُكومَةِ فِي تَنْفيذِ الإِصْلاحاتِ اَلْإِقْتِصَادِيَّةِ. وتَمَكَّنَتْ الحُكومَةُ مِنْ تَخْفيضِ نِسْبَةِ الفائِدَةِ عَلَى الإِكْتِتَابِ إِلَى أَدْنَى المُسْتَوَيَاتِ تَارِيخِيًّا عَلَى إِصْداراتٍ اليوروبونْدْ غَيْرِ اَلْمَكْفولَةِ.
وَقد جاءَ الْإِتْفَاقُ مَعَ صُنْدوقِ النَّقْدِ الدَّوْليِّ حَوْلَ البَرْنامَجِ الوَطَنيِّ لِلِإصْلَاحِ الماليِّ والِاقْتِصاديِّ كَأَوَّلِ بَرْنامَجٍ يوافِقُ عَلَيْه الصُّنْدوقُ عَالَمِيًّا مُنْذُ انْتِشارِ جائِحَةِ فَيْروسِ كُورُونَا، لِيُؤَكِّدَ الدَّعْمَ الدَّوْليَّ لِلْأُرْدُنِّ، وَثِقَتَهُ بِالسِّيَاسَاتِ الحُكوميَّةِ الماليَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ، والْمِصْداقيَّةِ العاليَةِ فِي الوَفاءِ بالْإِلْتِزَامَاتِ الدّاخِليَّةِ والْخارِجيَّةِ.
وَقد تَمَّ إعدَادُ هذا البَرنَامَجِ بِخِبراتٍ أُردُنيِةٍ دُونَ إشتراطاتٍ أو إِمْلاءاتٍ، وَتَمَّ وَضْعُ أَهْدافِهِ لِيُتَرْجِمَ عَزْمَ الحُكومَةِ وسَعْيَها نَحْوَ تَعْزيزِ النُّموِّ الْإِقْتِصَادِيِّ وَخَلْقِ الوَظائِفِ، وَفِي الوَقْتِ ذاتِهِ يَهْدِفُ إلى تَحْقيقِ اسْتِدامَةِ الماليَّةِ العامَّةِ وَإِزالَةِ التَّشَوُّهاتِ فِيهَا، وَتَحْقيقِ كَفاءَةٍ أَكْبَرَ فِي إِنْفاقِ الْمَالِ العامِّ، ضِمْنَ رُؤْيَةٍ واضِحَةٍ تُفْضي إِلَى وَضْعِ العَجْزِ والدَّيْنِ العامِّ عَلَى مُنْحَنى هُبوطٍ تَدْريجيٍّ دُونَ الإِضْرارِ بِفُرَصِ النُّموِّ وَخَلْقِ الوَظائِفِ.
وَقَدْ تَمَخَّضَتْ المُراجَعَةُ الأولَى اَلَّتِي قَامَ بِهَا صُنْدوقُ النَّقْدِ الدَّوْليّ لِبَرْنَامَجِ تَسْهيلِ الصُّنْدوقِ المُمْتَدِّ عَنْ التَّأْكيدِ عَلَى جُودَةِ وفَعاليَّةِ الإِجْراءاتِ الصِّحّيَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ اَلَّتِي اتَّخَذَتْهَا الحُكومَةُ .
كما انْتَهَتْ المُراجَعَةُ إِلَى قِيَامِ بَعْثَةِ الصُّنْدوقِ بتَخْفيضِ تَوَقُّعاتِها لِلإِنكِمَاشِ الِاقتِصاديِّ مِن سالب 5% الى سالب 3% فِي عَامِ 2020. علماً بأنَّ تَقْديراتِ صُنْدوقِ النَّقْدِ الدَّوْليِّ أشارتْ إلى أَنَّ الإِقْتِصَادَ العالَميَّ سينْكمشُ بِنَحْوِ 4.4% فِي عَامِ 2020، وأَنْ تُسَجِّلَ اقْتِصاداتُ الوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ الِامْرِيكِيَّةِ وَدوَلِ الإتحادِ الأوروبي والمملكةِ المتحدة ودوَلِ الشَّرْقِ الاوْسَطَ وَآسْيَا الوُسْطَى انْكِماشًا بِنَحْوِ 4.3% و8.3% و 9.8% و 4.1% عَلَى التَّرْتيبِ.
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ تَوَجُّهِ الحُكومَةِ لِعَدَمِ رَفْعِ العِبْءِ الضَّريبيِّ، وَتَحْسينِ الإِيْرَادَاتِ المَحَلّيَّةِ عَبْرَ تَعْزيزِ التَّحْصِيلِ الضَّريبيِّ، مِنْ جِهَةٍ ، وَضَبْطِ الإنفاقِ الجَارِي، مِنْ جِهَةٍ أُخرى، فَإِنَّ العَجْزَ الأَوَّليَّ سَيَتَراجَعُ مِنْ نَحْوِ 5.7% مِنْ النّاتِجِ فِي عَامِ 2020 إِلَى نَحْوِ 3.7% فِي عَامِ 2021، بِمَا يُفْضي إِلَى تَعْزيزِ اسْتِدامَةِ الماليَّةِ العامَّةِ وَزيادَةِ الْإِعْتِمَادِ عَلَى الذّاتِ، حَيْثُ سَتَرْتَفِعُ نِسْبَةُ تَغْطيَةِ الِايْرَادَاتِ المَحَلّيَّةِ لِلنَّفَقَاتِ الجاريَةِ، اَلْأَمْرُ اَلَّذِي سَيُمَكِّنُ الحُكومَةَ مِنْ تَرْكيزِ الْإِقْتِرَاضِ المُسْتَقْبَليِّ نَحْوَ الإِنْفاقِ التَّنْمَويِّ.
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،،وَفيما يَتَعَلَّقُ بمُلاحَظَةِ اللَّجْنَةِ الكَريمَةِ بِأَنَّ مَشْروعَ موازَنَةِ 2021 لَا يَعْكِسُ التَّخْطيطَ لِلتَّعَافِي لِمَرْحَلَةِ مَا بَعْدَ الكُورُونَا.
فَأَرْجُو الإِشارَةَ إلى أَنَّ الموازَنَةَ العامَّةَ تَعْكِسُ سِيَاسَاتِ وَاجْرَاءَاتِ الحُكومَةِ ضِمْنَ إِطارٍ زَمَنيٍّ يَمْتَدُّ لِثَلاثِ سَنَوَاتٍ، وَهِيَ سَنَةُ الموازَنَةِ وَسَنَتَيْنِ تَأْشِيرِيّتِين، وَقَدْ تَمَّ إعدادُ موازَنَةِ 2021 لِتَتَوافَقَ مَعَ مَا يَتَطَلَّبُهُ الوَضْعُ الرّاهِنُ لِلْإِقْتِصَادِ الوَطَنيِّ اَلَّذِي يُعَانِي مِنْ انْكِماشٍ غَيْرِ مَعْهودٍ فِي النُّموِّ الاقْتِصَادِيِّ، وارْتِفاعِ مُعَدَّلِ البِطالَةِ لِمُسْتَوَى غَيْرِ مَسْبُوقٍ، اَلْأَمْرُ اَلَّذِي اسْتَدْعَى زيَادَةَ الانفاقِ الحُكوميِّ فِي سَبيلِ تَحْفيزِ النَّشاطِ الِاقْتِصاديِّ.
وَلِأَنَّ الحُكومَةَ مُدْرِكَةٌ تَمَاماً بِأَنَّ موازَنَةَ عَامٍ واحِدٍ لَا تَكْفِي لِلْحَدِّ مِنْ آثَارِ جَميعِ التَّحَدّياتِ الِاقْتِصاديَّةِ اَلَّتِي عَصَفَتْ بالأُرْدِنِّ مَا قَبْلَ الجائِحَةِ وَمَا بَعْدَهَا، فَقَدْ تَوَجَّهَتْ الحُكومَةُ فِي هَذِهِ الموازَنَةِ، وَضِمْنَ الإِطارِ مُتَوَسِّطِ المَدَى، إلى زيادَةِ الإِنْفاقِ الرَّأْسِماليِّ بِنِسْبَةِ 24% وَهِيَ الأكْبَرُ مُنْذُ عَامِ 2014 لِتَوْفِيرِ مُقَوِّماتِ تَحْفيزِ الِاقْتِصادِ . إضافةً إلى إِعادَةِ صَرْفِ الزّيادَةِ عَلَى علاواتِ الجِهازيْنِ المَدَنيِّ والْعَسْكَريِّ وَهِيَ أَوَّلُ زيادَةٍ تُقِرُّهَا الحُكومَةُ مُنْذُ عَامِ 2012 . كَمَا تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الموازَنَةُ زيادَةَ مُخَصَّصاتِ صُنْدوقِ اَلْمَعونَةِ الوَطَنيَّةِ بِقِيمَةٍ هِيَ الأَكْبَرُ مُنْذُ تَأْسيسِهِ فِي عَامِ 1986، وإنفاقَ كُلِّ مَا يَتَطَلَّبُهُ الحِفَاظُ عَلَى حَياةِ المواطِنِ الأُرْدُنيِّ فِي ظِلِّ المَخاطِرِ الصِّحّيَّةِ السّائِدَة، دُونَ رَفْعِ اَلضَّرائِب والرُّسومِ الحاليَّةِ، أَوْ فَرْضِ رُسومٍ وَضَرائِبَ جَديدَةٍ. إضَافَةً إلى تَهْيِئَةِ البيئَةِ الِاقْتِصاديَّةِ والِاسْتِثْماريَّةِ والْبُنْيَةِ التَّحْتيَّةِ اللّازِمَةِ لِنَشَاطِ القِطاعِ الخاصِّ، وَتَوْفيرِ بيئَةٍ تَنافُسيَّةٍ عادِلَةٍ لِقِطاعِ الأَعْمالِ مِنْ خِلالِ تَطْبيقِ القَوانينِ والتَّشْريعاتِ بِمُؤَسَّسيَّةٍ دُونَ انْتِقائيَّةٍ.
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ تَقْديرَ الِايْرَادَاتِ والنَّفَقاتِ لِثَلاثِ سَنَوَاتٍ فِي ظِلِّ هَذِهِ الظُّروفِ يَنْطَوِي عَلَى مَصاعِبَ وَمُتَغَيِّراتٍ مَحْفوفَةٍ بالمَخَاطِرِ، فَقَدْ جَاءَتْ هَذِهِ الموازَنَةُ واقِعيَّةً فِي تَقْديرِها لِلْمُؤَشِّرَاتِ الإقْتِصاديَّةِ وَالِايْرَادَاتِ والنَّفَقاتِ، مُرتَكِزَةً إلى التحوّطِ مع فَرْضيَّةِ تَطَوّرِ التَداعياتِ الناجِمَةِ عنِ الوَبَاءِ، وَآخذةً بعينِ الإعْتِبَارِ وَاقِعِيّةِ التَّحَدِّياتِ الّتي يُوَاجِهُهَا اقتِصَادُنا الوَطَنِيّ.
وَعَلَيْه، فَإنْ موازَنَةَ عام 2021 تَهْدِفُ بِشَكْلٍ أَساسيٍّ إِلَى تَهْيِئَةِ الظُّرُوفِ للنُّهوضِ بِالْإِقْتِصَادِ الوَطَنيِّ وانْتِشالِهِ مِنْ حالَةِ الْإِنْكِمَاشِ الرّاهِنَةِ، تَمْهِيدًا لِلْعَوْدَةِ إِلَى مُعَدَّلاتِ النُّموِّ المُرْتَفِعَةِ، وَالْإِسْتِجَابَةِ لِلْأَوْلَوِيَّاتِ اَلْإِقْتِصَادِيَّةِ وَالْإِجْتِمَاعِيَّةِ المُلِحَّةِ، والْمُساهَمَةِ فِي مُعالَجَةِ تَحَدّي البطالَةِ. كُلُّ ذَلِكَ وفْقًا لِسياساتٍ وَبَرامِجَ وَإِجْرَاءَاتٍ حُكوميَّةٍ مُحَدَّدَةٍ وَواضِحَةٍ.
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنَّ هَذِهِ الموازَنَةَ لَنْ تَكونَ هِيَ الحَلُّ الوَحيدُ لِكُلِّ المَشاكِلِ والتَّحَدّياتِ اَلَّتِي نَمُرُّ بِهَا، فَضْلًا عَنْ أَنْ تَتَضَمَّنَ كُلَّ مَا نَسْعَى لتَحْقيقِهِ أَوْ نَرْجُو الوُصولَ اَليه، وَإِنَّمَا هِيَ أَداةٌ رَئيسيَّةٌ وَهَامَّةٌ لِلتَّهْيِئَةِ لِتَحْقِيقِ أَهْدافِنا.
وَفِي سِيَاقِ تَوْصيَةِ لَجْنَتِكُمْ الموَقَّرَةِ لِلْحُكُومَةِ بِاتِّخاذِ الإِجْراءاتِ الهَادِفَةِ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ حَجْمِ البطالَةِ. فَتُؤَكِّدُ الحُكومَةُ لِذَواتِكُمْ عَلَى أَنَّ البطالَةَ مَصْدَرُ قَلَقِ الحُكومَةِ الأوّلِ، والْمُشْكِلَةُ اَلَّتِي تُؤَرِّقُنا جَمِيعَاً، لِما لَهَا مِنْ تَبِعاتٍ اقْتِصاديَّةٍ واجْتِماعيَّةٍ وَأَمْنيَّةٍ. وَتُؤَكِّدُ الحُكُومَةُ فِي هَذَا الخُصُوص، عَلَى أنهُ لَا بَديلَ عَنْ تَحْسينِ الواقِعِ المَعيشيِّ لِلْمُوَاطِنِ وَتَوْجيهِ نِسَبِ البطالَةِ نَحْوَ الِانْخِفاضِ، اَلْأمْرُ اَلَّذِي يَتَطَلَّبُ زيادَةَ مُعَدَّلاتِ النُّموِّ فِي القِطَاعَاتِ ذَاتِ اَلْإِمْكاناتِ العاليَةِ لِخَلْقِ الوَظائِفِ، حيثُ لَنْ تَسْتَطيعَ الحُكومَةُ اسْتيعابَ طُموحاتِ الشَّبابِ الباحِثِ عَنْ عَمَلٍ عَبْرَ تَوْفيرِ وَظائِفَ حُكوميَّةٍ، فِي ظِلِّ مَحْدوديَّةِ القُدْرَةِ عَلَى تَوْفيرِ مَا يَكْفِي مِنْ الوَظائِفِ الحُكوميَّةِ مع سَيْطَرةِ فاتورَةِ الرَّواتِبِ عَلَى إِجْماليِّ النَّفَقاتِ، وَمَا سَيَنْتِجُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ تَبِعاتٍ وَخيمَةٍ على الْإِسْتِقْرَارِ الماليِّ. وَسَتَسْعَى الحُكومَةُ لِتَوْفِيرِ الاِطارِ والْبيئَةِ المُناسِبَةِ حَتَّى يَتَمَكَّنَ القِطاعُ الخاصُّ مِنْ اسْتِعادَةِ التَّنافُسيَّةِ، وَبِالتَّالِي زَخْمُ النُّموِّ الغَنيِّ بِالْوَظَائِف.
دَوْلَةُ الرَّئيسِحضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ،،،،وَحَيْثُ أَنَّ الحُكومَةَ مُتَّفِقَةٌ تَمَاماً مَعَ لَجْنَتِكُمْ الموَقَّرَةِ فِي تَوْصياتِها المُتَعَلِّقَةِ بالاصِلاحِ الضَّريبيِّ وَمُعالَجَةِ الِاخْتِلَالَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ، وَزيادَةِ فاعِليَّةِ التَّحْصِيلِ الضَّريبيِّ، والْحَدِّ مِنْ التَّهَرُّبِ والتَّجَنُّبِ الضَّريبيِّ والْجُمْرُكيِّ، وإعدادِ مَشْروعِ نِظامٍ خاصٍّ لِلْأَسْعَارِ التَّحْوِيلِيَّةِ لِلْغَايَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ، فَإِنَّهَا تُؤَكِّدُ بِأَنَّ موازَنَةَ عَامِ 2021 تَتَمَيَّزُ عَنْ المُوَازَنَاتِ السّابِقَةِ بِأَنَّ رَكيزَتَها الأَساسيَّةَ تَتَمَثَّلُ بِتَنْفِيذِ الإِصْلاحاتِ الضَّرِيبِيَّةِ، وَزِيادةِ الْإِيرَادَاتِ الحُكوميَّةِ بِطُرُقٍ مُسْتَدامَةٍ، دُونَ إِضافَةِ أَيِّ أعْبَاءٍ عَلَى كاهِلِ المواطِنِ، وَتُكافِئُ المُكَلَّفَ المُلْتَزِمَ بِوَاجِبَاتِهِ، المُنْتَمِي لِبَلَدِهِ، وَتَقِفُ سَدًّا مَنِيعاً فِي وَجْهِ المُتَهَرِّبِ مِنْ أَداءِ مَا عَلَيْهُ مِنْ حُقوقٍ تُجاهَ وَطَنِهِ وَأَبْناءِ شَعْبِهِ. وَسَتَحْرِصُ الحُكومَةُ عَلَى سَدِّ الثَّغَراتِ فِي إِجْراءاتِ النِّظامِ الضَّريبيِّ وَالَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا البَعْضُ فِي التَّهَرُّبِ أَوْ اَلْتَجَنُّبِ الضَّريبيِّ، حَيْثُ تَمَّ إِعْدادُ مَشْروعِ نِظامٍ خاصٍّ لِلْأَسْعَارِ التَّحْوِيلِيَّةِ لِلْغَايَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ.
وَفِي هَذَا الصَّدَد، فَإِنَّ الحُكومَةَ تُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّ الضَّرائِبَ غَيْرِ المُباشِرَةِ كَضَرِيبَةِ المَبِيعَاتِ غَيْرُ عادِلَةٍ، لِأَنَّهَا لَا تُفَرِّقُ بَيْنَ الغَنيِّ والْفَقيرِ، وَتُؤَدِّي إِلَى تَعْميقِ التَّفاوُتِ فِي تَوْزيعِ الدُّخولِ بَيْنَ الأفرادِ. فِي حِينِ أَنَّ النِّظامَ الضَّريبيَّ العادِلَ يُراعي قُدْرَةَ المُكَلَّفِينَ عَلَى الدَّفْعِ، تَحْقِيقًا لِمَبْدَأِ اَلْتَصاعُديَّةِ .
وفِي ضوءِ ذَلِكَ، فَإنّ تَعَدَّدَ النُّظُمِ الضَّرِيبِيَّةِ أدَّى إِلَى تشَوِّهِ مَنْظومَةِ الِايْرَادَاتِ العامَّةِ، حيثُ شَكّلت الضَّرائِبُ غَيْرُ المُباشِرَةِ مِثْلَ ضَريبَةِ المَبِيعَاتِ نَحْوَ 70% مِنْ إجمالي الِايْرَادَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ في الأُردنِّ، فِي حِينِ لَمْ تَرْقَ الضَّرائِبَ المُباشِرَةَ لِتَسُدَّ حاجَةَ الخَزينَةِ.
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ إِيمَانِ الحُكومَةِ بِأَهَمّيَّةِ إِعادَةِ النَّظَرِ فِي هَيْكَلِ الِايْرَادَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ الإِقْرارِ بِاسْتِحَالَةِ خَفْضِ الضَّرائِبِ غَيْرِ المُباشِرَةِ، وَبِنَفْسِ الوَقْتِ زيادَةِ الإنفاقِ عَلَى الخدمَاتِ، وَتَحْسينِ رَواتِبِ العَامِلِينَ وَالمُتَقَاعِدِينَ، وَرَفْعِ الانفاقِ الرَّأْسِماليِّ لِتَحْسِينِ البِنْيَةِ التَّحْتيَّةِ، والْمُطالَبَةِ بِخَفْضِ العَجْزِ والدَّينِ حِفَاظًا عَلَى الْإِسْتِقْرَارِ الماليِّ، دُونَ تَحْقيقِ مُعَدَّلاتِ نُموٍّ مُرْتَفِعَةٍ وَبِأَضْعافِ مُتَوَسِّطِ نِسَبِ النُّموِّ فِي العَقْدِ الْمَاضِي، وزيادَةِ الْإِيرَادَاتِ الحُكوميَّةِ.
وَلَنْ نَتَمَكَّنَ مِنْ تَحْقيقِ ذَلِكَ دُونَ إِحْداثِ تَغْييرٍ جَذْريٍّ فِي هَيْكَليَّةِ الِاقْتِصادِ. فَلَنْ يَنْموَ الِاقْتِصادُ دُونَ تَخْفيضِ تَكاليفِ الِانْتَاجِ. كَمَا لَنْ يَنْموَ الِاقْتِصادُ مَعَ الِاسْتِمْرارِ بِاجْرَاءَاتٍ حِمَائِيَّةٍ لِصَالِحِ أَقَلّيَّةٍ اقْتِصاديَّةٍ عَلَى حِسابِ اقْتِصادٍ بِأَكْمَلِهِ. وَلَنْ يَنْموَ الِاقْتِصادُ دُونَ إِجْراءِ تَغْييرٍ جَذْريٍّ فِي سُهولَةِ المُعامَلاتِ الحُكوميَّةِ تُجاهَ القِطاعِ الخاصِّ .
كَمَا لَا بُدَّ مِنْ التَّأْكيدِ عَلَى أَنَّ الِاقْتِصادَ لَنْ يَنْموَ دُونَ اسْتِمْرارِ الحِفاظِ عَلَى الِاسْتِقْرارِ الماليِّ وَالنَّقْدِيِّ لِلْأُرْدُنِّ .
وَفِي هَذَا السِّيَاقِ، فَإِنَّ الحُكومَةَ تَسْعَى بِكُلِّ طاقَتِها لِتَنْفِيذِ بَرامِجِ الإِصْلاحِ الضَّريبيِّ، وَالَّتِي مِنْ جُمْلَةِ أَهْدافِها تَعْزيزُ مُساهَمَةِ الضَّرائِبِ المُباشِرَةِ فِي إِجْماليِّ الِايْرَادَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ والْعامَّةِ، سَواءٌ مِنْ خِلالِ تَعْزيزِ الْإِلْتِزَامِ الطَّوْعيِّ لِلْمُكَلِّفِينَ، أَوْ مِنْ خِلالِ مُكافَحَةِ التَّهَرُّبِ الضَّريبيِّ وَمُعالَجَةِ اَلْتَجَنُّبِ الضَّريبيِّ بِمَا يُمَكِّنُ مِنْ تَوْسيعِ القاعِدَةِ الضَّرِيبِيَّةِ مِنْ المُكَلَّفِينَ غَيْرِ المُلْتَزِمِينَ، بَعِيداً عَنْ فَرْضِ أَيِّ ضَرائِبَ أَوْ رُسومٍ جَديدَةٍ، أَوْ زيادَةٍ فِي اَلضَّرائِبِ والرُّسومِ السّائِدَةِ، تَحْقِيقاً لِلْعَدَالَةِ فِي تَوْزيعِ العِبْءِ الضَّريبيِّ، مِمَّا يُؤَدّي إِلَى إِيجَادِ بيئَةٍ تَنافُسيَّةٍ عادِلَةٍ لِقِطاعِ الأَعْمالِ، وَجاذِبَةٍ لِلْإِسْتِثْمَارِ، وَمُحَفِّزَةٍ لِلنُّمُوِّ.
دَوْلَةُ الرَّئيسِحضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ،،،،وَبِخُصُوصِ تَوْصيَةِ لَجْنَتِكُمْ الموَقَّرَةِ بِضَرُورَةِ تَعْديلِ قَانُونِ تَنْظيمِ الموازَنَةِ العامَّةِ لِإِدْخَالِ مَفاهيمَ جَديدَةٍ، واتِّباعِ اَلْمَنْهَجيّاتِ الحَديثَةِ فِي إعدادِ الموازَنَةِ مِثْلَ الموازَنَةِ الموَجَّهَةِ بِالنَّتَائِجِ، فَأَرْجُو التَّأْكيدَ هُنَا بِأَنَّ الحُكومَةَ قَدْ انْتَهَتْ مِنْ إعدادِ مُسَوَّدَةِ قَانُونِ تَنْظيمِ الموازَنَةِ العامَّةِ وَموازَناتِ الوحداتِ الحُكوميَّةِ، مُسْتَهْدَفَةً بِذَلِكَ إِيجَادِ تَشْريعٍ يُساهِمُ فِي تَحْقيقِ الأَهْدافِ المُتَعَلِّقَةِ بِتَحْقيقِ الِاسْتِقْرارِ الِاقْتِصاديِّ والْماليِّ، وَتَحْسينِ آليَّةِ تَخْصيصِ المَوارِدِ الماليَّةِ المُتاحَةِ، وَتَحْسينِ كَفاءَةِ وَفَعاليَّةِ الإِنْفاقِ، وَالَّذِي مِنْ شَأْنِهِ أنْ يُعَزِّزَ دَوْرَ الموازَنَةِ العامَّةِ كأداَةِ تَخْطيطٍ وَرقابَةٍ عَلَى الْمَالِ العامِّ . كَمَا يَهْدِفُ هَذَا الْقَانُونُ إِلَى تَفْعيلِ أُطُرِ الموازَنَةِ الموَجَّهَةِ بِالنَّتَائِجِ. وَلِلْوُصُولِ إِلَى تَحْقيقِ الغايَةِ المَنْشودَةِ مِنْ ذَلِكَ، فَلَا بُدَّ مِنْ إِيجَادِ فُسْحَةٍ ماليَّةٍ فِي الموازَنَةِ.
مُنَوِّهًا إِلَى أَنَّ الحُكومَةَ قَدْ أَرْسَلَتْ مَشْروعَ الْقَانُونِ المَذْكورِ إِلَى مَجْلِسِ النّوّابِ الموْقِرِّ لِلنَّظَرِ فِيه وَإِقْرارِهِ. وَتَأْمَلُ الحُكومَةُ أَنْ يَتِمَّ إِعْطاؤُهُ صِفَةَ الْإِسْتِعْجَالِ لِتَتَمَكَّنَ مِنْ وَضْعِهِ حَيِّزَ التَّنْفيذِ بِالسُّرْعَةِ المُمْكِنَةِ .
حضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،، وَإِذْ تَتَّفِقُ الحُكومَةُ مَعَ مَا أَشَارَتْ إِلَيْهُ لَجْنَتُكُمْ الموَقَّرَةُ مِنْ أَهَمّيَّةِ عَدَمِ تَجاوُزِ المُخَصَّصَاتِ المَرْصُودَةِ لِلْإِنْفَاقِ، وَأَنْ يَتِمَّ إِصْدارُ مُلْحَقِ موازَنَة، فِي حَالِ عَدَمِ كِفايَةِ المُخَصَّصَاتِ، والْعَمَلِ عَلَى إِصْدارِ بَياناتٍ شَهْريَّةٍ تُبَيِّنُ مَدَى انْحِرافِ الأداءِ الفِعْليِّ عَنْ تَقْديراتِ الموازَنَةِ للإيرادات والنَّفَقاتِ، لَتُؤَكِّدُ عَلَى التِزامِها المُطْلَقِ بِأَحْكَامِ قَانُونِ الموازَنَةِ العامَّةِ لعام 2021 وَالَّتِي نَصَّتْ عَلَى أنّهُ "لَا يَجُوزُ الالتزام بِأَيِّ مَبْلَغٍ يَزيدُ عَلَى المُخَصَّصَاتِ الوارِدَةِ فِي هَذَا الْقَانُونِ".
وَكَذَلِكَ "لَا يَجُوزُ عَقْدُ أَيِّ نَفَقَةٍ أَوْ صَرْفِ أَيِّ سُلْفَةٍ لَيْسَتْ لَهَا مُخَصَّصاتٌ فِي هَذَا الْقَانُونِ، وَإِذَا اقْتَضَتْ المَصْلَحَةُ العامَّةُ صَرْفَ نَفَقاتٍ إِضافيَّةٍ فَيَتَوَجَّبُ إِصْدارُ قَانُونٍ مُلْحَقٍ بِهَذَا الْقَانُونِ قَبْلَ الصَّرْفِ" .
مُشِيراً هُنَا إِلَى أَنَّ الحُكومَةَ، وَفِي ضوءِ تَطَوُّراتِ الظُّروفِ السّائِدَةِ، وَفِي حَالِ اقْتَضَتْ المَصْلَحَةُ العامَّةُ إِصْدارَ مُلْحَقِ موازَنَة، وَتَوَفَّرَتْ الأَسْبابُ الموجِبَةُ لِذَلِكَ، سَتُبادِرُ إِلَى اتخاذ القَرارِ المُناسِبِ والسَّيْرِ فِي الِاجْرَاءَاتِ اللّازِمَةِ وَفْقَ مَا يَقْتَضِيه الْقَانُونُ اَلْنافِذُ .
مُؤَكِّدًا كَذَلِكَ عَلَى أَنَّ الحُكومَةَ سَتَقُومُ بِعَمَلِ مُراجَعاتٍ رُّبْعيَّةٍ لِلْإِيرَادَاتِ والنَّفَقاتِ العامَّةِ، فَضْلًا عَنْ الِاصْدَارَاتِ الشَّهْريَّةِ لِبَياناتِ الماليَّةِ العامَّةِ، ليُصارَ إِلَى اتِّخاذِ القَراراتِ اللّازِمَةِ فِي حِينِهِ وَعَبْرَ الأُطُرِ التَّشْريعيَّةِ النّاظِمَةِ لَهَا.
وَإِذْ تُشارِكُ الحُكومَةُ لَجْنَتَكُمْ الموَقَّرَةَ الرَّأْيَ حَوْلَ إِزالَةِ التَّشَوُّهاتِ فِي النَّفَقاتِ الرَّأْسِماليَّةِ وَتَوْجِيهِهَا الى مَشاريعَ تَنْمَويَّةٍ، فَقَدْ تَضَمَّنَتْ موازَنَةُ عَامِ 2021 إِعادَةَ تَصْنيفِ بُنودِ الانفاقِ الرَّأْسِماليِّ ذُو الطَّبيعَةِ الجاريَةِ وَنَقْلِها إِلَى الانفاقِ الجَارِي بِمَا يَتَلَاءَمُ مَعَ طَبيعَتِها الجاريَةِ، بِحَيْثُ تَقْتَصِرُ الموازَنَةُ الرَّأْسِماليَّةُ عَلَى النَّفَقاتِ المُرْتَبِطَةِ بِالْجَانِبِ التَّنْمَويِّ.
دَوْلَةُ الرَّئيسِحضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،،وَإِذْ تُقَدِّرُ الحُكومَةُ عَالِيًا تَوْصيَةَ اللَّجْنَةِ الكَريمَةِ بِضَرُورَةِ وَضْعِ خُطَّةٍ شامِلَةٍ لِمُعَالَجَةِ اَلْهَدْرِ فِي الْمَالِ العامِّ النّاجِمِ عنْ تَنْفِيذِ مَشاريعَ رَأْسِماليَّةٍ قَبْلَ جاهِزيَّةِ الدِّراساتِ الفَنّيَّةِ، وَتَعَدُّدِ الجِهاتِ المُرْتَبِطَةِ بِالْعَمَلِ الواحِدِ مِمَّا يُبَعْثِرُ الجُهودَ، وَعَدَمُ الْقِيَامِ بِالْمُراجَعَةِ الدَّوْريَّةِ لِإجْرَاءَاتِ العَمَلِ فِي الأجَهزَةِ الحُكوميَّةِ، إِضافَةً إِلَى اَلْهَدْرِ النّاجِمِ عَنْ اَلِاعْفَاءَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ اَلَّتِي لَمْ يَثْبُتْ جَدْوَاهَا، وَتَكْلِفَةُ اسْتِمْلَاكَاتِ الأراضي والْعَقاراتِ دُونَ الالتزام بِالْقِيمَةِ العادِلَةِ لَهَا.
فَإِنَّ الحُكومَةَ تُؤَكِّدُ لِمَجْلِسِكُمِ الكَريمِ عَلَى تَوافُقِها التّامِّ مَعَ هذِهِ التَّوْصيَةِ، لِأَنَّنَا لَا نَمْلِكُ تَرَفَ الْمَالِ أَوِ الوَقْتِ لِاسْتِمْرَارِ أَنْماطِ اَلْهَدْرِ المُشارِ إليها فِي التَّوْصيَةِ. كما َتُعَبِّرُ الحُكومَةُ عَنْ تَصْمِيمِها عَلَى مُعالَجَةِ كافَّةِ أشكالِ الْهَدْرِ، وَخَاصَّةً المُتَعَلِّقَ مِنْهَا بِالْمُسَبِّبِ الرَّئيسِ لِاخْتِلالِ الموازَنَةِ العامَّةِ وَتَراجُعِ الِايْرَادَاتِ الحُكوميَّةِ، وَهِيَ الِاعْفَاءَاتُ الضَّرِيبِيَّةُ وَاَلْجُمْرُكيَّةُ غَيْرُ المُجْديَةِ وَالَّتِي تَمَّ مَنْحُها لِقِطاعاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَشَرِكاتٍ وأفرادٍ خِلالَ السَّنَوَاتِ السّابِقَةِ دُونَ أَنْ تَعودَ بِفَائِدَةٍ حَقيقيَّةٍ عَلَى الاقتصاد وَالمُوَاطِنِينَ، والَّتِي مَا انْفَكَّتْ تُغَذّي عَجْزَ الموازَنَةِ، وَتَحرِمُ الخَزينَةَ مِنْ مَوَارِدِهَا المُسْتَحَقَّةِ، وَتَقِفُ عَائِقًا دُونَ تَقْديمِ الخِدْمَاتِ المُثْلَى اَلَّتِي يَسْتَحِقُّهَا المُواطِن.
وَقَدْ أَدَّى التَّراجُعُ فِي الْإِيرَادَاتِ المَحَلّيَّةِ بِفِعْلِ تَراجُعِ النُّموِّ الِاقْتِصاديِّ مِنْ جِهَةٍ، واخْتِلالِ هَيْكَلِ الِايْرَادَاتِ المَحَلّيَّةِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى فِي ظِلِّ ثَباتِ النَّفَقاتِ الجاريَةِ، إلى تَراجُعُ حِصَّةِ الانفاقِ الرَّأْسِماليِّ مِنْ إِجْماليِّ النَّفَقاتِ العامَّةِ، وَأَدَّى إلى فَرْضِ ضُغوطٍ كَبيرَةٍ عَلَى الموازَنَةِ لِتَوْفِيرِ مُخَصَّصاتِ خِدْمَةِ الدَّيْنِ العامِّ وَالَّتِي مِنْ المُتَوَقَّعِ أَنْ تَصِلَ قيمَتُها إِلَى نَحْوِ مِلْيارٍ وَأَرْبَعِمِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ مِلْيونَ دِينَارٍ، اَلْأَمْرُ اَلَّذِي يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى مُخَصَّصاتِ بَعْضِ القِطَاعَاتِ الهامَّةِ مِثْلَ الصِّحَّةِ وَالتَّعْلِيمِ وَشَبَكَةِ الحِمايَةِ الِاجْتِماعيَّةِ وَيَحولُ دُونَ التَّوَسُّعِ فِيهَا بِمَا يَفي الحاجَةَ. مِمَّا يَسْتَوْجِبُ إِجْراءَ مُراجَعَةٍ شامِلَةٍ لِهَذِهِ الِاعْفَاءَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ وَاَلْجُمْرُكيَّةِ ، لِيَتِمَّ الِابْقَاءُ عَلَى مَا هوَ مُجْدٍ مِنْهَا وَلَهُ انْعَكْاسَاتٌ إيجابيَّةٌ عَلَى الِاقْتِصادِ، والتَّوَقُّفُ عَنْ مَنَحِ اعْفَاءَاتٍ دُونَ وَجْهِ حَقٍّ، وَدُونَ تَحْقيقِ فائِدَةٍ اقْتِصاديَّةٍ تَفوقُ كُلْفَةَ الإِعْفَاءَاتِ الماليَّةِ، وَتَسْتَنْزِفُ مَبالِغَ كَبيرَةً مِنْ الخَزينَةِ تَتَجاوَزُ قيمَتُها العَجْزَ الأَوَّليَّ فِي الموازَنَةِ، وَتُحمِّلُ المواطِنَ عِبْءَ هَذِهِ الِاعْفَاءَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ وَاَلْجُمْرُكيَّةِ غَيْرِ المُجْديَةِ .
وَلَا بُدَّ مِنْ تَحْويلِ هَذِهِ الِاعْفَاءَاتِ إلى حَوافِزَ تَنْعَكِسُ إِيجَابًا وَبِشَكْلٍ مُباشِرٍ عَلَى الِاقْتِصادِ وَتُسَاهِمُ فِي التَّصَدّي لِمُشْكِلَتِي البِطالَةِ والْفَقْرِ، حَيْثُ تَضَمَّنَتْ موازَنَةُ عَامِ 2021 ولأَوّلِ مَرَّةٍ رَصْدَ مُخَصَّصاتٍ ماليَّةٍ لِتَحْفِيزِ الِاسْتِثْمارِ، إضَافَةً إلى رَصْدِ مُخَصَّصاتٍ ماليَّةٍ لِدَعْمِ العَامِلِينَ فِي القِطَاعَاتِ المُتَضَرِّرَةِ.
وَلَنْ تَقومَ هَذِهِ الحُكومَةُ بِرَفْعِ الضَّرائِبِ أوْ الرُّسومِ خَوْفًا مِنْ صُعوبَةِ إِجْراءِ جِراحَةٍ هَيْكَليَّةٍ لِوَقْفِ نَزيفِ الِاعْفَاءَاتِ والتَّهَرُّبِ والتَّجَنُّبِ الضَّريبيِّ. بَلْ سَتَخوضُ بِهَذِهِ الجِراحَةِ مَهْما صَعُبَتْ ، وَلَنْ تَقومَ هَذِهِ الحُكومَةُ بِتَوْريثِ التَّحَدّياتِ الهَيْكَليَّةِ لِمَنْ يَأْتي بَعْدَهَا دُونَ مُجابَهَتِها.
دَوْلَةُ الرَّئيسِحضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،،تؤَكِّدُ الحُكومَةُ الِانْسِجَامَ التّامَّ مَعَ تَوْصيَةِ لَجْنَتِكُمْ الموَقَّرَةِ حَوْلَ أهَميَةِ دَعْمِ القِطاعِ الصِّحّيِّ الحُكوميِّ وَتَوْفيرِ المَطاعيمِ ضِدَّ فَيْروسِ كُورُونَا، وَتَمْكينِ وِزارَةِ الصِّحَّةِ مِنْ شِراءِ خِدْماتِ المَزيدِ مِنْ أَطِبّاءِ الِاخْتِصاصِ، والْوُصولِ إِلَى التَّأْمِينِ الصِّحّيِّ الشّامِلِ لِكَافَّةِ المُوَاطِنِينَ.
حَيْثُ أخذَت الحُكومَةُ بِعَيْنِ الاعتبار فِي موازَنَةِ 2021 تَوْفيرَ الاحتياجات اللّازِمَةِ لِتَأْمِينِ الرِّعايَةِ الصِّحّيَّةِ لِلْمُوَاطِنِينَ فِي ظِلِّ الظُّروفِ الِاسْتِثْنائيَّةِ المُحيطَةِ بِنَا. كَمَا قَامَت الحُكومَةُ بِاسْتِثْنَاءِ وَزارَةِ الصِّحَّةِ مِنْ قَرارِها المُتَضَمِّنِ وَقْفَ التَّعْييناتِ فِي عَامِ 2021، حَيْثُ قَامَتْ الوِزارَةُ بِتَعْيِينِ الأطِبّاءِ وَالمُمَرِّضِينَ وَفَنِّيِّي المُخْتَبَرَاتِ لِتَلْبِيَةِ احْتِيَاجَاتِهَا فِي ظِلِّ المُسْتَجِدّاتِ الصِّحّيَّةِ وَتَداعياتِها. إِضافَةً إِلَى قِيَامِهَا بِشِرَاءِ خِدْماتِ أطْبَاءِ الاختصاص فِي مُخْتَلَفِ التَّخَصُّصَاتِ الصِّحّيَّةِ والطِّبّيَّةِ، وَفْقًا لِنِظامِ المُشْتَرَياتِ الحُكوميِّ، لِلْعَمَلِ فِي مُخْتَلِفِ المُسْتَشْفَيَاتِ الحُكوميَّةِ التّابِعَةِ لَهَا. كَمَا سَتَعْمَلُ الحُكومَةُ عَلَى وَضْعِ خُطَّةٍ لِلتَّأْمِينِ الصِّحّيِّ الشّامِلِ، وَإِجْراءِ التَّعْديلاتِ التَّشْريعيَّةِ اللّازِمَةِ لِوَضْعِ هَذَا المِلَفِّ حَيِّزَ التَّنْفيذِ خِلالَ المَرْحَلَةِ المُقْبِلَةِ .
وَبِخُصُوصِ المَطاعيمِ ضِدَّ فَيْروسِ كُورُونَا، فَإنّ الحُكومَةَ تَعْمَلُ وفْقَ خُطَّةٍ تَفْصيليَّةٍ وَجَدْوَلٍ زَمَنيٍّ لِلْحُصُولِ عَلَى المَطاعيمِ مِنْ مَصادِرَ مُتَنَوِّعَةٍ. وَسَتَعمَلُ عَلَى تَوْفيرِ المَطاعيمِ لِأَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ المُوَاطِنِينَ، وِفقاً لآليةٍ تَتّسِمُ بالشّفَافِيّةِ وَالحَاكِميّةِ. وَتَرْجُو الحُكومةُ فِي المُقَابِلِ أَنْ يُقْبِلَ المُوَاطِنُونَ عَلَى تَلَقّي المَطْعومِ دُونَ تَرَدُّدٍ أَوْ تَأْخيرٍ، فَاَلْتَطْعيمُ ضِدَّ فَيْروسِ كُورُونَا هوَ الضّامِنُ الأكْبَرُ لِتَعْزِيزِ التَّعَافِي السَّريعِ واسْتِمْرارِ النَّشاطِ الِاقْتِصاديِّ.
دَوْلَةُ الرَّئيسِحضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،،وَأَمَّا بِخُصُوصِ مَا أَشَارَتْ إليه اللَّجْنَةُ الماليَّةُ والاقتصادية فِي مَجْلِسِكُمْ الكَريمِ حَوْلَ أهَميَةِ تَفْعيلِ قَانُونِ الشَّراكَةِ بَيْنَ القِطَاعَيْنِ العامِّ والْخاصِّ، وَإقَامَةِ المَشَارِيعِ التَّنْمَويَّةِ الكُبْرَى بِالشَّرَاكَةِ مَعَ القِطاعِ الخاصِّ، فَأَوَدُّ أَنْ أُؤَكِّدَ هُنَا عَلَى أَنَّ الحُكومَةَ جادَّةٌ فِي توَجِّهِها بِهَذَا الخُصُوصِ، وَتُعَوِّلُ بِشَكْلٍ كَبيرٍ عَلَى مَشاريعِ الشَّراكَةِ بَيْنَ القِطَاعَيْنِ العامِّ والْخاصِّ. حَيْثُ تَمَّ فِي بِدايَةِ عَامِ 2020 إِقْرارُ قَانُونِ الشَّراكَةِ بَيْنَ القِطَاعَيْنِ العامِّ والْخاصِّ، لِتَحْفِيزِ وَتَمْكينِ القِطاعِ الخاصِّ مِنْ المُشارَكَةِ بِقوَّةٍ فِي تَنْفيذِ المَشَارِيعِ الرَّأْسِماليَّةِ. كَمَا تَسْعَى الحُكومَةُ لِتَوْفِيرِ التَّسْهيلاتِ اللّازِمَةِ والْبيئَةِ المُناسِبَةِ مِنْ تَشْريعاتٍ وَسياساتٍ وَإجْرَاءَاتٍ لِتَمْكِينِ القِطاعِ الخاصِّ مِنْ الْقِيَامِ بِدَوْرِهِ المِحْوَريِّ وَاَلْهامِّ فِي دَفْعِ عَمَليَّةِ التَّنْمِيَةِ. وَتَعْمَلُ الحكومةُ حاليًّا عَلَى إِعْدادِ قائِمَةٍ بِاَلْمَشاريعِ ذَاتِ الأوْلويَّةِ فِي مُخْتَلِفِ القِطَاعَاتِ الِاقْتِصاديَّةِ، وَإجْرَاءِ تَقْييمٍ شامِلٍ للالتزامات والْآثارِ الماليَّةِ لِهَذِهِ المَشَارِيعِ.
وَقَدْ تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الموازَنَةُ وَلِلْعَامِ الثَّانِي عَلَى التَّوَالِي رَصْدَ مُخَصَّصاتٍ ماليَّةً لِمَشاريعِ الشَّراكَةِ بَيْنَ القِطَاعَيْنِ العامِّ والْخاصِّ، بِمَا يُفْضي إلى تَعْزيزِ الثِّقَةِ بَيْنَ الحُكومَةِ والْقِطاعِ الخاصِّ، والتَّأْكيدِ عَلَى الشَّراكَةِ الِاسْتِراتيجيَّةِ فِي عَمَليَّةِ التَّنْمِيَةِ .
وَفِيمَا يَتَعَلَّقُ بالتَّوْصيَةِ بِإِنْجازِ مَشْروعِ قَانُونِ الإِدارَةِ المَحَلّيَّةِ. فَكَمَا يَعْلَمُ مَجْلِسَكُمْ الكَريم، فَقَدْ قَامَتْ الحُكومَةُ مُؤَخَّراً بِسَحْبِ مشروعِ قَانُونِ الإدارَةِ المَحَلّيَّةِ مِنْ مَجْلِسِ النّوّابِ لِمُعَالَجَةِ الثَّغَراتِ، وَمَنْعِ الازدواجية وَاَلْتَعارُضِ فِي الصَّلاحيّاتِ بَيْنَ مَجالِسِ المُحَافَظَاتِ والْمَجالِسِ البَلَدِيَّةِ، ليُصارَ إلى إرسالِهِ فَوْرَ الِانْتِهاءِ مِنْهُ إِلَى مَجْلِسِ النّوّابِ، والسَّيْرِ بالإجراءات الدُّسْتوريَّةِ لِإِقْرَارِهِ .
دَوْلَةُ الرَّئيسِحضرَاتُ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ ،،، أَرْجُو أَنْ أُؤَكِّدَ لِمَجْلِسِكُمْ الكَريمِ بِأَنَّ جَميعَ التَّوْصِيَاتِ الوارِدَةِ فِي تَقْريرِ اللَّجْنَةِ الماليَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ، وَمُلاحَظاتِ وَتَوْصياتِ السّادَةِ الأَعْيانِ المُحْتَرَمِينَ سَتَحْظَى بِاهْتِمامِ وَتَقْديرِ الحُكومَةِ، وَسَتَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِها لِتَنْفِيذِ مَا أَمْكَنَ مِنْهَا، وَسَتَبْقَى الحُكومَةُ عَلَى تَواصُلٍ مَعَ مَجْلِسِكُمْ الكَريمِ، تَجْسِيدًا لِلشَّرَاكَةِ الكامِلَةِ، وَلِتَحْقِيقِ المَصْلَحَةِ العامَّةِ، وَمواجِهَةِ اَلتَّحَدّياتِ بِكَافَّةِ أَشْكَالِهَا.
وَسَتَقُومُ الحُكومَةُ بِمُخاطَبَةِ جَميعِ الوِزَارَاتِ والدَّوائِرِ وَالوحداتِ الحُكوميَّةِ المَعْنيَّةِ بِاَلْتَوْصياتِ الوارِدَةِ فِي التَّقْريرِ ليُصارَ إلى إعدادِ تَقْريرٍ شامِلٍ وَمُفَصَّلٍ حَوْلَ مَا سَيَتِمُّ اتِّخاذُهُ مِنْ إجْرَاءَاتٍ تُجاهَ هَذِهِ التَّوْصِيَاتِ وَتَزْويدِ مَجْلِسِكُمْ المُوقَّرِ واللَّجْنَةِ الماليَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ بِنُسْخَةٍ مِنْ هَذَا التَّقْريرِ .
وَقَبْلَ الخِتَامِ، أَرْجُو أنْ أَنْتَهِزَ هَذِهِ الفُرْصَةَ لِأُقَدِّمَ عَظيمَ الشُّكْرِ والامتنان لِحُماةِ الوَطَنِ الأَبْرارِ مِنْ أَبْنَاءِنَا فِي القوّاتِ المُسَلَّحَةِ والْأَجْهِزَةِ الأَمْنيَّةِ، اَلَّذِينَ يَذودونَ عَنْ حِيَاضِ وَطَنِهِمْ الْغَالِيَ بِأَرْوَاحِهِمْ وَمُهَجِهِمْ، وَيُقَدِّمونَها رَخيصَةً فِي سَبيلِ رِفْعَتِهِ واسْتِقْرارِهِ. وَسَتَحْظَى، كَمَا هوَ العَهْدُ دَائِماً، بِكُلِّ التَّقْديرِ والدَّعْمِ المُتَواصِلِ لِتَمْكينِها مِنْ أَداءِ مَهامِّها وَواجِباتِها بِكُلِّ كَفاءَةٍ واقْتِدارٍ، وَالَّذِي فاخرْنا العالَم بِمُسْتَوَاهَا اَلْاحْتِرافيِّ فِي مُوَاجَهَةِ هَذَا الوَبَاءِ.
كما أُقَدِّمُ أَصْدَقَ آيَاتِ الشُّكْرِ والامتنان لِجَيْشِنا الأَبْيَضِ عَلَى مَا قَدَّمَهُ مِنْ جُهودٍ وَتَضْحِيَاتٍ فِي سَبيلِ الحِفاظِ عَلَى أَرْواحِ أبْنَاءِ الوَطَنِ العَزِيزِ خِلالَ الجائِحَةِ. فَلَهُمْ مِنَّا الشُّكْرَ والوفاءَ والدَّعْمَ الكامِلَ.
وَفِي الخِتَامِ، أَوَدُّ أَنْ أُكَرِّرَ شُكْرِي وَتَقْدِيرِي لِمَجْلِسِكُمْ المُوَقّر، عَلَى كُلِّ مَا أَبْدَيتَمُوهُ مِنْ تَعاوُنٍ وَحِرْصٍ شَدِيدَيْنِ عَلَى تَقَدُّمِ وازْدِهارِ وَطَنِنَا الْغَالِي، وَتَحْصينِ مَنَعَةِ اقْتِصادِنا الوَطَنيِّ تُجاهَ الظُّروفِ الِاسْتِثْنائيَّةِ والتَّداعياتِ النّاجِمَةِ عَنْهَا. سَائِلًا العَليَّ القَديرَ أَنْ يُوَفِّقَنا جَمِيعاً فِي خِدْمَةِ وَطَنِنَا اَلْحَبيبِ فِي ظِلِّ رَاعِي مَسيرَةِ البِناءِ والِازْدِهارِ جَلالَةَ مَليكْنا الْمُفَدَّى عبدُاللهِ الثَّانِي ابْنِ الحُسَيْنِ المُعْظَمِ حَفِظَهُ اللَّهُ وَرَعاه.
--(بترا)