عبدالله السحيم السرحان

القبة نيوز-ليس المشكلة في قتل الخاشقجي ، فالالاف يقُتلون يوميا هنا وهناك ، ولا اقول ذلك استهانة بروح هذا الكاتب المتميز ، فالروح البشرية لها قدسيتها سواء اكان كاتب له شهرته او كان انسان مسحوق مغانشي يعيش في جزر الكناري ، ولكن لو سلمنا بانه مقتول كما يقال ، فان هذا القتل الغبي بهذه الطريقة الغبية الساذجة يراد بها ومنها ما هو ابعد من ذلك ، فـ كما تعلمون تركيا دولة اقليمية كبرى يقودها رجل اسلامي ، والسعودية دولة اقليمية اسلامية تدفع المليارات لامريكا بزعم تقديم الحماية الافتراضية ، وان تفكيك اي توائم بين هذه الدول يخدم المصلحة المالية الامريكية والصهيونية ويخدم اقليميا الاحتلال. لا يخفى على احد ان التغييرات التي طالت الاحوال الاقتصادية والعلاقات السياسية في السعودية منذ تسلم محمد بن سلمان لزمام الامر كلها تصب بشكل او باخر في صالح امريكا وصالح الاحتلال. وحان الوقت لادخال المملكة بدوامة لا فائدة لهم منها مطلقا ، وهي اغتيال المعارضين بطرق ساذجة فريدة من نوعها ، ومن الجدير بالاهتمام والذكر ان مثل هذه الافعال قد تؤدي الى افساد علاقات هذه الدول مع بعضها. وحتى لو سلمنا انه تدبير خارجي للسعودية فان هذا الشيء يؤدي نفس الغرض الذي ذكرته لكم ، وهو خدمة المصلحة الامريكية الصهيونية. والحقيقة المرة ان هناك معارضة اشرس من خاشقجي في اوروبا وكانوا اقرب للحكم منه وهناك معارضة من بينهم امراء ، يبثون وينشرون مواد تستفز النظام الحاكم في المملكة ، فلماذا لا يتم اغتيالهم كما حدث لخاشقجي ، وهذا لا يدل الا على شيء واحد وهو ان المقصود ليس قتل خاشقجي وانما قتل العلاقة المفترضة بين السعودية وتركيا فـتركيا بالتأكيد سوف تعتبر هذا الامر اعتداء على الامن الاستراتيجي التركي ، فهي ملجأ للكثير من المعارضين وقد يصبحوا عرضة للقتل في اي لحظة وحتى تحافظ على امنها سوف تتخذ اجراءات حاسمة بهذا الشأن مما يوزم او حتى يقطع العلاقات السعودية التركية.