البطاينة : طاقة شابة في مواجهة الراكد المتراكم
القبة نيوز- قدم الشاب الاردني نضال فيصل البطاينه ، خلال الفترة القصيرة التي قضاها رئيسا لديوان الخدمة المدنية ، صورة نموذجية ، لطاقات الشباب الاردني ، اربعة اشهر كانت مليئة بالحيوية في الميدان التقى خلالها الشباب في مختلف انحاء المملكة ، واللقاءات الدورية الاسبوعية التي اقرها للمواطنين في مكتبه ، اتخذ جملة من القرارات التي اعتبرها مراقبون في غاية الاهمية منها ان شواغر القطاع الحكومي جرى حصرها والاعلان عنها بالكامل في فترة قياسية ، كانت تحتاج الى فترة طويلة في السابق ، قرارات جريئه غير مسبوقه اتخذها البطاينه في تلك الفتره منها ابطال تعيينات لم تنطبق عليها الشروط ثم انه وبحزم اعاد الاعتبار لاقدمية تقديم الطلب في الديوان الذي يعتبر مطلبا اساسيا للمتقدمين ، وهو ما شكل حيوية كبيرة في زخم الاعلانات والمقابلات في كافة دوائر الدولة لغايات التعيين ، يرى البعض في تولي البطاينه حقيبة العمل في تعديل حكومة الرزاز الثالث تخليا عن مجهودات مهمه قدمها البطاينه في الديوان ، لكن الرؤية المتطورة التي يحملها البطاينه نفسه ترتكز الى افق عملي وميداني شامل يقوم على تحريك الواقع باتجاه افكار ريادية تحتاج الى دور وصلاحيات اوسع . تتشابك تحديات التعليم والعمل والخدمة المدنية ، والتنمية والتشغيل وهي العقدة التراكمية التي شكل التعامل القطاعي معها احد اهم اسباب القصور في وضع الحلول ، البطاينه الذي يمتلك الحماس ويحوز خبرة اقليمية ومحلية في مواجهة مباشرة مع الواقع المؤرق لشباب الاردني عبر معضلة البطالة الاكثر تعقيدا منذ عقود ، رؤيته التي تعمقت خلال عمله في ديوان الخدمة المدنية حول القاعدة الرقمية والمعلوماتية الكبيرة هي احد الركائز الايجابية في بناء استراتيجية شاملة لتعامل مع واقع الحال .
اذا ما اتيحت الفرصة كاملة امام البطاينة لتوظيف كامل طاقاته وقدراته وفق رؤية شمولية تعاونية تدمج مابين ديوان الخدمة المدنية ووزارة العمل وكافة المؤسسات الحكومية التابعة لها خاصة التنموية والتدريبية منها بما يخدم القطاعين العام والخاص فاننا سنكون امام رؤية وطنية جريئة في الابداع والاداء القائم على التخطيط الشامل لجملة مؤسسات لابد لها من مواجهة مفتوحة مع الواقع يجري خلالها توظيف كامل طاقات هذه المؤسسات للوصول الى الضوء في اخر النفق الذي طال مكث الشباب الاردني فيه .
السلبية الكبرى التي تعيشها هذه المؤسسات خاصة التموية منها هي في غياب التخطيط الشامل الذي بات البطاينه مطالبا بتشكيل غرفة عمليات من اذرع وزارة العمل المختلفة خاصة المؤسسات الاقراضية التنموية التابعة لوزارة العمل ومديرية التشغيل اضافة الى مؤسسات تسويق الخبرات الاردنية هو المحك الذي يحتاج اليه الاردن اليوم ، وهو ما بات يشكله وزير العمل بصفته رئيسا لمجالس اداراتها بحكم كونه وزيرا للعمل مع ابقاء التنسيق في حده الاعلى مع ديوان الخدمة المدنية بعد تولي البطاينه نفسه رئاسة اللجنة العليا للخدمة المدنية التي تظم في عضويتها وزارة المالية والتربية والتعليم والخدمة المدنية ومؤسسات ذات علاقة اخرى .
اذا ما نجح البطاينه في تحفيز قوة البيروقراطية الوظيفية وبث الحيوية فيها ،بعد ركون وزارة العمل نفسها في السابق الى مهمات تنظيمية بحته فان من يعرف البطاينه جيدا وعمل معه يعرف انه يتمتع بفكر شامل ، وقدرة على الربط واتخاذ القرار وهي سمات كفيلة بتحريك الواقع وادارة الموقف على نحو مختلف تماما ، افكاره حول توظيف الطاقات البشرية والمالية المتاحة وخلق شراكات وتشبيك مع المؤسسات المختلفة ذات الصلة فعليا كانت اكبر من الاطار القانوني والنظري لمساحة وظيفية اثناء تواجده في ديوان الخدمة المدنية ، لكنه الان يمتلك الثقة والموقع الذي يمكنه من ادارة الواقع وفق اعلى درجات الالتزام بخطته ونظريته في الاداء الفعال .
النقد غير البناء والتركيز على ركام التحليل المبني على تعطيل قوة التفعيل الحقيقي للقدرات ، يحرم الاردنيين من البحث عن الاجابة المباشرة على تساؤولات كبيرة وهو ما يؤدي للوقوع في متاهات الكلام الكثير ، الذوات التي نقعت نفسها في ماء الانا لتشرع في تحليل الاخر ، والبقاء في اسر ما يسمونه غطرسة السلطة تجرد الاخرين في بلدنا من القدرة والشجاعة لتجاوز الواقع وتشرع ايضا في معالجات سطحية لوقف التحرك باتجاه المعالجة الواقعية .
اتوقع دورا غير مسبوق لشاب البطاينه في المساحة المعطاة له ، اذا ما اجادت الكوادر المؤسسية قراءة المنحى العملي لطبيعة الشاب الذي يحمل تجاوزا متزنا للواقع الرازح تحت رحمة الامية الرقمية والقصور العصري لادبيات الابداع الوظيفي ، للوصول الى فهم اوسع للعمل نفسه تحت قيادة وزير شاب يؤمن بالتكامل والحيوية والاداء التعاوني للوصول الى مرحلة الابداع وخلق الفرصة .