facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

خليل الرفوع يرثي الشھید معاذ الكساسبه 

خليل الرفوع يرثي الشھید معاذ الكساسبه 

القبة نيوز- كتب الـدكتور خلیل الرفوع قصيدة شعررية يرثي بها الشهيد معاذ الكساسبة 

أبوحُ بما لیسُ قلبيْ یبوحُ رَسِیْسًا منَ القوْلِ فِيَّ یلوحُ تصاعَدَ مثلَ البَخُور شفیعًا ففي كلِّ عِطْرٍ مُعَاذٌ یفوحُ وفي الشعْرِ صَدْحُ الأغاني ونعْيُ المُـغنِّي وفي الشِّعْـرِ نبضُ الحروفِ یُضِيْءُ المعانيْ لتحیا مُناهُ على وشْمِ نجمٍ یُطِلُّ بوجھِ معاذٍ یُرَى في السَّمَاءِ وفي الأرضِ نسرًا یُظلِّلُ دنیا تُسَمَّى الوطنْ سلامٌ على شَرَفِ الكبریاءِ نُرَتِّلُھ كلَّ فجرٍ إلیكَ بعیْنَیْكَ یا ابنَ الْلَظَى جمرُھا واشتعالاتُھا أیا باعثَ الصُّبحِ من لیْـلِـنَـا مِنْ غروبٍ ألِفْـنَا رَحَاهُ تدوْرُ علینا وتنثرنُا مثلَ ریْحِ الرَّمَادِ فیا أیھا السَّـیْـفُ سطِّرْ مُعَـاذًا

على وجھِ عُشَّاقِھِ خُضْرَةً من حقولِ الدَّوالي فأنتَ أریجٌ لھذا النَّدى أیُّھذا الفتى ، أبوانِ یَـزُفَّانِ قلبیْھِما للسماءِ معًا ھوَ ذاكَ الولیدُ وذاكَ الشھیدُ بدایَةُ تسبیْحةٍ وانتھاءُ قیامٍ بصوْتِ الإلھِ وصوتِ النشیجِ الشَّجِيِّ عزائمُ أیمانِھمْ : یا لثارتِ ھذا الرفیقِ البَھِيِّ . تُوَدِّعُھ نَظَرَاتُ الرفاقِ وعيٌّ تودِّعُ - مكْلوْمةً - سھمَھا مثْلَ قوْسٍ تَرِنُّ على نَزْعِ ریحانَةٍ منْ أریجِ غُصُونِ الثَّرى ومثلَ صلاةِ أبیھِ إذا اللیلُ أضناه ثم سَجَى یُنَاجِي الإلھَ بِـبِرٍّ تَھادى كصُبْحٍ تنفَّسَ من أمِّ موسى ھواهُ وأظمأَ منھُ فؤادًا تَرَوَّى منَ المُوجِعَاتِ وطیفِ حبیبٍ یُراودُ نَزْفَ الحشَى كُلَّما شَفَّ وَجْدٌ جدیدُ لكَ اللهُ والم تُسَعِّرُ أنوارَھا من مواكبِ مِشكاةِ مصباحھِ. فیا نارُ كوني سلامًا وبردًا علیھِ وكوني على مِعْـصمیھِ وُرُوْدًا ولُـفِّي الرجولَةَ بالغیْمِ حینَ النِّداءِ ورفْعِ یدیھِ وصلِّي علیھِ صلاةَ الوَدَاعِ فقدْ كانَ نفْحًا یَطِیْرُ بظلِّ الدُّعَاءِ فلمْ یُرَ إلا خُشُوعًا على عاشِقِیْھِ ولم یُرَ إلا شُمُوخًا على آسِرِیْھِ بسیطًا كقمحِ الجَنُوبِ طویلا كصَیْحةِ جعفَرْ ومن ماءِ عِفْرَا تعمَّدَ مثلَ المسیْحِ ومثلَ النَّھارِ الحزینِ لمؤتةَ منھُ الشھادةُ شھْدَا كما لھ منھا الحیاةُ فقد خَطَّ شَكْلَ اسْمِھِ في السماءِ صھیلا على زُرْقةِ البحرِ یطعنُ ظلمةَ أمواجھِ بكفَّـیْـھ حتى یُعیدَ الحیاةَ إلى مائھِ

كبیرًا كموج كرامتنا وبوحِ ھُیَامٍ تناثرَ مِسْكًا زكیّا على وجھِ ھذا الغروبِ الأخیرِ فطَھَّرَه من نجاسةِ فتنَةِ ذاكَ المُـلَوَّثِ بالسَّفْـكِ بالرِّجسِ بالسَّبْـي لا فرقَ بینَ دمٍ فاضَ أو بین ماءٍ أُرِیْقَ على زیغِ جھلِ الأمیرِ الطریدِ. یغالبُ سُمَّ الحیاةِ وحیدا ھناكَ وفي ثَغْـرِهِ سَكَـرَاتُ الھوى وبعضُ تباشیرِ آیاتِ ذِكْرٍ خَفِيٍّ وفي صدرهِ شَھْقَةٌ لا تُرَدُّ تُرفْرِفُ بین الحنینِ إلى سِربھِ وبینَ الحنینِ إلى نسَمَاتِ الخلودِ نبیًّا مضى واسعَ الخَطْوِ أبیضَ حتى التَّـداعي یَرَى الجمرَ وَرْدًا یَرَانا ، یَرَى حُمْرَة القیدِ فَتْحًا مُـبِـیْـنًا

سوادَ الوجوهِ جحیما خیوطَ الدُّخانِ طریقا إلى مُرْتَجى الرُّوحِ مأوىً ومثوىْ لھذا أرادَ الرحیلَ وحیدًا إلى سِدْرَةِ المُنتھى

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير