بعيني غراب عجوز ديوان شعري للشاعر هوشنك أوسي
القبة نيوز- عن دار "خطوط وظلال" في العاصمة الأردنيّة عمّان، وفي 78 صفحة من القطع المتوسّط، صدر ديوان شعري جديد للشاعر السوري هوشنك أوسي.
طوى الشاعر ديوانه على 37 قصيدة متفاوتة الأحجام، كتبها بين أعوام 2014 و2020، حيث يقيم في مدينة أوستند البلجيكيّة، المطلّة على بحر الشمال. لوحة الغلاف للفنان التشكيلي والشاعر الأردني محمد العامري. القصائد الموجودة في الديوان هي: "إعلان استقالة"، "بين معترضتين"، "ماراثون يومي"، "هشاشة"، "ألف عام من التأمّل"، "حجر أجوف"، "هامش ضائع"، "محاولات فاشلة"، "ربّما... لكن"، "لا شيء يستحق، لا شيء"، "تحرّش"، "خلاف بين عابرَين"، "دائماً"، "محاصر بين ثلاث ليالٍ"، "للبيع"، "المفقود"، "لا تشغل خيالكَ بهذا"، "شوارع"، "شمس منكوبة"، "حانة أبديّة"، كأس مهشّمة"، "مِن أتباع الرّيح"، "نازح"، "الرهين"، "صيّاد"، "نهر أخرس"، "غيب"، "تأمّل"، "وحشة"، "عزلة"، "حقيبة مليئة بالغيوم"، "حقيبة أخرى مليئة بالغيوم"، "قمر دجّال"، "مستشفى"، "نبذة"، "استرح من عشقكَ أيّها القتيل"، و"ما كلُّ هذا الرحيل؟".
تغلب على هذه القصائد مواضيع الحرب، الحبّ، الأمكنة، الخيبة، الحياة، الموت...، بطريقة أقرب إلى التأمّل وإعادة النظر في الأشياء.
تجدر الإشارة إلى أن هوشنك أوسي من مواليد 1976، يكتب باللغتين الكرديّة والعربيّة. صدر له حتّى الآن ثمانية دواوين شعريّة، و"بعيني غراب عجوز" ديوانه التاسع. كما صدرت له روايتان: "وطأة اليقين.. محنة السؤال وشهوة الخيال" عن دار سؤال في بيروت سنة 2016، وفازت بجائزة كتارا للرواية العربيّة، فئة الروايات المنشورة سنة 2017، وترجمت إلى الإنكليزيّة والفرنسيّة. ورواية "حفلة أوهام مفتوحة" عن نفس الدار سنة 2018. له عملان روائيّان سيصدران قريباً.
تُرجمت نماذج من نصوصه الشعريّة إلى الانكليزيّة، الفرنسيّة، والهولنديّة. شارك في العديد من الملتقيات الأدبيّة والثقافيّة، داخل وخارج بلجيكا.
من أجواء الديوان نقرأ
استرح من عشقكَ أيّها القتيل
أتدري أن عينيكَ كهفان مليئان بالأخيلة المتصارعة؟
أتدري أنهُ كلّما أدرت ظهركَ للزّمن، أتت الطعناتُ من الأمكنة؟
أنينُكَ مرجُ غزلان.
صمتكَ حشودٌ من الأسئلة المتناسلة المتقاتلة.
أنتَ ريعُ الموتِ، وتجارةُ الحياة.
رصيدُكَ من الحبّ والعشيقات، يزيدُ ويفيضُ عن حاجة يومِ القيامة،
ويلهبُ المسافات، رغم كل هذه الخيبات والخسارات.
***
ليس لدي ما أسدُّ به جوع طريقٍ يحلمُ بالسفر.
أنا حجرٌ بركاني، عافتهُ الريحُ، مُذ عافتِ الظلالُ أشجارها.
ليس لدي ما أفتحُ بي أقفالَ الزّمن، وأفاتحُ بهِ سيرتي.
أنا أنقاضُ ليلٍ هاربٍ من حربٍ تلاحقه، مُذ بدأ البحرُ ملاحقة الشُّطآن.
لم يعد لدي ما اقتسمهُ مع الخيبة.
أنا وطنٌ أدمنَ الاغتراب.
***
إذا جنحت الدروبُ إلى الغرب، فاغرُبْ.
عن شروقِ الحكايةِ المسمومةِ، اغرُبْ.
من دنس الحكمةِ، وعن مواثيقِ الدّجل، اغرُبْ.
لا تكترث بفحيحِ الوقتِ، وصحيحِ الموتِ وكذبهِ، واغرُبْ.
أنتَ زيتُ الوجود.
إذا جنحتِ الحروبُ إلى الغروب، فاشرُقْ.
كعشبٍ نابتٍ في حناجرِ الضَّحايا.
وانهض نهوضَ العدمِ من مرضهِ، واغرُبْ.
***
ها هي تُحنّي لكَ شَعرها، باطنَ كفّيها، تحت إبطيها، شعرَ عانتها، وكاحل قدميها.
أحِطْها بما تُحيطُ السَّماءُ الأرضَ.
أحِطْها، فليست كلُّ المتونِ متونٌ، وكلُّ هوامشها متون.
أحِطْها بما يدورُ في خلدِ الكونِ من وساوسَ وظنون وشهوات، ولا تغفلْ عنها غفلةَ الجهاتِ عن أكناهها.
أحِطْها ولا تَحطّ من شأن قلبكَ والأخيلة.
أخيرُها أخيرُكَ، صغيرها كبيرُكَ. قليلها كثيرك.
خلجانها والصُّدوعُ، حتفكَ الذي ينتظركَ.
واريها بالنصوص، في النصوص.
دعها تستبيحكُ مجازاً مجازاً.
إن لاحتْ لكَ وهي تمتطي صهوةَ يقينكَ
استبقها بالظنون، وأغزُها تلًّةً تلَّة، كجيشٍ من النمل
وأسرابٍ من النحل.
ابقِ الفتيلَ مشتعلاً، وافتلْ الأمكنةَ على الأزمنة.
ولا تسترحْ من عشقكَ، أيّها القتيل.
طوى الشاعر ديوانه على 37 قصيدة متفاوتة الأحجام، كتبها بين أعوام 2014 و2020، حيث يقيم في مدينة أوستند البلجيكيّة، المطلّة على بحر الشمال. لوحة الغلاف للفنان التشكيلي والشاعر الأردني محمد العامري. القصائد الموجودة في الديوان هي: "إعلان استقالة"، "بين معترضتين"، "ماراثون يومي"، "هشاشة"، "ألف عام من التأمّل"، "حجر أجوف"، "هامش ضائع"، "محاولات فاشلة"، "ربّما... لكن"، "لا شيء يستحق، لا شيء"، "تحرّش"، "خلاف بين عابرَين"، "دائماً"، "محاصر بين ثلاث ليالٍ"، "للبيع"، "المفقود"، "لا تشغل خيالكَ بهذا"، "شوارع"، "شمس منكوبة"، "حانة أبديّة"، كأس مهشّمة"، "مِن أتباع الرّيح"، "نازح"، "الرهين"، "صيّاد"، "نهر أخرس"، "غيب"، "تأمّل"، "وحشة"، "عزلة"، "حقيبة مليئة بالغيوم"، "حقيبة أخرى مليئة بالغيوم"، "قمر دجّال"، "مستشفى"، "نبذة"، "استرح من عشقكَ أيّها القتيل"، و"ما كلُّ هذا الرحيل؟".
تغلب على هذه القصائد مواضيع الحرب، الحبّ، الأمكنة، الخيبة، الحياة، الموت...، بطريقة أقرب إلى التأمّل وإعادة النظر في الأشياء.
تجدر الإشارة إلى أن هوشنك أوسي من مواليد 1976، يكتب باللغتين الكرديّة والعربيّة. صدر له حتّى الآن ثمانية دواوين شعريّة، و"بعيني غراب عجوز" ديوانه التاسع. كما صدرت له روايتان: "وطأة اليقين.. محنة السؤال وشهوة الخيال" عن دار سؤال في بيروت سنة 2016، وفازت بجائزة كتارا للرواية العربيّة، فئة الروايات المنشورة سنة 2017، وترجمت إلى الإنكليزيّة والفرنسيّة. ورواية "حفلة أوهام مفتوحة" عن نفس الدار سنة 2018. له عملان روائيّان سيصدران قريباً.
تُرجمت نماذج من نصوصه الشعريّة إلى الانكليزيّة، الفرنسيّة، والهولنديّة. شارك في العديد من الملتقيات الأدبيّة والثقافيّة، داخل وخارج بلجيكا.
من أجواء الديوان نقرأ
استرح من عشقكَ أيّها القتيل
أتدري أن عينيكَ كهفان مليئان بالأخيلة المتصارعة؟
أتدري أنهُ كلّما أدرت ظهركَ للزّمن، أتت الطعناتُ من الأمكنة؟
أنينُكَ مرجُ غزلان.
صمتكَ حشودٌ من الأسئلة المتناسلة المتقاتلة.
أنتَ ريعُ الموتِ، وتجارةُ الحياة.
رصيدُكَ من الحبّ والعشيقات، يزيدُ ويفيضُ عن حاجة يومِ القيامة،
ويلهبُ المسافات، رغم كل هذه الخيبات والخسارات.
***
ليس لدي ما أسدُّ به جوع طريقٍ يحلمُ بالسفر.
أنا حجرٌ بركاني، عافتهُ الريحُ، مُذ عافتِ الظلالُ أشجارها.
ليس لدي ما أفتحُ بي أقفالَ الزّمن، وأفاتحُ بهِ سيرتي.
أنا أنقاضُ ليلٍ هاربٍ من حربٍ تلاحقه، مُذ بدأ البحرُ ملاحقة الشُّطآن.
لم يعد لدي ما اقتسمهُ مع الخيبة.
أنا وطنٌ أدمنَ الاغتراب.
***
إذا جنحت الدروبُ إلى الغرب، فاغرُبْ.
عن شروقِ الحكايةِ المسمومةِ، اغرُبْ.
من دنس الحكمةِ، وعن مواثيقِ الدّجل، اغرُبْ.
لا تكترث بفحيحِ الوقتِ، وصحيحِ الموتِ وكذبهِ، واغرُبْ.
أنتَ زيتُ الوجود.
إذا جنحتِ الحروبُ إلى الغروب، فاشرُقْ.
كعشبٍ نابتٍ في حناجرِ الضَّحايا.
وانهض نهوضَ العدمِ من مرضهِ، واغرُبْ.
***
ها هي تُحنّي لكَ شَعرها، باطنَ كفّيها، تحت إبطيها، شعرَ عانتها، وكاحل قدميها.
أحِطْها بما تُحيطُ السَّماءُ الأرضَ.
أحِطْها، فليست كلُّ المتونِ متونٌ، وكلُّ هوامشها متون.
أحِطْها بما يدورُ في خلدِ الكونِ من وساوسَ وظنون وشهوات، ولا تغفلْ عنها غفلةَ الجهاتِ عن أكناهها.
أحِطْها ولا تَحطّ من شأن قلبكَ والأخيلة.
أخيرُها أخيرُكَ، صغيرها كبيرُكَ. قليلها كثيرك.
خلجانها والصُّدوعُ، حتفكَ الذي ينتظركَ.
واريها بالنصوص، في النصوص.
دعها تستبيحكُ مجازاً مجازاً.
إن لاحتْ لكَ وهي تمتطي صهوةَ يقينكَ
استبقها بالظنون، وأغزُها تلًّةً تلَّة، كجيشٍ من النمل
وأسرابٍ من النحل.
ابقِ الفتيلَ مشتعلاً، وافتلْ الأمكنةَ على الأزمنة.
ولا تسترحْ من عشقكَ، أيّها القتيل.