وزيـر التربية في مواجهة الشارع..لماذا؟

القبة نيوز: من وضع وزارة التربية والتعليم في وجه الحائط؟
كيف نهرب من أمام كرة الثلج المتدحرجة والتي كبرت بشكل يفوق حجمها الطبيعي، ولا يبدو أنها في طريقها إلى التوقف أو الذوبان؟ ولماذا لا يريد أحد إغلاق الملف؟ أو كيف يمكن القفز من فوقه والمضي قدما إلى الأمام؟ .
بداية دعونا نتفق على أن تعديل المناهج هي عملية مستمرة ولم تتوقف منذ تأسيس وزارة المعارف عام 1921، والتي أصبحت تسمى وزارة التربية والتعليم عام 1956، ولم تكن هذه التغييرات مثار شك أو قلق أو تأويل.
ثانية دعونا نصرح دون أن نلمح بلغة الإسقاط، بأن ثمة خلل في الماكينة الإعلامية لوزارة التربية والتعليم التي لم تلتقط الإشارات الأولى لولادة أزمة داخلية نتيجة لتسريب مشوه وغير دقيق لبعض التعديلات التي أجرتها الوزارة على المناهج الدراسية .
وكان الخلل الأكبر هو أن بعض التربويين ومن خلفهم أعضاء في الحكومة صبوا مزيدا من الزيت على النار المشتعلة بتصريحات لم تكن موفقة ولم تكن محسوبة النتائج ، كما هو الأمر بتصريح نائب رئيس الوزراء الدكتور جواد العناني بأن "بعض النصوص في المناهج القديمة تحثّ على التطرّف".
وواصلت الحكومة و إعلام الوزارة مخاطبة المواطنين والمعارضين بنفس اللغة القديمة وعبر نفس القنوات الرسمية المهترئة التي هي بالأصل غير مسموعة وغير مقروءة وغير مرئية، وكان مصطلح أن المعارضين للتعديلات مرتبطون بأجندات خارجية من أكثر الكلمات المستفزة حتى للذين لا علاقة لهم بمعركة تعديل المناهج.
فمنذ أن استخدم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي تعبير "زنقة ..زنقة" توقفت الناس عن التشكيك بأهلية وبوطنية المعارضين لسياسات الدولة، وباتت هذه المصطلحات مثيرة للضحك وتستخدم كنوع من الترفيه .
ولا تبدو التصريحات المتضاربة والمستمرة بين الوزارة ونقابة المعلمين في طريقها إلى التوقف، فصراع الأجنحة في الحكومة هو عامل تأجيج وتحريض لكل طرف من أطراف المشكلة، ولن تهدءا الحملة إلا باتفاق ضمني بين جميع الأطراف على ضرورة وضع كوابح أمام صخرة سيزيف التي تتدحرج من أعلى التلة.
ولكن الأهم أن تبادر الوزارة من طرفها بإغلاق الملف بإعلانها عن عودتها بالكامل إلى المناهج القديمة وتشكيل لجان محايدة من أكاديميين وتربويين لإعادة تقيم المناهج القديمة وتطويرها بحيث تشمل العملية جميع المناهج، التاريخ والثقافة الإسلامية والعلوم والرياضيات.
من غير المناسب أن تضع أجهزة الوزارة ( الإدارات المعنية بالأزمة ومعها الدائرة الإعلامية ) وزير التربية والتعليم في مواجهة الشارع وفي مواجهة النقابة، وينبغي على الفريق الذي يعمل مع الوزير أن يقوم بدوره بدلا من ترك الوزير يواجه الجميع لوحده.
وحان الوقت لإغلاق الملف والوقوف في وجه الفوضى.