facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

التنافسية في التعليم

التنافسية في التعليم
د. عزت جرادات

القبة نيوز-  حاولت جادا في التمعن في عناوين نتائج مؤشر التعليم (انفوغراف) العربية، أبراز تصنيف الدول العربية عالميا وعربيا ، فالدول تتنافس فيما بينها لتحقيق أعلى جودة تعليمية على أرض الواقع أكثر مما هو على قوائم التنافسية، ففي هذا العصر أصبح السباق بين الأمم في مجال التعليم لا في ميدان السلاح.


* اعتمد مؤشر جودة التعليم (2019) اثني عشر معياراً ، تميل في معظمها لصالح الدول التي تحرص على توفير البيئة التحتية والكفاءة الاقتصادية، والنشاط التجاري بالإضافة إلى مستوى حزمة الخدمات الاجتماعية متمثلة بالتعليم والرعاية الصحية والتدريب وأخيراً، التكنولوجيا والابتكار .

* كان من البديهي إن تأتي(سويسرا) في طليعة الدول عالميا، لتتصدر الدول العشر الأولى على الترتيب: سويسرا،سنغافورة، فنلندا، هولندا، أمريكا، قطر، كندا، نيوزيلالند، الإمارات، والدنمارك وكنا في معظم منتدياتنا، محليا وعربيا ، نشيد بالتجربة الدنماركية والفنلندية زالسنغافورية والهولالندية على وجه التحديد أكثر من غيرها من التجارب أو الأنظمة التربوية ، ربما لأوجه تشابه عديدة بين هذه الدول وبعض الدول العربية سكانيا وبيئيا وموارد بشرية وطبيعية فهي اعتمدت الاستثمار في التعليم والإنسان من اجل المستقبل.

* ومن أهم ما أدركته تلك الدول في نظمها التربوية فعالية المنظومة الرباعية في التعليم، التي تبدأ بجودة التعليم على ارض الواقع، أي في مختبر إعداد الإنسان، وهو المدرسة وأدوارها في جعل التعليم ( رحلة ممتعة للطلبة) فيؤدي ذلك إلى الإبداع التعليمي الذي يقوم على تفاعل تبادلي بين المعلم وطلبته في عملية التعلّم والتعليم ؛ فيتجه الطلبة إلى مجال الابتكار في الأفكار والمشاريع، ليكونوا مؤهلين وقادرين على ( التنافسية) محليا وعالميا، فتكون المنظومة الرباعية:

جودة في التعليم، فإبداع في فعاليته، فابتكار لدى طلبته، فتنافسيه لدى الطلبة.

* فثمة مفهوم جديد للتنافسية بتمثل بالبعد العالمي وليس بالمحلي أو الإقليمي، إذا ما أريد للتنافسية أن تكون عنواناً لمستقبل الطلبة الخريجين، ولذا فأن التنافسية في المجال العربي، وفي هذا الزمن تحديداً، ليست بذات المعنى. فقد أبرزت وسائط التواصل الاجتماعي ترتيب الدول العربية فيما بينهما على ذلك التصنيف التعليمي لعام (2019)ن فهو تنافس غير مطلوب:

- إذ أن التنافسية تكون نحو التقدم العالمي، وتحقيق مكانة على السلم العالمي للتصنيف.

- إن الإنسان العربي يواجه مستقبلاً توأمه المهارات الفكرية والتكنولوجية والإبداعية وهذا لا يتحقق في مجال تنافس عربي فحسب.

- إن المجموعة العربية غير متجانسة في البيئات والبيئات التحتية والإمكانات الاقتصادية والتقنية، فثمة مجموعة خارج التصنيفات العالمية لظروف الدمار والإرهاب والاستبداد ومجموعة تسمى مجموعات الوفرة وتحدي الدافعية لتعلّم وغالباً ما تكون في أدنى مستوياتها ومجموعة الإمكانات المحددة.. فيصبح التنافس العربي لا معنى له.

*ومع ذلك ، لابد من الإشادة بالدول الخمس التي حققت مواقع عالمية في ذلك المقياس، فدولة قطر(6) ودولة الإمارات (9) وجمهورية لبنان (23) ومملكة البحرين (33) والمملكة الأردنية الهاشمية (45).

الدستور

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير