القبة نيوز-كتب الزميل ماهر ابو طير مقالا مثيرا للجدل حول انتقاد رؤساء الوزرات في الاردن جاء فيه .

- في الاردن لايوجد رئيس وزراء واحد يؤمن بحرية الرأي خصوصا اذا كانت حرية الرأي تعني نقده او نقد حكومته او حتى التصرف بحياد واتزان. هناك فرق كبير بين رؤساء الحكومات ورؤساء العصابات، غير ان هذا الفرق يتبدد سياسيا في العالم الثالث، وكل رئيس حكومة له عصابته، ولنقل جماعته من باب التلطيف.

من تجربتي كل رئيس حكومة تنتقده لايمكن ان يفهم ذلك باعتباره مجرد نقد لوجه الله، وهو بالضرورة سيسأل الى اي عصابة في البلد انت تنتمي..هل انت عضو في عصابة فلان التي تحاربه، او شلة علان التي تلاحقه، وفي احسن الحالات، قد يتم اتهامك بأنك محسوب على جناح في الديوان الملكي، وليس كل الديوان الملكي، او حتى جنرال عامل او متقاعد.

يفترض كل رئيس حكومة في الاردن، ان تنتمي الى المهنة فقط، وان يكون ميزانك اخلاقيا، في النقد، والا انت عضو في عصابة تترصده ليل نهار، لكنه لايمانع في الوقت نفسه، اذا ماتبت من نقده، وقررت لحظتها الانضمام الى عصابته، ان يقبلك، باعتبارك العبد الآبق العائد، ولحظتها يصير تشكيل العصابات مباحا، ومتاحا، ولاشبهة فيه، ولا اثم ولاعدوان، ولاتثريب على الظالمين.

حتى يأتي اليوم، الذي يفهم فيه كثيرون الفرق بين رئاسة حكومة، ورئاسة عصابة، نحتاج الى كثير من ضبط النفس، واطفاء الغضب، ومدارة السفهاء، حيثما كانوا.

يحتاجون وقتا طويلا، حتى يصدقوا ان هناك بيننا، من لايريد ان ترسي عطاءات الولاء او المعارضة عليه، وكل القصة، لاتتجاوز سر المهنة، وصحوة روحها، كما يجب.