40 يوما على وفاة معالي الدكتور عبدالسلام رحمه الله
* أشادوا بمناقبه في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاته
*معالي الدكتور عبد السلام العبادي عاش مكرما وفي مماته لقي تكريما كبيرا
*نابغة من النوابغ الأردنية وعالم جليل من أعلام الأمة العربية والإسلامية
*الشيخ الدكتور صالح سيبقى سماحته نبراساَ وعنواناً للإسلام الوسطي الذي يبني ولا يهدم
*الغامدي أمثاله قليلون ممن يجمعون بين ناصية العلم وسماحة الإيمان ويزاوجون بين التبحر في الشرع وحلاوة اللسان
القبة نيوز- عبد الله اليماني - صادف يوم الأحد مرور (40 ) يوما على وفاة عالم جليل من علماء الأردن البارزين والوطن العربي والعالمي فقيدنا الكبير معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام داود العبادي واحد ممن أنجبن الأردنيات الولاَّدات رجال عًظام كانوا وما زالوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، ومن بين هذه الشخصيات الأردنية معالي الدكتور عبد السلام العبادي الذي شغل منصب وزير للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية لبضع سنوات في حكومات مختلفة . وتسلم معاليه عدة مراكز مهمات علمية وعامة.
وبعد أن توفي لقي من التكريم ما كان يلقاه وهو على قيد الحياة ونتوقف عن اثنان من ابرز الشخصيات الدينية والإسلامية في السعودية وقد أشادوا بمناقبه الفقيد ووصفته شخصيات سعودية بما يليق به في دار الحق ، وهما فضيلة الدكتور الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد إمام الحرم المكي والمستشار بالديوان الملكي ، وأحمد بن محمد ألغامدي مدير العلاقات العامة بمكتب العمل في جده حيث أشادا ب (معالي الدكتور عبد السلام العبادي ) .حيث كتبا عنه قائلين :
د.الشيخ صالح
وقال الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام الحرم المكي والمستشار بالديوان الملكي أشاد بمناقبه قائلا : إنه الموت، مرحلة من مراحل هذا الوجود، وهو حق لا دافع له؛ فالآجال مضروبة، والأنفاس محدودة، والأيام معدودة، والأعمال مكتوبة، ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) . يُقال كل ذلك وقد فقدنا هذه الأيام أخاً الموت أكبر واعظ، قدّره الله على خلقه، فهو حتم لا محيص عنه، ولا مفر منه، من حان أجله وصل إليه ولو كان في بطون الأودية، أو على رؤوس الجبال، أو تحت الماء، أو في جو السماء.. ولو كان في بروج مشيدة، أو حصون محصنة. واستحضار قرب الرحيل وسرعته وانقضاء الحياة من أنفع الأدوية للقلوب؛ فإنه يبعث على انتهاز فرص الخير والمبادرة بالأعمال الصالحات قبل طي الصحف والسجلات.
الغامدي
وقال أحمد بن محمد ألغامدي مدير العلاقات العامة بمكتب العمل بجده : قليلون هم الذين يجمعون بين ناصية العلم وسماحة الإيمان، يزاوجون بين التبحر في الشرع وحلاوة اللسان. أحد هؤلاء هو أستاذي ومعلمي وصديقي ووالدي معالي الدكتور عبد السلام داود العبادي، وزير المقدسات الأردني الأسبق ، وأمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، الذي وافته المنية ، وترك بداخلي جرح لا يندمل، وحزن كبير على فراقه .
د. الشيخ صالح
ومن جانبه قال الدكتور الشيخ صالح أن الأستاذ الدكتور عبد السلام -رحمه الله- عُرف بعلميته الباحثة، ودأبه في التحصيل وتحقيق المسائل. ولعل ما كان في الوقفة الثانية من بيان آثاره العلمية ومؤلفاته خير دليل على هذه العقلية العلمية. ولا أجد شهادة في ذلك ولا أوضح دليل على هذا، إلا ما ذكره شيوخ كبار من شيوخ الأزهر ، معروفون حينما قدموا تقريرهم العجيب ، عن رسالة الدكتوراه ، التي قدمها فضيلة الأستاذ الدكتور عبد السلام .
الغامدي
ويواصل الغامدي سرد علاقته مع د. العبادي : في شهر رجب الماضي، قررت أن أتوج علاقتي المتينة مع معالي الدكتور عبد السلام بحفل تكريم يليق بمكانته، ويترجم حبي الكبير له، واتفقنا على أن يكون ذلك يوم 13 شعبان 1441 هـ ( 6 ابريل 2020) ، وآثر أن يأتي مباركته بزواج ابنتي شيماء، لكن فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) الذي انتشر بصورة كبيرة في العالم كله، تسبب في تأجيل لقاء انتظرته كثيرًا، وبالفعل تم التواصل والاتفاق على تأجيل الموعد إلى 5 محرم ( 23 أغسطس 2020) . وكنت تواق لهذا الاحتفال، شغوفا بالاستماع إلى أحاديثه المباركة ونصائحه القيمة، والتزود من علمه المديد . وفيما كنت أستعد للاحتفالية المؤجلة، وبعدما جهزت درع التكريم ، ودعوت الكثيرين من أحبابه ومريديه، جاءني خبر وفاته ، يحمل الكثير من الصدمة والألم، حيث انتقاله إلى رحمة الله تعالى قبل اللقاء ب( 15 ) يوماً فقط، وأصبحنا جميعا لا نملك سوى الدعاء له بأن يسكنه فسيح جناته، ويجزيه على كل ما زرعه من حب ومودة في الحياة الدنيا، ويجمعنا به في لقاء لا ينفض في الفردوس الأعلى .
د.الشيخ صالح
وأشار الشيخ صالح ، أقتطفُ منه نماذج فيها من الدلائل على عقلية الرجل، وطول نفسه في البحث، وعمق إدراكه في الفهم. فقد قالوا: إن هذه الرسالة بدون تردد لشيء مهم جديد، وعمل فذ طريف، غاية في القوة، ونهاية في الجودة . وهم الشيخ محمد علي السايس، والشيخ عبد الله محمد عبد النبي، والأستاذ الدكتور صوفي أبو طالب، والشيخ عبد الغني عبد الخالق، فقد قدموا لعميد كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر تقريراً ، وافياً مستوعباً قلّ نظيره في التقارير التي تقدم عن الرسائل والبحوث.
الغامدي
وأضاف الغامدي : إذا كان الوالد والصديق والحبيب الدكتور عبد السلام رحل عن دنيانا، ستبقى دراساته وأبحاثه وعلومه يتدارسها الجيل الجديد عقود عديدة، وستبقى سماحته نبراساَ وعنواناً للإسلام الوسطي الذي يبني ولا يهدم.
د.الشيخ صالح
وتابع الشيخ صالح قائلا : لقد أجاد المغفور له في صنع ذلك وأتقن، وأفاد وأحسن، ولقد وُفق صاحبها كل التوفيق في اختيار موضوعها، وإتقان صنعها، وجمع عناصرها، وتكون أجزائها، وترتيب أبوابها، وتحرير مباحثها، وحصر آرائها، وتقرير أدلتها. وكما وُفق في سائر مناقشاته وجميع اختياراته، وصوغ عباراته، فلم يدع مسألة خلافية إلا شرحها، وحرر محل النزاع فيها، وشرح الأقوال المتعلقة بها، وقرر أدلة كل منها، وناقش ما يستحق المناقشة، وقوّى ما يحتاج إلى التقوية، واختار ما ارتضاه عقله، وهداه إليه بحثه. كل ذلك يدل على سعة اطلاعه، وكمال تتبعه واستقرائه، مما يدل على صادق خبرته، وإتقان صنعته. وقد ناقشته اللجنة فوجدته راجح العقل، بيّن الفضل، غزير العلم، حاضر الذهن، دقيق الفهم، واعياً لدقائق كل ما نقله، مدركاً خفايا سائر ما حرره. وقد بذل جهداً فائقاً جباراً في سبيل ما جمعه، وتحرير ما حرره، فقدم بحثاً جليلاً وكتاباً عظيماً وعملاً نبيلاً في سائر نواحيه، مفيداً فوائد جمة، لا توجد في غيره مجتمعة .
الغامدي
ويتحدث ألغامدي عن مسيرة العبادي بقولة : لقد قدم معالي الدكتور عبد السلام دواد العبادي نموذجاً رائعاً للسماحة والإخلاص والتفاني في حياته، حيث تحرر مبكراً من القيود المحلية الضيقة، وتحول إلى باحث علم مسلم وعربي، حيث بدأ مسيرته التعليمية في الأردن التي ينتمي إليها وترعرع في رحابها.
د.الشيخ صالح
وأضاف الشيخ صالح :هذه الرسالة في أعظم درجات القوة، وأرفع مراتب الامتياز، وإنها جديرة بكل تقدير وإعجاب، وكل إكبار وإعظام. بل قال بعض المناقشين: ( إن الرسالة المعروضة علينا لا أقول من أجود ما أنتجته الجامعة، إنما أقول هي أجود ما أنتجته الجامعة حتى الآن.... الخ ) . حيث يقول مناقش آخر: ( حينما كنت أقرأ الرسالة كان يغمرني إحساس بأن باب الاجتهاد لم يقفل، وأنه قد أعيد فتحه. كنت أحس أنني أقرأ لعالم كبير يتصدى للأمور بشجاعة، وبروية، وبأدلة مقنعة، فهي تدل بما لا يدع مجالاً للشك على أن مستقبلاً زاهراً ينتظره في حياته العلمية المقبلة إن شاء الله) .
الغامدي
ويضيف الغامدي: أن نبوغه المبكر جعله يتخطى درجات السلم سريعا، منذ بداية عمله في سلك التدريس الجامعي، مرورًا بتعيينه أمينًا عامًا لوزارة الأوقاف، وأمينًا لمؤسسة إدارة وتنمية أموال الأيتام، ليشغل في فترة قصيرة منصب وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ويعود للمنصب مرات عديدة، فضلاً عن عمله أمينًا عامًا للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، ثم رئيسًا للجنة التعاون والتنسيق مع الشعوب الإسلامية، ومجلس أمناء جامعة آل البيت، ثم رئيسًا لها، وأخيرًا أمينًا عامًا لمجمع الفقه الإسلامي الدولي .
د.الشيخ صالح
وأوضح الشيخ صالح : حينما أقتبس هذه العبارات من تقرير لجنة المناقشة لرسالة معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام -رحمه الله- فإنما أريد التشديد على أن ما أنتجه بعد ذلك من إنتاج فقهي، وما قدمه من نقاش في أروقة المؤتمرات وحلقات النقاش، إنما هو نتاج هذه العقلية العلمية الفذة -رحمه الله وأحسن إليه.
الغامدي
وقال الغامدي : لقد كان الفقيد ( يرحمه الله) علامة في الشريعة ودروبها، وأصدر عشرات المؤلفات التي أثرت المكتبة الإسلامية، ومنها الملكية في الشريعة الإسلامية، طبيعتها، ووظيفتها، وقيودها؛ دراسة مقارنة بالقوانين والنظم الوضعية، والإيمان بين الآيات القرآنية والحقائق العلمية، والضمان الاجتماعي بين الشريعة الإسلامية والنظم الوضعية، والفقه الإسلامي والحقوق المعنوية، ودور المؤسسات الدينية في مكافحة المخدرات، ومفهوم التنمية في الإسلام وأهدافها وأطرها، ودراسة حول الغزو الثقافي للعالم الإسلامي بداياته، دوافعه، أبعاده، سبل مواجهته، وغيرها، مما أهله للحصول على العديد من الجوائز والأوسمة.
د.الشيخ صالح
وأضاف الشيخ صالح : عرفته عالماً حازماً محافظاً على عمله، وحافظاً لوقته، حازماً إدارته، أكاد أقول إنه لا يقبل أنصاف الحلول، وهذا أظنه قد كلفه كثيراً في صحته وإدارته -رحمه الله وأحسن إليه-. وقد كان له الدور الكبير والأثر الظاهر في القيام بأعمال المجمع والإشراف على مناشطه ودوراته، وسعيه لتطويره، والارتقاء به . منوها الشيخ الدكتور صالح أن : أن المرحوم العبادي كان عزيزاً، وزميلاً كريماً، وعالماً فاضلاً، وقامة علمية شامخة. ويتبوأ مركز لأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي؛ وقد وافته المنية، وحلّ بساحته القدر المحتوم صباح يوم ( الاثنين العشرين ) من شهر ذي الحجة عام 1441هـ، الذي يوافق العاشر من شهر أغسطس عام( 2020) م، في مدينة جدة. وموت العلماء مصيبة، وفقدهم رزية؛ فهم مصابيح الدجى، وأعلام الهدى .
وأحسب أنه محمود السيرة، حسن السريرة. وقد حلّ هذا المصاب بنا فشغلنا، ونزل علينا هذا القضاء فأذهلنا، وإنه رزء زاد في الأشجان، وابتلاء أورث الأحزان، ولكن نحمد الله أن جعلنا مسلمين، نتأسى بتوجيه سيدنا محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام ونقول: إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراق أخينا عبد السلام لمحزونون، رحمه الله رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته. وقد صُلي عليه في مكة المكرمة، ودُفن في مقابر المعلاة هناك -رحمه الله .
ويختتم الشيخ صالح مرثاته عن د.عبد السلام قائلا : رحم الله الأستاذ معالي الدكتور عبد السلام، وغفر له، وأسبغ عليه شآبيب رحمته، وأصلح عقبه وذريته، واخلفنا خيراً. وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي وأنت في القلب مثل النقش في الحجر. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين .
الغامدي
ويقول الغامدي : إذا كان الوالد والصديق والحبيب الدكتور عبد السلام العبادي رحل عن دنيانا، ستبقى دراساته وأبحاثه وعلومه يتدارسها الجيل الجديد عقود عديدة، وستبقى سماحته نبراساَ وعنواناً للإسلام الوسطي الذي يبني ولا يهدم . وجزاه الله خيرًا عن جهوده العلمية والتربوية والدعوية بالمغفرة والرحمة والرضوان، وأخلف للأمة العربية والإسلامية وطلبة العلم فيهما، علماء مخلصين يحفظون علوم الشريعة ويرفعون لواءها.
وحلم آخر وزير أوقاف تحقق ألا وهو المغفور له بإذن الله معالي الدكتور عبد السلام العبادي سعى بكل عزم وإصرار إنشاء صندوق الحج ورأى النور وبات حلقة وصل واتصال مع المواطنين. وبعد وفاته وحتى يومنا الحالي يتولى معالي الدكتور عبد السلام العبادي رئاسة هيئة الرقابة الشرعية لصندوق الحج . وبرحيل العبادي فقد الأردن احد رجالاته الأوفياء وابرز علمائه الأجلاء .
وكان إنشاء ( صندوق الحج ) من أهم المشاريع التي تطلع لإقامتها المغفور له بإذن الله معالي وزير الأوقاف الأسبق الأستاذ الدكتور ( عبد السلام العبادي ) الذي سعى جاهدا وبكل عزم وإصرار على إنشائه وبات حلقة وصل واتصال مع المواطنين .
رحم الله معالي الدكتور عبد السلام داود العبادي، وجزاه خيرًا عن جهوده العلمية والتربوية والدعوية بالمغفرة والرحمة والرضوان، وأخلف للأمة العربية والإسلامية وطلبة العلم فيهما، علماء مخلصين يحفظون علوم الشريعة ويرفعون لواءها .
وهذه وقفات مع المسيرة العلمية والإدارية الحافلة للمغفور له بإذن الله تعالى معالي وزير الأوقاف الأسبق الأستاذ الدكتور ( عبد السلام داوود العبادي ) ، رحمه الله .
وهذه مقتطفات من مسيرته المباركة
الوقفة الأولى :
نشأته ووظائفه
وُلد -رحمه الله- في عمّان في( 10 ) مارس 1943م، وترعرع فيها، وتدرج في تحصيله العلم الشرعي في عمّان، فأكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدرسة العلوية وكلية الحسين بعمّان سنة 1959م، ثم أكمل دراسته الجامعية الأولى في كلية الشريعة بجامعة ( دمشق ) سنة 1963م، ثم حصل على الماجستير في الفقه المقارن بامتياز من كلية الشريعة والقانون بجامعة ( الأزهر ) سنة 1967م، ثم حصل على الدكتوراه في الفقه المقارن بمرتبة الشرف الأولى مع التوجيه بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجامعات العالمية من كلية الشريعة والقانون بجامعة ( الأزهر ) سنة 1972م .
المناصب المرموقة، التي تقلدها ، ومن أبرزها :
* عضو هيئة تدريس في الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، سنة 1972م - 1983م. وقد تولى فيها (رئاسة قسم الفقه والتشريع سنة 1975م - 1977م)، (عمادة شؤون الطلبة سنة 1978م - 1982م). كما قام في الجامعة بتدريس مواد: نظام الإسلام، والاقتصاد الإسلامي، والفقه المقارن ،وفقه العبادات، وفقه المعاملات، وتاريخ التشريع، والمدخل الفقهي، والنظريات الفقهية.
* وكيل وزارة الأوقاف (أمين عام لها) من سنة 1982م - 1988م .
*مديرا عاما لمؤسسة تنمية أموال الأيتام (1989-1993)
* رئيس مجلس أمناء جامعة آل البيت من سنة 2001م - 2004م .
* رئيس جامعة آل البيت في 2004م - 2005م .
* وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية والدينية في المملكة الأردنية الهاشمية من سنة 1993م - 2001م .
* عُيّن وزيرًا للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في 7 إبريل 2005م - 24 نوفمبر
2005م .
* أعيد تعيينه رئيسًا لجامعة آل البيت في 8 يناير 2006م .
* مستشار للشؤون الإسلامية والدينية في 2006م .
* تم تعيينه أميناً عاماً لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي 2008م - 2009م .
* تم تعيينه وزيراً للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في سنة 2009م - 2013م .
* أعيد تعيينه أميناً عاماً لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في 1/ أكتوبر 2015م حتى وافته المنية .
عضو مجلس الإفتاء الأردني منذ تأسيسه 1986م وحتى الآن وكان عضواً في لجنة الإفتاء العام قبل تأسيس المجلس منذ سنة 1975م.
- عضو المجلس الأعلى للإعلام منذ تأسيسه سنة 2001م، ونائباً لرئيسه منذ سنة 2003م حتى 2005م .
- عضو مجلس التربية والتعليم لعدة مرات وحتى سنة 2001م وكذلك عند تعيينه وزيراً للأوقاف بتاريخ 07/04/2005م.
- عضو في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي منذ عام 1986م حتى الآن حيث كانت تسمى المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية مؤسسة آل البيت .
- عضو لجنة الأقليات ولجنة الأمة ومواجهات تحديات القرن الحادي والعشرين الميلادي واللتين ألفهما معالي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي .
عضو مجمع الفقه الدولي ممثلاً للمملكة الأردنية الهاشمية، من بداية تأسيسه من سنة 1983م وحتى الآن ونائباً للرئيس حتى سنة 1993م ثم أعيد انتخابه للمنصب نفسه خلال مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنعقد ، في ماليزيا خلال شهر يوليو من عام 2007م، فأميناً للمجمع بداية من مارس 2008م .
- رئاسة الفريق الزراعي الذي زار السودان للتعرف على مجالات التعاون الزراعي وبخاصة في إطار الاستثمار المشترك سنة 1988م وقدم هذا الفريق دراسة من مجلدين عن ذلك.
* شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والندوات الأكاديمية في مجالات الفكر الإسلامي المعاصر والدعوة والتربية والاقتصاد الإسلامي والفقه والزكاة والحوار بين المذاهب والحوار الإسلامي المسيحي .
الوقفة الثانية: بحوثه ومؤلفاته
له عشرات البحوث والمؤلفات في قضايا الأمة الإسلامية والنوازل المختلفة، زادت على السبعين بحثاً وكتاباً في مجالات الشريعة المختلفة.
من أبرزها:
* دراسة مستفيضة عن الملكية في الشريعة الإسلامية، طبيعتها ووظيفتها وقيودها.. دراسة
مقارنة بالقوانين الوضعية. وهي رسالة الدكتوراه سنة 1972م، وطُبعت سنة 1974م في ثلاثة مجلدات، مكتبة الأقصى، ثم أُعيدت طباعتها طبعات عدة.
* الإيمان بين الآيات القرآنية والحقائق العلمية الطبعة الأولى سنة 1975م.
* دور الاقتصاد الإسلامي في إحداث نهضة معاصرة مع آخرين، طبعته جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية في عمّان 1980م.
* الرعاية الأردنية الهاشمية للقدس والمقدسات الإسلامية فيها، الطبعة الأولى وزارة الشباب، الطبعة الثانية القوات المسلحة.
* كتب التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية مع آخرين في المملكة الأردنية الهاشمية، سنة 1976-1996م.
* كتاب الثقافة الإسلامية لمعاهد المعلمين وعدد من كتب التربية الإسلامية في المدارس مع آخرين في سلطنة عُمان.
* «فقه المعاملات» محاضرات ألقيت في معهد الدراسات المصرفية.
* مضامين رسالة عمان إصدار جامعة آل البيت سنة 2008م .
* کتاب دور مجمع الفقه الإسلامي الدولي في البناء الفكري والعملي للأمة سنة 2019م، الناشر دار أزهار الفكر للنشر والتوزيع عمّان – الأردن .
* المؤسسة الوقفية المعاصرة بين التأصيل والتطوير سنة 2020م، الناشر دار أزهار الفكر للنشر والتوزيع - عمّان - الأردن.
* المشروع النهضوي الحضاري الإسلامي، ومواجهة تحديات تجديد الفكر الإسلامي المعاصر ومعوقاته سنة 2020م، الناشر دار أزهار الفكر للنشر والتوزيع - عمّان - الأردن. وعشرات البحوث الأخرى.
الوقفة الثالثة: الأوسمة والجوائز
وحصل معاليه على الأوسمة والجوائز المختلفة، منها :
* وسام الكوكب الأردني من الدرجة الثانية سنة 1987م .
* وسام الثقافة والعلوم من الطبقة الأولى جمهورية مصر العربية سنة 1992م .
* وسام الجمهورية من الدرجة الثالثة جمهورية السودان الديمقراطية سنة 1992م .
* وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى سنة 1993م .
* شهادة تقديرية بالدرجة الممتازة من منظمة المؤتمر الإسلامي سنة 1996م لدوره في مجال العمل الإسلامي المشترك ودعمه نشاطات المنظمة وبرامجها .
* وسام الحسين بن طلال للعطاء المتميز سنة 2000م .
* جائزة غاندي وكنج كير الدولية سنة 2003م .
* الميدالية الفضية لمنظمة الحماية الدولية سنة 2004م .
* كما حصل على شهادة بمنحه لقب فارس في مجال الحماية المدنية من المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني 2004م .
* جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2006م في حقل العلوم الاجتماعية في مجال دراسات الفكر الإسلامي.
* جائزة البنك الإسلامي للتنمية لسنة 2007م في مجال الاقتصاد الإسلامي.
* وسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى سنة 2016م .
الوقفة الرابعة: مكانة علمية فقهية شامخة
ويذكر الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام الحرم المكي والمستشار بالديوان الملكي أن الأستاذ الدكتور عبد السلام -رحمه الله- عُرف بعلميته الباحثة، ودأبه في التحصيل وتحقيق المسائل. ولعل ما كان في الوقفة الثانية من بيان آثاره العلمية ومؤلفاته خير دليل على هذه العقلية العلمية. ولا أجد شهادة في ذلك ولا أوضح دليل على هذا إلا ما ذكره شيوخ كبار من شيوخ الأزهر معروفون حينما قدموا تقريرهم العجيب عن رسالة الدكتوراه التي قدمها فضيلة الأستاذ الدكتور عبد السلام .
وهم الشيخ محمد علي السايس، والشيخ عبد الله محمد عبد النبي، والأستاذ الدكتور صوفي أبو طالب، والشيخ عبد الغني عبد الخالق؛ فقد قدموا لعميد كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر تقريراً وافياً مستوعباً كلّ نظيره في التقارير التي تقدم عن الرسائل والبحوث.
ويتابع الشيخ بن حميد بقوله : أقتطفُ منه نماذج فيها من الدلائل على عقلية الرجل، وطول نفسه في البحث، وعمق إدراكه في الفهم. فقد قالوا:
إن هذه الرسالة بدون تردد لشيء مهم جديد، وعمل فذ طريف، غاية في القوة، ونهاية في الجودة. وقد أجاد في صنع ذلك وأتقن، وأفاد وأحسن، ولقد وُفق صاحبها كل التوفيق في اختيار موضوعها، وإتقان صنعها، وجمع عناصرها، وتكون أجزائها، وترتيب أبوابها، وتحرير مباحثها، وحصر آرائها، وتقرير أدلتها. وكما وُفق في سائر مناقشاته وجميع اختياراته، وصوغ عباراته، فلم يدع مسألة خلافية إلا شرحها، وحرر محل النزاع فيها، وشرح الأقوال المتعلقة بها، وقرر أدلة كل منها، وناقش ما يستحق المناقشة، وقوّى ما يحتاج إلى التقوية، واختار ما ارتضاه عقله، وهداه إليه بحثه.
كل ذلك يدل على سعة اطلاعه، وكمال تتبعه واستقرائه، مما يدل على صادق خبرته، وإتقان صنعته. وقد ناقشته اللجنة فوجدته راجح العقل، بيّن الفضل، غزير العلم، حاضر الذهن، دقيق الفهم، واعياً لدقائق كل ما نقله، مدركاً خفايا سائر ما حرره.
وقد بذل جهداً فائقاً جباراً في سبيل ما جمعه، وتحرير ما حرره، فقدم بحثاً جليلاً وكتاباً عظيماً وعملاً نبيلاً في سائر نواحيه، مفيداً فوائد جمة، لا توجد في غيره مجتمعة.
وهذه الرسالة في أعظم درجات القوة، وأرفع مراتب الامتياز، وإنها جديرة بكل تقدير وإعجاب، وكل إكبار وإعظام. بل قال بعض المناقشين: «إن الرسالة المعروضة علينا لا أقول من أجود ما أنتجته الجامعة، إنما أقول هي أجود ما أنتجته الجامعة حتى الآن.... الخ».
ويقول مناقش آخر: «حينما كنت أقرأ الرسالة كان يغمرني إحساس بأن باب الاجتهاد لم يقفل، وأنه قد أعيد فتحه. كنت أحس أنني أقرأ لعالم كبير يتصدى للأمور بشجاعة، وبروية، وبأدلة مقنعة، فهي تدل بما لا يدع مجالاً للشك على أن مستقبلاً زاهراً ينتظره في حياته العلمية المقبلة إن شاء الله».
وحينما أقتبس هذه العبارات من تقرير لجنة المناقشة لرسالة معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام - رحمه الله- فإنما أريد التشديد على أن ما أنتجه بعد ذلك من إنتاج فقهي، وما قدمه من نقاش في أروقة المؤتمرات وحلقات النقاش، إنما هو نتاج هذه العقلية العلمية الفذة -رحمه الله وأحسن إليه-.
ويتابع الشيخ الدكتور صالح بن حميد ، لقد عرفته عالماً حازماً محافظاً على عمله، وحافظاً لوقته، حازماً إدارته، أكاد أقول إنه لا يقبل أنصاف الحلول، وهذا أظنه قد كلفه كثيراً في صحته وإدارته -رحمه الله وأحسن إليه-. وقد كان له الدور الكبير والأثر الظاهر في القيام بأعمال المجمع والإشراف على مناشطه ودوراته، وسعيه لتطويره، والارتقاء به. وموت العلماء مصيبة، وفقدهم رزية. فهم مصابيح الدجى، وأعلام الهدى. وأحسب أنه محمود السيرة، حسن السريرة.
وبعد، رحم الله معالي الأستاذ الدكتور/ عبد السلام العبادي ، وغفر له، وأسبغ عليه شآبيب رحمته، وأصلح عقبه وذريته، وأخلفنا خيراً. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.