العنوسة في العالم العربي... وأسباب تزايدها
القبة نيوز-باتت ظاهرة التأخر في الزواج أو ما يعرف بـ"العنوسة" كابوسا يطارد الشبان والفتيات في العالم العربي، وزادت من حدتها الأزمات وضغوط الحياة والمجتمع.
ذكرت وكالة "الأناضول" التركية في تقرير لها أن المجتمعات العربية تعاني من مشكلة العنوسة بشكل كبير، حيث ارتفعت نسبتها في الفترة الأخيرة جراء عدة عوامل.
السعودية:
كشف تقرير نشرته صحيفة "عكاظ" عن نتائج دراسة أظهرتها إحصاءات صدرت عن وزارة التخطيط عام 2010 من ارتفاع كبير في نسبة العنوسة في السعودية.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 18 ألف حالة طلاق وقعت الأعوام السابقة، مقابل ستين ألف عقد زواج، وهو ما يشير إلى أن نسبة فشل الزواج تصل إلى 30 في المئة.
كما كشفت الدراسة أن عدد الفتيات العوانس في المملكة مرشح للتزايد من مليون ونصف المليون فتاة، إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة.
مصر:
وأشارت الأرقام، إلى أنه كلما ارتفع العمر من بعد 40 عاما، يقل انتشار "العنوسة" بينهم، بمعنى أن الفئة العمرية من 40- 44 عاما هى الأعلى فى أعداد غير المتزوجين مقارنة بالفئات العمرية التالية، مسجلة 141.684 ألف حالة، فيما انخفض هذا العدد فى الفئة العمرية من 45- 49 عام إلى 83.803 ألف حالة، أما فى الفئة العمرية من 50-54 عاما، بلغ عدد غير المتزوجين 67.224 ألف رجل وبلغ عدد غير المتزوجات في نفس الفئة العمرية 53.961 ألف حالة.
وأطلقت مجموعة من الشباب مؤخرا حملة على وسائل التواصل باسم "خليها تعنس"، بهدف مقاطعة الزواج، بسبب ارتفاع تكاليف الزواج والمهور والمطالبات غير المنطقية لبعض الأسر، وردا على تلك الحملة التى أثارت غضب الجنس الآخر، ودشن عدد من الفتيات حملة مضادة تحت عنوان "خليك جنب أمك"، و"خلّيه يخلل".
سوريا:
وبعد أن كانت أسباب العنوسة وتبريرات عدم الزواج تعود إلى الأعباء التي تلقى على الشبان مثل الهجرة والمهور المرتفعة وتكاليف الأعراس الباهظة ومسؤولية العائلات، جاءت الأزمة والحرب التي تعيشها سوريا لتزيد الأمر سوءاً.
وارتفع عدد الشباب العاطل عن العمل إلى 3 ملايين شاب سوري في الربع الأول من 2013، وهو رقم مرشح للارتفاع، فجميع هؤلاء الشباب غير قادرين على تحقيق طموحهم في الزواج، يضاف إليهم مئات آلاف الشباب الذين هاجروا البلاد، ناهيك عمن توفوا وأصيبوا بإعاقات دائمة.
العراق:
أظهرت الإحصائيات الأخيرة لمنظمات تعنى بشؤون المرأة ارتفاعمعدلات العنوسةفي العراق بعد أن بلغت نسبتها ما يقارب الـ70 في المئة.
ووفقا لتقرير أجرته قناة "العربية"، ارتفعت نسبة البطالة بين الشباب العراقيين الذين هم في سن الزواج إلى أرقام غير مسبوقة، الأمر الذي دفع الشبان إلى تفضيل المرأة العاملة لكي تساهم في الإنفاق.
وبحسب ممثلة هيئة الأمم المتحدة لشؤون المرأة في العراق،فرانسيز كاي، فإن واقع المرأة العراقية من الناحية الاقتصادية يواجه مشكلة كبيرة، فحسب إحصائيات منظمة العمل الدولية فإن 14% من النساء العراقيات فقط يعملن خارج البيت، وهذه النسبة هي الأقل على مستوى العالم، وهذا يعني أن المرأة العراقية لا تمتلك الاستقلالية، لأنها لا تمتلك دخلا خاصا بها.
وكشفت كاي أن "الواقع الاجتماعي للنساء العراقيات مازال صعبا، إذ إن 60% من النساء في هذا البلد— حسب كلامهن— تعرضن للعنف من قبل الأزواج"، وهذا أحد أسباب الطلاق والعزوف عن الزواج.