"ديربي" سعيد والقروي .. كيف استقبل الشارع التونسي المناظرة؟
القبة نيوز- بينما كانت تشير الساعة إلى التاسعة من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي التونسي (20.00 تغ)، امتلأت مقاهي في العاصمة عن آخرها لمتابعة مناظرة تلفزيونية غير مسبوقة بين المتنافسين على الرئاسة، رجل الأعمال نبيل القروي، وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيد.
تحدث المرشحان عن عدة قضايا مهمة تشغل الشارع التونسي، في محاولة أخيرة منهما لاجتذاب الأصوات في الانتخابات التي ستجرى داخل الدولة غدا الأحد.
وتفاعل المتابعون الذين رصدتهم "سكاي نيوز عربية" مع الحدث، وقال بعضهم إن هذا التفاعل "يحدث فقط في مباريات كرة القدم"، وتحديدا في مباريات الديربي.
وكان المرشح المستقل قيس سعيد قد نال 18,4 في المئة من الأصوات، بينما حل نبيل القروي، مؤسس حزب "قلب تونس"، ثانيا مع 15,5 في المئة، وذلك في الدورة الأولى التي أسفرت نتائجها عن الإعادة بينهما، بعد تقدمهما على مرشحين عن الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد.
بدأت حدة المناظرة تنعكس على الشارع، عندما تعهد القروي، بتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في "الجهاز السري لحركة النهضة الإخوانية"، مما أثار حفيظة خصمه سعيد.
وقال القروي، خلال المناظرة الرئاسية التي أجريت قبل ساعات من دخول الصمت الانتخابي حيز التنفيذ: "سأشكل لجنة قضائية للتحقيق في جهاز النهضة السري".
لكن خصمه سعيد سارع بالرد على خصمه، قائلا إن اقتراحه "مخالف للدستور التونسي".
وأشار القروي إلى أن اليساري الشهير شكري بلعيد، أحد ضحايا عمليات اغتيال جهاز النهضة السري، كان محاميه الخاص، ومن أجل ذلك هو يقترح تشكيل محكمة مختصة في هذه القضية، يتم توفير الإمكانيات اللازمة لعملها ثم "يسلم الملف إلى القضاء لاتخاذ ما يلزم من قرارات"، بعد 6 أشهر.
ويعلّق أحمد مبارك (64 عاما) وهو متقاعد عن العمل، على رأي المرشحين فيما يتعلق بهذه القضية، قائلا: "أنا أؤيد اليسار، فلم أرشح سعيد أو القروي في الجولة الأولى، لكن في الثانية سأرشح القروي لأن سعيد غير واضح تماما، هكذا يتهرب من الأسئلة".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "مرة أخرى يظهر سعيد في مناظرة تلفزيونية تفاعلية، دون أن يجيب بوضوح على عدة أسئلة طرحت عليه، اتسمت بعض إجاباته الأخرى بالغموض، وهذا يعد غير مقبول بالنسبة لمرشح للرئاسة".
"هروب من الواقع"
وتابع: "كان دائما يهرب من الأسئلة، أتذكر إجابته في مناظرة سابقة أيضا على سؤال بشأن ما إذا كان سيعيد علاقات تونس مع سوريا، بقوله: (نعم سأعيدها لكن مع الدولة وليس النظام)، وعلى هذا المنوال هرب من الإجابة على أسئلة تتعلق عن رأيه في الأوضاع الحالية في ليبيا والجزائر".
ومضى يقول: "هو يدلي بإجابات بعيدة تماما عن الواقع. على عكس نبيل القروي.. القروي لم يسرق، لكنه لم يدفع الجباية، أنا لا أدافع عنه لكن هذه هي الحقيقة".
واستطرد قائلا: "القروي لديه رؤية وبرنامج، قادر على جذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل. وفي المقابل لا نجد برنامجا لسعيد إلا الرجوع إلى الوراء".
وكان القضاء التونسي قد أوقف القروي، في 23 من أغسطس الماضي، بتهمة غسل الأموال والتهرب الضريبي. وقررت محكمة النقض إطلاق سراحه، الأربعاء الماضي، ليدخل مباشرة في حملته.
تصفيق وتهليل
وعند طرح أسئلة عن الوضع الاقتصادي والعلاقات مع إسرائيل وحل الأزمة الليبية، ازدادت حدة المناظرة، وتفاعل المتلقون على المقاهي معها، فأخذ بعضهم يصفق ويهلل وكأن مرشحه المفضل أحرز هدفا في خصمه.
وتحدثت سيدة تونسية رفضت الإفصاح عن هويتها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، قائلة: "أنا رشحت سعيد، وسأرشح سعيد بعد هذه المناظرة، مقتنعة به وببرنامجه".
أما عصام (21 عاما) الذي يعمل في العاصمة تونس، فوقف بالقرب من أحد المقاهي في شارع الحبيب بورقيبة، يراقب المناظرة من بعيد، وقال لموقع سكاي نيوز عربية إنه لم يشارك في الدورة الأولى، ويبدو الأمر كذلك في الدورة الثانية، نظرا لتسجيله الانتخابي في ولاية نائية عن مكان عمله.
ومن مشاهدات عصام عن الوضع الانتخابي، قال: "الكبار يحبون القروي، إنما الشباب يفضلون سعيد".
زيادة الاستقطاب
وفي نهج متفرع من شارع الحبيب بورقيبة، تحدثت مديرة اتصالات في بنك فرنسي (45عاما) لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلة: "أنا رشحت عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع في المرحلة الأولى، وبعد هذه المناظرة سأرشح مجبورة نبيل القروي".
وشرحت قرارها بالقول: "هذا ليس حبا في القروي، لكني لا أريد مرشحا تؤيده حركة النهضة التي عملت على توسيع حالة الاستقطاب في الشارع التونسي".
ويبدو أن "الغموض" هو السبب الذي يتفق عليه المعترضون على سعيد، إذ قالت: "أشعر بالقلق من صعود سعيد. هو مثقف ومعروف بالنزاهة، لكنه لا يتحدث بصراحة، إذ نشعر وكأنه منغلق على نفسه، فكيف سيقيم علاقات خارجية مع الدول الأخرى. لا نعرف برنامج سعيد فيما يخص التعليم والمرأة. لا أريد أن نعود بتونس إلى الوراء".
ويلقى سعيد دعما من حركة النهضة الإخوانية، التي حلت أولا في الانتخابات النيابية، الأحد الماضي. وفي المقابل يشدد القروي على أنه لن يتحالف مع "الإسلاميين".
وفي مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيونية خاصة، الخميس الماضي، اتهم القروي منافسه بأنه "أحد أضلع" حزب النهضة، وقال إن سعيد هو "ذراع من أذرع النهضة، مثلما كان المنصف المرزوقي". وفي المقابل أكد سعيد على استقلاليته والنأي بنفسه عن الأحزاب.
سكاي نيوز عربية
تحدث المرشحان عن عدة قضايا مهمة تشغل الشارع التونسي، في محاولة أخيرة منهما لاجتذاب الأصوات في الانتخابات التي ستجرى داخل الدولة غدا الأحد.
وتفاعل المتابعون الذين رصدتهم "سكاي نيوز عربية" مع الحدث، وقال بعضهم إن هذا التفاعل "يحدث فقط في مباريات كرة القدم"، وتحديدا في مباريات الديربي.
وكان المرشح المستقل قيس سعيد قد نال 18,4 في المئة من الأصوات، بينما حل نبيل القروي، مؤسس حزب "قلب تونس"، ثانيا مع 15,5 في المئة، وذلك في الدورة الأولى التي أسفرت نتائجها عن الإعادة بينهما، بعد تقدمهما على مرشحين عن الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد.
بدأت حدة المناظرة تنعكس على الشارع، عندما تعهد القروي، بتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في "الجهاز السري لحركة النهضة الإخوانية"، مما أثار حفيظة خصمه سعيد.
وقال القروي، خلال المناظرة الرئاسية التي أجريت قبل ساعات من دخول الصمت الانتخابي حيز التنفيذ: "سأشكل لجنة قضائية للتحقيق في جهاز النهضة السري".
لكن خصمه سعيد سارع بالرد على خصمه، قائلا إن اقتراحه "مخالف للدستور التونسي".
وأشار القروي إلى أن اليساري الشهير شكري بلعيد، أحد ضحايا عمليات اغتيال جهاز النهضة السري، كان محاميه الخاص، ومن أجل ذلك هو يقترح تشكيل محكمة مختصة في هذه القضية، يتم توفير الإمكانيات اللازمة لعملها ثم "يسلم الملف إلى القضاء لاتخاذ ما يلزم من قرارات"، بعد 6 أشهر.
ويعلّق أحمد مبارك (64 عاما) وهو متقاعد عن العمل، على رأي المرشحين فيما يتعلق بهذه القضية، قائلا: "أنا أؤيد اليسار، فلم أرشح سعيد أو القروي في الجولة الأولى، لكن في الثانية سأرشح القروي لأن سعيد غير واضح تماما، هكذا يتهرب من الأسئلة".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "مرة أخرى يظهر سعيد في مناظرة تلفزيونية تفاعلية، دون أن يجيب بوضوح على عدة أسئلة طرحت عليه، اتسمت بعض إجاباته الأخرى بالغموض، وهذا يعد غير مقبول بالنسبة لمرشح للرئاسة".
"هروب من الواقع"
وتابع: "كان دائما يهرب من الأسئلة، أتذكر إجابته في مناظرة سابقة أيضا على سؤال بشأن ما إذا كان سيعيد علاقات تونس مع سوريا، بقوله: (نعم سأعيدها لكن مع الدولة وليس النظام)، وعلى هذا المنوال هرب من الإجابة على أسئلة تتعلق عن رأيه في الأوضاع الحالية في ليبيا والجزائر".
ومضى يقول: "هو يدلي بإجابات بعيدة تماما عن الواقع. على عكس نبيل القروي.. القروي لم يسرق، لكنه لم يدفع الجباية، أنا لا أدافع عنه لكن هذه هي الحقيقة".
واستطرد قائلا: "القروي لديه رؤية وبرنامج، قادر على جذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل. وفي المقابل لا نجد برنامجا لسعيد إلا الرجوع إلى الوراء".
وكان القضاء التونسي قد أوقف القروي، في 23 من أغسطس الماضي، بتهمة غسل الأموال والتهرب الضريبي. وقررت محكمة النقض إطلاق سراحه، الأربعاء الماضي، ليدخل مباشرة في حملته.
تصفيق وتهليل
وعند طرح أسئلة عن الوضع الاقتصادي والعلاقات مع إسرائيل وحل الأزمة الليبية، ازدادت حدة المناظرة، وتفاعل المتلقون على المقاهي معها، فأخذ بعضهم يصفق ويهلل وكأن مرشحه المفضل أحرز هدفا في خصمه.
وتحدثت سيدة تونسية رفضت الإفصاح عن هويتها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، قائلة: "أنا رشحت سعيد، وسأرشح سعيد بعد هذه المناظرة، مقتنعة به وببرنامجه".
أما عصام (21 عاما) الذي يعمل في العاصمة تونس، فوقف بالقرب من أحد المقاهي في شارع الحبيب بورقيبة، يراقب المناظرة من بعيد، وقال لموقع سكاي نيوز عربية إنه لم يشارك في الدورة الأولى، ويبدو الأمر كذلك في الدورة الثانية، نظرا لتسجيله الانتخابي في ولاية نائية عن مكان عمله.
ومن مشاهدات عصام عن الوضع الانتخابي، قال: "الكبار يحبون القروي، إنما الشباب يفضلون سعيد".
زيادة الاستقطاب
وفي نهج متفرع من شارع الحبيب بورقيبة، تحدثت مديرة اتصالات في بنك فرنسي (45عاما) لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلة: "أنا رشحت عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع في المرحلة الأولى، وبعد هذه المناظرة سأرشح مجبورة نبيل القروي".
وشرحت قرارها بالقول: "هذا ليس حبا في القروي، لكني لا أريد مرشحا تؤيده حركة النهضة التي عملت على توسيع حالة الاستقطاب في الشارع التونسي".
ويبدو أن "الغموض" هو السبب الذي يتفق عليه المعترضون على سعيد، إذ قالت: "أشعر بالقلق من صعود سعيد. هو مثقف ومعروف بالنزاهة، لكنه لا يتحدث بصراحة، إذ نشعر وكأنه منغلق على نفسه، فكيف سيقيم علاقات خارجية مع الدول الأخرى. لا نعرف برنامج سعيد فيما يخص التعليم والمرأة. لا أريد أن نعود بتونس إلى الوراء".
ويلقى سعيد دعما من حركة النهضة الإخوانية، التي حلت أولا في الانتخابات النيابية، الأحد الماضي. وفي المقابل يشدد القروي على أنه لن يتحالف مع "الإسلاميين".
وفي مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيونية خاصة، الخميس الماضي، اتهم القروي منافسه بأنه "أحد أضلع" حزب النهضة، وقال إن سعيد هو "ذراع من أذرع النهضة، مثلما كان المنصف المرزوقي". وفي المقابل أكد سعيد على استقلاليته والنأي بنفسه عن الأحزاب.
سكاي نيوز عربية