facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

كيف نختار الإضاءة المنزلية؟

كيف نختار الإضاءة المنزلية؟

القبة نيوز- يستهين البعض بموضوع الإضاءة داخل المنزل، من دون الانتباه لأثرها على الصحة النفسية والتركيز؛ فالإضاءة روح المنزل ومزاجه وهويته، واختيارها يجب أن يخضع لوظائفها العملية، لتكون الفائدة منها سليمة وصحية.


وتقول مهندسة الديكور الداخلي ثريا سعيد إن الإضاءة مهمة جدًّا للجسم، وساعته البيولوجية تتفاعل مع الضوء، و"كلما كنا نتوازن مع هذا الإيقاع تبقى صحتنا أفضل ونتعافى بشكل جيد، ويكون التركيز أفضل، وكذلك مستوى الطاقة".

توازن الإضاءة
مع تغير الفصول يتغير طول النهار، فيقصر في الشتاء ويستوجب -حسب ثريا- التعويض بالضوء الداخلي، وتحسين نوعيته للحفاظ على توازن الساعة البيولوجية في أجسامنا.

وتقول إنه ينبغي تحقيق التوازن بين عناصر الطبيعة وعناصر الحياة في المنزل؛ لذا فطاقة الضوء مهمة جدا، ويجب أن تكون الإضاءة متوازنة في البيت، فنضيء المكان المعتم، ونخفف الضوء الساطع بقوة، مع الأخذ بعين الاعتبار وظيفة كل مكان.

وتشير إلى نوعين أساسيين من الإضاءة: الدافئة، وهي الألوان التي لها علاقة بالحميمية والهدوء والاسترخاء والراحة. والإضاءة الباردة المناسبة لكل ما يتعلق بالتركيز والانتباه وتنفيذ المهام.

لكل غرفة إضاءة
تكون إضاءة غرف النوم دافئة وناعمة وخفيفة، لأن هذا المكان بمثابة الدخول إلى ملجأ للشعور بالراحة والأمان، وتشير المهندسة ثريا إلى وجوب الانتباه للمواد المستخدمة في المفروشات، حيث لا تكون المعادن طاغية ومشعة، ونوع القماش يمتص الألوان ولا يعكسها.

بعكس المطبخ الذي يحوي عنصر النار، والحركة التي تحدث به تحتاج إلى الإضاءة الباردة.

في غرفة المعيشة تكون الإضاءة دافئة "لأننا نقضي فيها وقتا حميما مع العائلة، وغرفة الطعام قد تكون مزيجا من الاثنين".

وتضيف ثريا أنه في التصميم الحيوي (biophilic design) (استخدام الطبيعة في التصميم) هناك دراسات تقول إن أجسادنا تتناعم مع نهج الطبيعة لنعطي الفرصة لأجسامنا لأن تتشكل بأفضل طريقة. كما أن حدة الضوء تقوى تدريجيا وتبلغ أقصاها عند الظهر، لذا يجب أن نوازن ضوء البيت مع الخارج، فنزيد حدته أو نخففها حسب أوقات اليوم، وكذلك حسب الفصول؛ فعندما يقصر النهار لا بد من زيادة الضوء لإكمال التركيز في العمل أو الدراسة.

مباشر أو مخفي
وتفضل ثريا ألا يكون الضوء موجها بالعموم، ويكون غير مباشر في غرفة الجلوس، وإذا كان ممر البيت طويلا ومعتما من دون شبابيك نضع "إسبوتس" (spots) (إضاءة دائرية صغيرة ومباشرة توضع في السقف)، وفي غرف النوم تستخدم المصابيح المغطاة بالقماش ليكون الضوء أكثر نعومة.

وفي الأماكن التي تحتاج تركيزا يستخدم الضوء البارد أو الأبيض، والأفضل ألا يكون مباشرا -حسب رأيها- لأن زيادة الضوء وتوهجه يسببان العصبية والتوتر وقلة التركيز.

وتوضح أن العمل هذه الأيام أصبح في معظمه من المنزل، وبسبب التعرض المباشر واليومي للضوء الصناعي أمامنا، يجب الانتباه أكثر ووضع واق للشاشات، مع أخذ وقت مستقطع كل فترة، للنظر إلى الطبيعة والنباتات لإعطاء العقل الفرص للراحة أيضا.

الحديقة والمدخل
وفي الخارج، تفضل المهندسة ثريا سعيد تخفيف وهج الشمس من خلال الأشجار، لنكون بين الضوء والظلال؛ لأن الضوء القوي متعب أيضا.

وفي الليل، من الأفضل وجود إضاءة حول البيت؛ إذ يقال إنها تدل الطاقة إلى المنزل. وأن تكون الإضاءة ناعمة، وتضيف أن الخضراء منها تزيد طاقة النباتات. أما المدخل فيجب أن يبقى مضاء بطريقة متوازنة لأنه فم المنزل ومدخل الطاقة إليه.

التعافي بالضوء
للإضاءة الملونة دورها بالتأثير على المزاج والحواس، وتخبر ثريا أن هناك علاجا بطاقة الضوء، ولكل لون رمزية معينة؛ فالأبيض لنقاء التفكير، والبنفسجي للحدس، والأزرق للتعبير، والأخضر والزهري لونان لحب الذات، والأصفر للإبداع، والبرتقالي للحركة، والأحمر للشغف. والألوان هذه تستخدم حسب حاجة كل شخص لهذه العناصر.

وتنصح ثريا بتجهيز غرفة النوم بإضاءة شمعة أو مصباح الملح أو أي شيء يجلب الشعور بالراحة. وتضيف أن البعض يفضل ألا يطفئ الضوء كاملا أثناء النوم، و"علينا التصرف حسب ما يدلنا جسدنا من دون أن نتجاهل الضوء وأهميته وتأثيره الكبير علينا".

حاجة وليست خيارا
من جهتها، تعتبر مهندسة الديكور باسكال حرب أن الإضاءة تلعب دورا مهما في التصميم وفي الصحة النفسية، وتقسمها إلى الضوء الأصفر والأبيض، وما بينهما.

وتقول إنه ليس خيارا، لكنه حاجة وانعكاس؛ فالأبيض بارد والأصفر دافئ. والأماكن التي تحتاج لضوء دافئ لا يمكن استبدالها بالبارد. مثل غرف الأطفال التي تحتاج شعورا لا يمكن أن نضع لهم فراغا.

أما في المعامل وغرف الدرس والمستشفيات فإن الضوء الدافئ يسبب النعاس والشرود، لذا يوضع المتوسط والبارد لخلق النشاط والتركيز.

المساحة والألوان الأخرى
اعتبارات عديدة تؤخذ لمعرفة كمية الضوء التي نحتاجها، منها مساحة المكان، إذ إن كثرة الإضاءة أو قلتها تزعج البصر.

وتقول باسكال إن لون الجدران يؤثر على الضوء الذي نحتاجه، وكذلك الأرض، وإذا كانت الأقمشة المستخدمة تمتص الضوء أو تعكسه. الجدران البيضاء على سبيل المثال تعكس الضوء بنسبة 100%. وزيادة الضوء تبهر العيون وتسبب ألما في الرأس، كما أنها تبهت ألوان الأثاث والمفروشات. ويؤخذ بعين الاعتبار وجود الخشب والمعدن ولمعان البلاط والمواد المستخدمة.

تقسيم المكان بالضوء
الضوء يأتي من عدة مصادر في البيت، حسب باسكال، من المباشر والإضاءة الجانبية والمتدلية من السقف والمصابيح، ولكل عملها ودورها وطريقة توزيعها، للجلوس والقراءة ومشاهدة التلفزيون والطعام واستقبال الضيوف، ومنها للجماليات.

وتقول إن الإضاءة تلعب دورا في تقسيم المكان، على الدرج أو العتبة أو تدل على الطريق. وفي البيت بدل وضع فاصل بين غرفة المعيشة وغرفة السفرة مثلا يمكن أن تظهر الإضاءة حدودهما.

في مدخل البيت -كما تقول باسكال- نحتاج لإضاءة تلامس الأرض، وفي غرفة السفرة نضيء الطاولة حتى لو كان المكان مضاء، وغرفة المعيشة تحتاج لإضاءة كافية ومتساوية بغض النظر عن مصادرها. وفي غرف النوم الأفضل أن تكون حول السرير وليس فوقه. أما في الحمام فيفضل عدم وضع الإضاءة فوق حوض الاستحمام. أما الإضاءة فوق المرآة فيجب أن تكون متوازنة من الجهتين تفاديا للظلال.

وتختم باسكال بأنه علينا الاهتمام بالأمان أولا، ثم الصحة النفسية، ثم الحاجة، ثم الجمالية.(الجزيرة)

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير