عين على القدس: الاحتلال يستغل جائحة كورونا للتضييق على المقدسيين
القبة نيوز- سلط برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الاردني امس الاثنين, الضوء على اغلاقات سلطات الاحتلال للقدس في وجه الفلسطينيين والتضييق عليهم بحجة انتشار وباء كورونا.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس مشاهد لشرطة الاحتلال المنتشرة بأعداد كبيرة على مداخل المدينة، وهي تمنع الفلسطينيين من الدخول اليها، كما عرض مشاهد لدخول المتطرفين اليهود للقدس دون قيود او شروط.
وبين التقرير بان منع الفلسطينيين من الدخول الى القدس وتحرير المخالفات بحقهم واخراجهم منها، والسماح للمتطرفين بالدخول اليها لا يندرج تحت بند محاربة جائحة كورونا، وان الهدف منه تشديد الخناق على المدينة وسكانها.
كما عرض البرنامج مشاهد مصورة في الشق الغربي من القدس يظهر فيه عدم وجود اي اغلاق، اضافة لعدم وجود حواجز وغياب واضح لشرطة الاحتلال، وتبدو الحياة فيه طبيعية، ما يثير المخاوف والتساؤلات حول امكانية استغلال سلطات الاحتلال للوضع الحالي لخلق واقع جديد في القدس. والتقى البرنامج الذي يقدمه الاعلامي جرير مرقة، خلال اتصال فيديو بمدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية، زياد الحموري، الذي أكد على ان ما يحدث لا علاقة له بانتشار فيروس كورونا، وان هناك برامج ومخططات كبيرة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها الاصليين.
وقال ان الجميع يعرف بوجود مخططات هيكلية 2020 و2030 وغيرها، وهي تتحدث بشكل واضح بان الاحتلال يريد "عرق نقي داخل البلدة القديمة"، وان جميع اجراءاته تهدف الى تغيير معالم القدس بشكل عام ومنطقة البلدة القديمة بشكل خاص.
وأشار الى وجود اهداف بعيدة المدى تتعلق بالتغييرات داخل المدينة القديمة ومن ضمنها المقدسات الاسلامية والمسيحية التي ستصبح هدفا في المستقبل لجميع التغييرات والاعتداءات، ومثال ذلك ما حدث بباب العمود قبل يومين، حيث تم تغيير اسمه واطلاق اسم يهودي لمجندتين عليه. واضاف الحموري، بان خلو شوارع القدس من المقدسيين وتغيير معالمها وتشجيع المتطرفين على الاعتداء على المقدسيين لم يأت صدفة، وانما للإخلال بالميزان الديموغرافي في القدس وتهويد المدينة وتغيير معالمها.
وأوضح ان وضع المقدسيين في هذه الظروف كارثي وخصوصا القطاع التجاري، مشيرا الى ان ثلثي المحلات في البلدة القديمة( اكثر من 800 محل) تم اغلاقها، وهنالك ضغوطات من قبل الاحتلال تهدف الى افلاس باقي المحلات ودفع القطاع لترك البلدة كالمخالفات الباهظة ومصادرة البضائع. وعلى الجانب المقدسي، اشار الحموري الى انه بالرغم من التعاضد الكبير بين سكان القدس في فترة انتشار وباء كورونا، الا ان قوتهم ضعفت، وزاد الفقر، الى جانب سوء الخدمات الصحية التي تحاول سلطات الاحتلال التملص منها رغم دفع المقدسيين ثمنها.
وأكد على حاجة المقدسيين للمؤازرة من قبل اي شخص معني بالقدس، لان نجاح الاحتلال بتدمير العصب الاقتصادي في القدس "سوف يؤثر بشكل كبير في مسعى الاحتلال لتغيير العامل الديموغرافي في القدس". وفي حديثه عن الحصار المالي الذي ينتهجه الاحتلال ضد المقدسيين، أفاد الحموري بان حكومة الاحتلال منعت الكثير من المصادر العربية من الوصول الى القدس، اضافة الى وضع شروط كثيرة على الاتحاد الاوروبي لمساعدة الفلسطينيين ما دعاه الى الرضوخ للضغوطات الاسرائيلية. -- بترا