الربيحات يكتب: وادي الأكراد .. واد بهيبة جبل
د. صبري الربيحات
القبة نيوز-للأحاديث التي تدور بين اهل السلط وجوارها مفردات خاصة. بعض الزوار قد يجدون صعوبة في فهم المعاني للمفردات والاسماء التي يستخدمها الاهالي. معرفة الاسماء وفهم مدلولاتها يساعد المستخدم على التكيف والاستمتاع بتجربة التفاعل ويكسبه الجنسبة الثقافية للمكان. في السلط حارة وواد وميدان وعين وسلالم وجادور وعشرات الاماكن والمعالم التي يعرفها السكان والمقيمون. السلطيون يعبرون عن امتعاضهم بالقول شي غاد اي انصرف او ابتعد.. ويستخدمون مفردة ابيش للتعبير عن عدم توفر المطلوب. ويتفنن الاهالي في استدعاء المفردات العتيقة للتعبير عن هويتهم وخصوصيتهم بالكثير من التفاخر والأنفة فقد يتعمد أحدهم استخدام كلمة مواعيني في إشارة الى التجهيزات او المستلزمات. الكثير من المفردات المستخدمة يتعلمها الأبناء داخل الأسرة والحي والعشيرة ولا يجد امتدادا لها في المدرسة والإعلام وبقية مؤسسات الإعداد والتنشئة الاخرى.
منذ ايام كان لي شرف تلبية دعوة صديق سلطي لإفطار رمضاني في مبنى تراثي في اقدم الاحياء الشعبية في المدينة. المقهى السياحي الجميل اصبح مقصدا للعديد من الزوار والاسر السلطية التي تعوده للاستمتاع بمزاياه وضيافته التقليدية المستوحاة من تاريخه وهويته التي تطل من كافة جنبات المكان.
إذا لم تكن من مواليد السلط او من طلبة مدرستها العريقة فقد لا تعرف عن قرب واد الاكراد . هذا المسمى يطلق على المنطقة التي تتقاسم جغرافيا المدينة مع المنطقة المقابلة لها والمسماة بالحارة. للواد الذي يشكل موطنا للعديد من العشائر السلطية المعروفة تاريخ وقصص ومبان وتراث والكثير من الروايات التي لم يسمع بها البعض.
في السوق السياحي الواقع في قلب البلدة القديمة تستطيع ان تستكشف السلط ماضيا وحاضرا وتقدر عبقرية اختيارها مكانا للسكن فالطقس معتدل والطبوغرافيا مؤنسة والجبال المحيطة تكسب الانسان شعورا خاصا بالراحة والأنس والطمأنينة التي قد لا يشعر بها في اماكن اخرى.
والتعلق الذي يظهره السلطيون بالمكان والألفة التي تحولت الى انتماء تحيط بك وانت تعبر جنباته وتولد لديك احاسيس تستعصي على الوصف. فلا تقف عند ان المنطقة مكون من المكونات التي اذكت تعلق الساكنين بالمسكن وزادتهم تشبثا به وبالتاريخ الذي يقف وراء التسمية والدلالات التي تلامس اطراف القدسية والوفاء والحنين.
في السلط اعتزاز بالواد والمدينة لا يعتريه الشك ووحدة شكلتها الطبوغرافيا والمصاهرة والائتلاف. فما أن يجتمع السلطيون او يشاركوا في احتفال او فرح حتى تنبعث في نفوسهم رغبة الانتظام في حلقات الدبكة التي ينضبط اداؤها على ايقاع كلمات رويزق العربيات وصوت عمر العبداللات في الأغنية الاكثر رواجا وتمثيلا للزهو والخيلاء السلطي الذي يحكي قصة الانسان والمكان ويؤكد على التنوع المفضي الى التكامل والغنى على طريق السلط.. ياما مشينا.. وان تعبت الرجلين نمشي ع ادينا ، وصولا الى لا حارة ولا اكراد.. لا جبل ولا واد .
واد الاكراد الذي أخذ اسمه من هوية قيادات الجند الذين اتخذوا من الواد موقعا لمخيمهم وهم يجهزون أنفسهم لدخول القدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي ما يزال مسكونا بزهو الانتماء ومتمثلا لبعض العادات المقدسية التي جرى إحياؤها هذا العام.
في السلط وواديها حيث عسكر الجند ورابط الجيش الذي نجح في استعادة شرف الامة وتحرير احد اكثر أماكنها قداسة ورمزية يقيم شباب السلط تكية جديدة ويتطلعون الى التوسع في احياء الكثير من المظاهر التي ترمز الى تماسك وتكافل الامة.
الدخول الى منطقة واد الاكراد لا يحدث بلا تداعيات وملاحقة فمهما تكن اهتماماتك وميولك وانشغالاتك فإنك لا تملك إلا أن تستسلم لسحر وارث المكان فتصمت علك تسمع بعضا من صهيل الخيل او أصوات القادة الذين خيموا في الوادي وهم يتفقدون الجند او يطلقون صيحات الحماس ودعوات النفور.
تحية للمدينة العتيقة واهلها وعشائرها وروحها التي تسللت الى وجدان كل اردني.
الغد
منذ ايام كان لي شرف تلبية دعوة صديق سلطي لإفطار رمضاني في مبنى تراثي في اقدم الاحياء الشعبية في المدينة. المقهى السياحي الجميل اصبح مقصدا للعديد من الزوار والاسر السلطية التي تعوده للاستمتاع بمزاياه وضيافته التقليدية المستوحاة من تاريخه وهويته التي تطل من كافة جنبات المكان.
إذا لم تكن من مواليد السلط او من طلبة مدرستها العريقة فقد لا تعرف عن قرب واد الاكراد . هذا المسمى يطلق على المنطقة التي تتقاسم جغرافيا المدينة مع المنطقة المقابلة لها والمسماة بالحارة. للواد الذي يشكل موطنا للعديد من العشائر السلطية المعروفة تاريخ وقصص ومبان وتراث والكثير من الروايات التي لم يسمع بها البعض.
في السوق السياحي الواقع في قلب البلدة القديمة تستطيع ان تستكشف السلط ماضيا وحاضرا وتقدر عبقرية اختيارها مكانا للسكن فالطقس معتدل والطبوغرافيا مؤنسة والجبال المحيطة تكسب الانسان شعورا خاصا بالراحة والأنس والطمأنينة التي قد لا يشعر بها في اماكن اخرى.
والتعلق الذي يظهره السلطيون بالمكان والألفة التي تحولت الى انتماء تحيط بك وانت تعبر جنباته وتولد لديك احاسيس تستعصي على الوصف. فلا تقف عند ان المنطقة مكون من المكونات التي اذكت تعلق الساكنين بالمسكن وزادتهم تشبثا به وبالتاريخ الذي يقف وراء التسمية والدلالات التي تلامس اطراف القدسية والوفاء والحنين.
في السلط اعتزاز بالواد والمدينة لا يعتريه الشك ووحدة شكلتها الطبوغرافيا والمصاهرة والائتلاف. فما أن يجتمع السلطيون او يشاركوا في احتفال او فرح حتى تنبعث في نفوسهم رغبة الانتظام في حلقات الدبكة التي ينضبط اداؤها على ايقاع كلمات رويزق العربيات وصوت عمر العبداللات في الأغنية الاكثر رواجا وتمثيلا للزهو والخيلاء السلطي الذي يحكي قصة الانسان والمكان ويؤكد على التنوع المفضي الى التكامل والغنى على طريق السلط.. ياما مشينا.. وان تعبت الرجلين نمشي ع ادينا ، وصولا الى لا حارة ولا اكراد.. لا جبل ولا واد .
واد الاكراد الذي أخذ اسمه من هوية قيادات الجند الذين اتخذوا من الواد موقعا لمخيمهم وهم يجهزون أنفسهم لدخول القدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي ما يزال مسكونا بزهو الانتماء ومتمثلا لبعض العادات المقدسية التي جرى إحياؤها هذا العام.
في السلط وواديها حيث عسكر الجند ورابط الجيش الذي نجح في استعادة شرف الامة وتحرير احد اكثر أماكنها قداسة ورمزية يقيم شباب السلط تكية جديدة ويتطلعون الى التوسع في احياء الكثير من المظاهر التي ترمز الى تماسك وتكافل الامة.
الدخول الى منطقة واد الاكراد لا يحدث بلا تداعيات وملاحقة فمهما تكن اهتماماتك وميولك وانشغالاتك فإنك لا تملك إلا أن تستسلم لسحر وارث المكان فتصمت علك تسمع بعضا من صهيل الخيل او أصوات القادة الذين خيموا في الوادي وهم يتفقدون الجند او يطلقون صيحات الحماس ودعوات النفور.
تحية للمدينة العتيقة واهلها وعشائرها وروحها التي تسللت الى وجدان كل اردني.
الغد