سفيرة أمريكا تكشف عن أسرار لأول مرة بشأن المكالمة التي قد تسبب في عزل ترامب
القبة نيوز-كشفت السفيرة الأمريكية لدى أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، أسرار لأول مرة بشأن المكالمة التي قد تكون سببا في عزل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وكيف أنه وجه لها تهديدات قوية لأنها وقفت ضده.
ونشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تقريرا حول الشهادة السرية، التي تقدمت بها يوفانوفيتش، إلى لجنة التحقيق التابعة لمجلس النواب الأمريكي، بشأن الانتهاكات التي قام بهاترامب، واستعانته برئيس أوكرانيا للتخلص من منافسه الديمقراطي في الانتخابات ونائب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن.
وخلال جلسة الشهادة التي استمرت لنحو 9 ساعات كاملة، روت التفاصيل والأسرار الكاملة، لما وصفتها بالفترة الكارثية، التي شن فيها رودي جولياني، محاميترامبوعدد من حلفائها حملة ضغط واسعة النطاق عليها، والتي انتهت بإقالتها من منصبها مايو/أيار الماضي.
وقالت السفيرة الأمريكية: "قال لي مسؤول أوكراني صراحة، عند فتح عملية التحقيق مع جو بايدن ونجله، والضغط الأمريكي في هذا الاتجاه: احم ظهرك، هناك الكثير من يرغبون في إسقاطك".
طريقة سافرة
وعلقت يوفانوفيتش على المكالمة التي أجراها ترامب مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، قائلة: "شعرت بالدهشة والصدمة والفزع، عند سماعي نسخة تلك المكالمة، كيف يمكن أن يصف رئيس أمريكا سفيرة بلاده بالشخصية السيئة، وتمر بظروف صعبة".
وتابعت: "لقد صدمت، كيف يشوه رئيس دبلوماسي في بلاده ويمثل بلاده بتلك الطريقة السافرة، أمام شخص أجنبي".
وأوضحت أنه تم استدعائها من العاصمة الأوكرانية كييف، بعدما شن جولياني حملة ضغط واسعة لدى المسؤولين الأوكرانيين للتحقيق في مزاعم فساد بايدن وابنه هنتر، ثم وجه الحملة ضدي بعدما رفضت الانخراط معه فيها.
وتابعت قائلة: "جولياني كان يسعى بكل قوة للعثور على أي أدلة تضر بنائب الرئيس السابق جو بايدن، وكان يغلف كل ما يفعله بغموض غريب".
واستمرت: "في نوفمبر أو ديسمبر الماضي، أبلغني مسؤولون أوكرانيون بشكل واضح أن جولياني يتصل مع يوري لوتسينكو المدعي العام السابق في أوكرانيا، ولديه خطط ما يسعى لتنفيذها بشأن جو بايدن وابنه هنتر".
واستطردت:"قال لي المسؤولين الأوكرانيين بعدها: احم ظهرك، فجولياني وترامب لا يحبون طريقة تعاملك مع القضية، وربما يتطلعون إلى إيذاءك بطريقة ما".
وقالت يوفانوفيتش إنها شعرت بأنها لا تستطيع اتباع هذه النصيحة كمسؤول حكومي غير حزبي.
وردت السفيرة الأمريكية على تساؤلات لجنة التحقيق، قائلة: "كنت شوكة في خاصرة خططهم بأوكراني، فعمدوا إلى فصلي".
الدعم المفقود
وأضافت: "الحملة التي نظمها ترامب ضدي، شوهت سمعتي كسفيرة ذات مصداقية، أردت من وزير الخارجية مايك بومبيو أن ينتصر لي، ولكنه لم يصدر أي بيان".
وكان مايكل مكينلي، كبير المستشارين السابق لوزير الخارجية مايك بومبيو، قد قال في التحقيق إنه أوصى بإصدار بيان دعم لماري يوفانوفتش سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى أوكرانيا، لكن قيل له إن بومبيو قرر "أن من الأفضل عدم فعل ذلك... في هذا الوقت".
وأضاف وفقا للنص الذي نشرته لجان التحقيق في مجلس النواب "توقيت استقالتي كان نتيجة واقعتين أثارتا مخاوف بالغة لدي: تقاعس وزارة الخارجية، من وجهة نظري، عن تقديم الدعم لموظفي الخدمة الخارجية الذين شملهم تحقيق المساءلة، وثانيا بسبب ما يبدو أنه استغلال لسفرائنا في الخارج لدعم سياسات محلية".
وكان مجلس النواب الأمريكي قد أقر في تصويت "تاريخي"إجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما وافق مجلس النواب الأمريكى على تشريع يجيز عقد جلسات استماع عامة في إطار التحقيقات بشأن عزل الرئيس دونالد ترامب.
وبدوره، قال البيت الأبيض تعليقا على قرار مجلس النواب الأمريكي، إن "الديمقراطيين لم يفعلوا أي شيء، إلا الانتهاك الصارخ غير المقبول للوائح وقوانين مجلس النواب، بمضيهم قدما في إجراءات العزل". بحسب "رويترز".
وأضاف البيت الأبيض: "الرئيس ترمب لم يرتكب أي خطأ والديمقراطيون يعلنون ذلك".
وأوضح البيت الأبيض: "الإجراءات حول المحاكمة البرلمانية غير المشروعة لا تضر الرئيس وإنما الشعب".
ويواجه ترامب تحقيقا بهدف مساءلته عن اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لحثه على التحقيق مع أسرة "بايدن" بشأن عمل هنتر مع مجموعة بوريزما الأوكرانية للطاقة.
وتجري اللجان التي يرأسها الديمقراطيون تحقيقا يتركز على طلب ترامب من الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي أن يحقق في تصرفات نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وهو من المرشحين الديمقراطيين البارزين في انتخابات الرئاسة وابنه هنتر بايدن الذي كان عضوا في مجلس إدارة شركة غاز أوكرانية.
ويحظر قانون الانتخابات الأمريكية على المرشحين قبول مساعدات أجنبية في الانتخابات.
وفي إطار التحقيق يتحرى النواب ما إذا كان ترامب حجب مساعدات أمنية قدرها 391 مليون دولار إلى أن يعلن زيلينسكي التزامه بإجراء تحقيق كما يتحرون صحة افتراض بأن أوكرانيا وليس روسيا هي التي تدخلت في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016.