الطيران منخفض التكاليف يرتقي بالعقبة
عادت عاصمة الاردن الاقتصادية للتألق بعد ان هوت في عهد ادارات سابقة ، فقد اعاد دولة الدكتور هاني الملقي العقبة لمرحلة الاقلاع منذ توليه قيادة سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وبعد ان كلفه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله بتشكيل حكومته بقيت العقبة في اولويات اجندات الحكومة .
نظر الكثير من الاردنيين لهذه الحكومة نظره على انها عقباوية من رئيسها الى عدد الوزراء الذين غادروا العقبة الى الدوار الرابع وكان اختيار معالي ناصر الشريدة لقيادة سلطة العقبة العاصمة الاقتصادية موفقا ليكمل مسيرة بداية الانطلاقة نحو تثبيت الانجازات وهنا لا اريد الحديث بعموميات ما تحقق فقط سأذكر صناعة السياحة الحقيقة التي تم وضع معداتها وآلياتها للحصول على منتجها الذي سيسعد الاردنيين بشكل عام والعقبة بشكل خاص وكان الخط الاعظم في تطوير هذه الصناعة هو البدء بتشغيل خطوط طيران جديدة من العقبة واليها بأسعار مخفضة ومنتظمة الى كل من بيروت والقاهرة وبعض الدول الاسكندنافية بالإضافة الى دعم صمود خط العقبة اسطنبول.
ان ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع شركات الطيران العالمية خاصة الاوروبية التي لديها استعداد جدي لتحريك مطار الملك حسين الدولي في العقبة بخطوط منتظمة ومنخفضة التكاليف بشكل قد لا يتخيله البعض فعلى سبيل المثال لدى بعض شركات الطيران رغبة ان تشغل خط طيران منخفض التكاليف بين العقبة ولندن اهم العواصم الاوروبية بتكلفة ذهاب واياب لا تتجاوز الخمسين دينار اردني ... الكثير من الشركات العالمية مستعدة لتوقيع عقود مع الجهات المختصة وعلى مستوى العالم لعمل رحلات منتظمة ومن عدة شركات في عدة دول لتسير رحلات من العقبة واليها ، الا ان هناك بعض المعيقات تفشل عملية زيادة خطوط الطيران من العقبة واليها وبأسعار مخفضة جدا وبشكل منتظم ولتوضيح هذا الموضوع يجب ان نميز بين من يقدم الخدمة في المطار وبين من يدير المطار فمطار الملك حسين الدولي يدار من قبل شركة تطوير العقبة كمبنى ومالك وشركة تطوير العقبة طورت هذا المطار على مراحل وقدمت البنية التحتية اللازمة بحيث يكون هذا المطار دوليا ويخدم منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بطريقة مرضية وعالمية ولديه كوادر وبنية تحتية كلفت الملايين وبأشراف مباشر من سلطة العقبة ومتابعة حثيثة من الحكومة ـ اما العائق الحقيقي والجانب المؤثر سلبا فهي الجهة الاخرى صاحبة العلاقة والاحتكار وهي الجهة التشغيلية شركة الملكية الاردنية فهي غير قادرة نهائيا على مواكبة تطور صناعة النقل الجوي الرافد الحقيقي للسواح من الخارج والداخل رغم كل الاجراءات التي اتخذتها سلطة العقبة وشركة تطوير العقبة والحكومة والتي كلفت مبالغ مالية عالية وجهود كبيرة ، الملكية الاردنية مزودة لخدمة الطيران وتحديدا الطيران منخفض التكاليف والذي يفضل ان لا يمكث على ارض المطار اكثر من ثلاثين دقيقة من لحظة هبوطه الى لحظة اقلاعه عاجزة عن مواكبة اي تطوير في هذا الموضوع وذلك للأسباب التالية :-
لا يوجد لدى الملكية الاردنية سلالم وادراج متحركة كافية لخدمة الطيران المنخفض التكاليف كما ان عملية مناولة الامتعة والحقائب غير مجهزة بكوادر واجهزة كافية لمواكبة اي تطور تحاول سلطة العقبة من خلاله ان توقع اتفاقات مع شركات طيران عالمية لرفد العقبة بخطوط طيران جديدة بالإضافة الى عدد الموظفين القليل في كادر الملكية الاردنية في مطار الملك حسين الدولي والاهم ان عملية تزويد الطائرات بالوقود ستكون عائق يمنع السلطة من المزيد من الاتفاقات وزيادة عدد الرحلات من والى مطار العقبة ، فرغم كل التعاون والتسهيل والدعم المادي الذي تقدمه كل من سلطة منطقة العقبة وشركة تطوير العقبة وهيئة تنشيط السياحة و التي تحملت رسوم المناولة واي رسوم اخرى تتقاضاها الملكية جراء خدماتها للطائرات الان ان الملكية تؤخر في النهوض بالعقبة .. فالى متى ستبقى الملكية الاردنية تتلقى كل هذا الدعم ومن كافة الجهات دون ان تفيد العقبة وهل دعم الملكية الاردنية ينطبق عليه القول ( النفخ في قربة مخزوقة ) ...
بقلم
عامر المصري