الحكومة والنواب على مائدة البكار
القبة نيوز- لا يبدو حتى اللحظة أن حكومة الدكتور هاني الملقي ستكون بعيدة عن نهج سابقاتها في التعاطي مع مختلف الملفات، بل ولا حتى في آلية بناء التعاون والتنسيق بينها وبين السلطات الأخرى.
العقلية هي ذاتها و النهج لا يحمل جديدا، فبدلا من أن يستفيد الرئيس الملقي من المهلة التي منحته إياها الارادة الملكية بتاجيل انعقاد الدورة العادية لمجلس الأمة الى السابع من تشرين ثاني المقبل، ويرتب اوراق حكومته و سبل تعاونها مع مجلس النواب عبر طرح برامج العمل التي سيسعى لتحقيقها و تقديم الرؤى حول مختلف القضايا، ها هو يحث الخطى على طريق أسلافه لبناء تلك العلاقة عبر موائد الطعام والولائم.
اليوم كان الرئيس الملقي على مائدة النائب خالد البكار بحضور عدد كبير من وزراء الحكومة و اعضاء مجلس النواب، وهي أولى الموائد وبالطبع لن تكون الأخيرة طالما ان الرئيس إختار التمهيد لعلاقته مع النواب عبر أمعائهم لا عبر التوافق و التعاون الذي تتطلبه المصلحة العامة.
كان المأمول برئيس الحكومة أن ينتهج طريقا آخر غير ذلك الذي سلكه أسلافه و أن نرى منه فعلا مختلف عن نهج الآخرين، لكنه حظ بلدنا الذي ما أن ينتهي من سلف أنهك ابناءه حتى يبدأ آخر بذات المسلك و ذات الطريق.
الرئيس الملقي الذي يعلم ان شعبية حكومته في الوسط النيابي غير مريحة الى حد قد يجعله واحدا من رؤساء قليلين شعروا بالقلق قبل التقدم لنيل ثقة مجلس النواب، يسعى بتلبية دعوة النائب البكار اليوم الى فتح خطوط وقنوات إتصال جديدة مع عدد من النواب خصوصا في أوساط النواب الجدد الذين لم تتكشف حتى اللحظة مواقفهم و توجهاتهم السياسية وهو ما يزيد في قلق الحكومة وتخوفاتها.
ويزيد من قلق الرئيس الانتقادات الكبيرة التي وجهت ولازال لتشكيلة حكومته الحالية والتي كان النواب الغائب الأبرز عن المشورة و المعرفة بآلية تشكيلها و أختيار أعضائها.
كان المطلوب أن يتقدم الرئيس الملقي ببرنامج عمل قوي و حقيقي وقابل للتنفيذ و ان ينزل هو واعضاء حكومته الى الميدان بشكل واقعي و ليس عبر برتوكولات شكليه و أن يتلمسوا هموم الشارع و أوجاعه و ان يسعوا الى خدمة المواطن بشكل حثيث وجاد، حتى يقنع النواب أنه أهلا للثقة ويكسب وقوفهم في صف حكومته ويضمن دعمهم لها.
أما نهج الولائم فهو نهج متذبذب سيضع الرئيس و حكومته تحت مزاج النواب و سيفتح الباب واسعا لباب علاقة نفعية تكون المصلحة العامة آخر هم أطرافها. جفرا