خبير إعلامي: غرف الأخبار لن تكون كما كانت عليه قبل كورونا
القبة نيوز- خلُص ناشر موقع "سابدري دوت كوم"، ونائب رئيس قسم تنمية الأعمال بمؤسسة ميديا فيلج الكندية، عباس حميد، إلى أن غرف الأخبار لن تكون كما كانت عليه قبل جائحة كورونا؛ فالتجربة اثبتت أنه يمكن إدارة عملية التحرير بالكامل بحضور عدد قليل جدا للمكتب.
وقال حميد إن مساحات مكاتب غرف الأخبار ستنخفض، مشيرا الى أن بعض الشركات بكندا تبيع مكاتبها، كما أن أجهزة الحواسيب في المكاتب تتجه للفناء، وأن تطبيقات "زووم" و "ميكروسوفت تيمز" ستحل حاليا مكان غرف الاجتماعات.
جاء ذلك، في عرض قدّمه حميد، في اللقاء الإقليمي الذي نظمه برنامج "نساء في الأخبار" التابع للمنظمة العالمية للصحف وناشري الأنباء (وان-إيفرا)، مساء أمس الأربعاء، عبر تقنية الاتصال المرئي، حول إعادة تصميم غرف الأخبار في إطار جائحة (كوفيد-19)، وكيفية تعامل المؤسسات الإعلامية مع التغييرات بسبب الجائحة، والحاجة إلى الابتكار الرقمي، والإجابة عن إذا ما كانت غرف الأخبار الافتراضية ستبقى موجودة بعد الجائحة.
وقدّم حميد، عرضا عاما عن وسائل الإعلام في كندا، أشار فيه إلى أن ما يزيد عن 80 بالمئة من الصحف الكندية تملكها 9 شركات، حيث يوجد987 صحيفة محلية، و105 صحف يومية (45 منها لديها نوع من الاشتراك عبر الإنترنت، والعديد منهم يوفر برنامج اشتراك يضم المنتجين الورقي والإلكتروني).
وأشار حميد إلى إغلاق نحو215 صحيفة على مدار 12 سنة الماضية بشكل أساسي في كندا؛ بسبب إعادة الهيكلة.
وفيما يتعلق بكيفية تأثير الجائحة على عمل وسائل الإعلام الكندية خلال الاربعة أسابيع الأولى من الجائحة، تناول حميد أبرز هذه التأثيرات، ومنها: إن 50 إصدارا تم إغلاقها بشكل نهائي أو مؤقت، و19 صحيفة أغلقت كل أو بعض منتجاتها الورقية.
وأشار الى تحوّل الجميع إلى المواقع الإلكترونية، كما خفضت 78 صحيفة عدد العاملين لديها، وتم الاستغناء عن أكثر من 2000 وظيفة تحريرية وغير تحريرية، كما أن أغلب الصحف فقدت 50 بالمئة من دخلها، وحصلت على دعم حكومي للأجور وصل إلى 75 بالمئة من قيمتها في حالة خسارة أكثر من 30 بالمئة من الدخل وفي حالة الإبقاء على المحررين، كما حصل الموظفون على 2000 دولار في الشهر إذ فقدوا وظائفهم.
وقال حميد، إن استخدام الانترنت خلال شهري نيسان وأيار الماضيين في كندا زاد بنسبة تفوق 50 بالمئة، كما زادت المكالمات الهاتفية إلى أكثر من 40 بالمئة، في حين زادت نسبة مشاهدة الأفلام والفيديوهات بنسبة 45 بالمئة.
وعلى صعيد التحوّل للابتكار الرقمي في وسائل الإعلام الكندية وتأثيرها على غرف الأخبار، أشار حميد إلى أن أخبار (كوفيد-19) تصدرت كل الأخبار في الشهر الأول من الجائحة، كما أن معظم الصحف طرحت أخبار المرض بدون مقابل، في حين أعد البعض الاخر نشرة خاصة بكوفيد -19 يتم إرسالها كل صباح.
وعن أهم الدروس المستفادة من تداعيات الجائحة على غرف الأخبار ووسائل الإعلام، أشار حميد إلى أن ثقة الجمهور في الإعلام غدت في تزايد؛ نظرا لأن القراء أصبحوا يبحثون عن أخبار دقيقة اكثر مما سبق، حيث توقع الرجوع للصحافة المهنية كمصدر للأخبار في الشهور القادمة.
وأوضح حميد بأنه على الرغم من التأثير السلبي لكوفيد على صناعة الإعلام، إلاّ أنها تُعدّ فرصة للتحوّل الرقمي، كما أن الناشرين بحاجة إلى وضع استراتيجية مفصلة بعناية أساسها فهم عميق للقرّاء.
وزاد بأن الجائحة أثبتت أن القرّاء يبحثون عن مصادر للأخبار والمعلومات عن طريق الإنترنت، كما أن النشرات الإخبارية أصبحت جزء أساسيا من عمل غرفة الأخبار.
وبشأن مصير الصحافة الورقية في العالم، قال حميد إن الأزمات الاقتصادية تزيد من احتدام المشكلة بالنسبة للصحف؛ خاصة مع انخفاض دخلها من الإعلانات.
وفيما يتعلق في تاثير الجائحة على وسائل الإعلام والصحافة الورقية وغرف الأخبار في المنطقة العربية وتحديات التحوّل الرقمي لديها، قال حميد أن التحوّل الرقمي في المنطقة سيحتاج وقت أطول مقارنة مع كندا ودول العالم الغربي؛ لعدة أسباب منها عدم دخول المنطقة في مرحلة الجيل الخامس للإنترنت، إلى جانب تحديات أخرى تتعلق بصناعة الإعلام بالمنطقة.
ودعا القائمين على الصحافة الورقية الى التفكير بتلازم مساري الإصدار الرقمي والورقي ، مع التركيز على اشتراكات القرّاء وزيادتها من خلال تجويد المحتوى الصحفي الذي يجذبهم، وتطوير وتحديث مواقع وخدمات النسخ الرقمية للصحف، وإيجاد رؤية متفق عليها بين الحكومات للانتقال إلا الإعلام، والبحث عن نماذج العمل الناجحة في هذا السياق.
وشارك في اللقاء، صحفيات وصحفيون من الأردن ومصر، بحضور مديرة مشروع "النساء في الاخبار" فاطمة فرج.
--(بترا)