طلابنا في هنجاريا (بلادي وان جارت علي عزيزة)
القبة نيوز- بعد اكثر من اسبوعين من انطلاقة الفصل الدراسي الثاني في الجامعات الهنجارية ومغادرة غالبية الطلبة الاردنيين المبتعثين لتلك الجامعات في مختلف التخصصات والتحاقهم بدوامهم المعتاد جاء قرار وزارة التعليم العالي الاردنية ليشكل صدمة حقيقية للطلبة ولذويهم .
وتحديدا الطلبة الذين يوشكون على انهاء دراستهم الجامعية في مرحلة البكالوريوس مع نهاية هذا الفصل والذين حصل عدد كبير منهم على منح جامعية هناك لاستكمال دراساتهم العليا بحكم تفوقهم وتحقيقهم لشروط الترشيح في برنامج الدراسات العليا وفقا لمعايير تلك الجامعات وشروطها .
نعم ، فلقد جاء قرار وزارة التعليم العالي والذي وصل لكل منهم عبر البريد الالكتروني يطالبهم بالعودة فورا الى الاردن لتقديم امتحان مستوى للغة النجليزية في الجامعة الاردنية وذلك يوم الثالث والعشرين من شهر شباط الجاري كشرط اساسي لاعتماد قبولهم في برنامج الدراسات العليا في الجامعات الهنجارية .
علما بان الجامعات الهنجارية تعفي الطلبة الذين درسوا على مقاعدها و انهوا درجة البكالوريوس منها من التقدم لاي امتحان مستوى في اللغة الانجليزية في حال رغبتهم باستكمال دراستهم العليا في تلك الجامعات وفي كافة التخصصات .
وزارة التعليم العالي الاردنية اعتبرت كل من يتخلف عن تقديم الامتحان المذكور في موعده مستنكفا عن البعثة بغض النظر عن اي شهادات سابقة حصل عليها الطالب تؤهله او تحدد مستواه في اللغة الانجليزية .
مع العلم بان الجامعات الهنجارية قبلت ترشيح هؤلاء الطلبة بعد تحقيقهم لكافة المعايير والشروط التي تضعها تلك الجامعات والتي انهى معظمهم مرحلة البكالوريوس منها في برنامج دراسي امتد لسنوات يعتمد اللغة الانجليزية كلغة اساسية للدراسة و في دولة يتحدث غالبية سكانها باللغة الانجليزية .
الجامعات الهنجارية نفسها التي تتحمل كافة نفقات البعثة ومصاريفها من جهتها اعلمت طلابنا هناك بقبول ترشيحهم وان قرار التقدم لامتحان المستوى خاص بوزارة التعليم العالي الاردنية فقط ولا يشكل شرطا لدى الجامعة في قبول الترشيح . ترى اية عقلية فذة تفتق عنها هذا القرار ؟
ومن هي الجهة التي ستتحمل تكاليف سفرهم وعودتهم الباهظة مرة اخرى بعد اقل من اسبوعين من مغادرتهم ارض الوطن ؟
ومن سيعوضهم عما سيفوتهم من المحاضرات والعلم والمعرفة الذي سيتسبب بفقدانها غيابهم لارضاء وزارتنا العتيدة وصناع القرار فيها ؟
ومن سيحميهم من تبعات غيابهم القانونية عن جامعاتهم لغايات تنفيذ قرار التعليم العالي الذي يغامر يكل بساطة بمصيرهم ومستقبلهم ارضاء لقرار اتخذه مسؤول ما في الوزارة يجلس وراء مكتبه معتزا بنفوذه الجديد ولا يكلف نفسه عناء دراسة قراره المصان وابعاده والاثارالسلبية المترتبة عليه ؟
والى منى سيستمر بروز مثل هذه القرارات التي تتذرع بالقانون والتشريعات ولا تكلف نفسها عناء معالجة الخلل و العوار الموجود في كثير من تلك التشريعات او حتى مجرد الاشارة اليه ؟
هل من منتصر عادل لطلابنا ومستقبلهم في مطبخ القرار يعيد النظر بهذا الاجراء المجحف ويوقف المهزلة فبل حدوثها ويضع حدا للخسائر المتوقعة في الوقت والجهد والمال ويغلق الباب في وجه اللامبالاة والتخبط والفوضى التي سيعيشها الطلبة الاردنيون في هنجاريا لاسابيع قادمة جراء هذا القرار ؟
الطلبة الذين هيؤوا ظروفهم ورتبوها لمرحلة جديدة من حياتهم الدراسية وودعوا ذويهم معتزين باردنيتهم وعزيمتهم على التفوق والتخرج لخدمة وطنهم متسلحين بالارادة والطموح ،غادروا البلاد بعيد اجازتهم المعتادة وسط تهليل ودعاء الامهات والتحقوا بجامعاتهم يحذوهم الامل بالغد المشرق محصنين بالاحساس العالي بالمسؤولية والولاء .
الطلبة الاردنيون في هنجاريا يرددون اليوم بصوت واحد منذ سماعهم بالقرار :
بلادي وان جارت علي عزيزة .. واهلي وان ضنوا علي كرام ... ولكن الى متى !؟ بهاء فراس الخطيب طالب اردني / جامعة بيتش / هنجاريا
تابعوا القبة نيوز على 
